كالدو..
مرح جواد سلامة هزيم
أرقص كما لو ان لا أحد يراك غَنّ كما لو أن لا أحد يسمعك أحبَّ كما لو أن لا أحد سبق أن جرحك
عبارات عميقة كتبت في أخر صفحات إحدى الروايات لكاتبة اشتهرت بتحيزها ومناصرتها للانثى.
أحلام مستغانمي هي كاتبة وروائية جزائرية الأصل، كان والدها محمد الشريف مشاركا في الثورة الجزائرية، عرف السجون الفرنسية بسبب مشاركته في مظاهرات 8 ماي 1945، بدأت أحلام مسيرتها في الإذاعة الوطنية، وخاصة من خلال برنامجها «همسات» الذي لاقى استحسانًا كبيرًا من طرف المستمعين وخلق لها شهرة كشاعرة.
انتقلت أحلام بعدها إلى فرنسا لتتزوج هناك من صحفي لبناني، وحصلت على شهادة الدكتوراة من جامعة السوربون، وتعيش مستغانمي حاليا في بيروت.
وتعتبر أحلام مستغانمي أكثر الكتاب العرب نجاحًا في عصرها، فولادتها في المنفى خلال فترةٍ مليئةٍ بالاضطرابات في الجزائر، والخبرات التي اكتسبتها لكونها ابنة أستاذٍ للغة الفرنسية ومناضل في سبيل الحرية، كونت منظورها الثقافي وأمدتها الوحي لكتاباتها، وهو ما تكلل بحصولها على جائزة نجيب محفوظ للعام 1998 حول ما قدمت من روايات.
تتابعت شهرتها اكثر فأكثر خلال صدور رواياتها التي كانت مليئة بالمشاعر والاحاسيس تجذب القارئ لها من غير أنتباه، ومن اشهر هذه الروايات (روايتة ذاكرة الجسد)، وتدور أحداث رواية ذاكرة الجسد حول خالد وحياة، وهما بطلا الرواية، حيثُ يقرر خالد أن يكتبَ قصَّته مع وطنه ومدينته قسنطينة التي وجدَ أنَّ حياة تجسدهما معًا، وتتسلسل الرواية حول احداث منها اندلاع الثورة الجزائرية وما بعدها والظروف الصعبه التي مرت بها علاقتهما من مشاكل وصعاب.
ويذكر هنا أن روايتها (الأسود يليق بك و ذاكرة الجسد الذي تم تجسيده في عمل درامي سوري وحصل على نسبة مشاهدات كبيره .
وبعد 5 سنوات على روايتها (الأسود يليق بك)، تطل على قرائها بكتاب جديد تغوص فيه في أعماق النفس البشرية لتكتشف عوالم العشق المثيرة وألاعيب القدر الخبيئة، وكانت اخر كلماتها وأجددها في هذه الرواية تقول "أحتاج لأن أستعين بما بقي من شظايا قصتك لكتابة نص شهي والقيام بإعادة اعمار عاطفي لقلوب الحق بها الحب كل أنواع الدمار .. لكن القصص ليس ما ينقصني للكتابة ولا النصوص الجميلة، ينقصني الألم فكل ما تألمت من أجله في الماضي أصبح مصدر ندمي وعجبي، بما في ذلك تلك الأوطان التي مرضت يوم أحتُلت، وتلك العواصم التي بكيتها يوم سقطت، لتنجب لنا بعد ذلك قطّاع طرق التاريخ وأناسا لا يشبهون في شيء ممن كنت جاهزة للموت من أجلهم".
يشار الى ان مستغانمي اختارتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونسكو» أحلام مستغانمي لتصبح فنانة اليونسكو من أجل السلام وحاملة رسالة المنظمة من أجل السلام لمدة عامين، باعتبارها إحدى الكاتبات العربيات الأكثر تأثيراً، وصرحت مديرة منظمة اليونسكو إيرينا بوكوفا، إن «مؤلفات الأديبة الجزائرية تعد من بين الأعمال الأكثر رواجاً في العالم، نظراً لتميزها بعملها لصالح حقوق المرأة والحوار بين الثقافات ومكافحة العنف».
ورغم كل هذه الشهرة والمكانة إلا أن أحلام قد تعرضت للانتقادات بسبب تعليقها على موكب المومياوات الذي شهدته مصر في ٥ ابريل 2021، مما وجه لها الآراء السلبية بسبب ما قالت حول الموكب،
وفي الاونة الاخير التقت احلام جمهورها بمعرض الشارقة الدولي للكتاب في جلسة حوارية تحت مسمى "القارئ كاتباً"، تناولت خلالها إمكانية أن يتحول القارئ إلى كاتب يوماً ما، والطريق المعرفي الذي يمكن من خلاله اكتساب خبرات وتجارب تمكنه من تقديم كتابات مميزة.
و من أقوال أحلام مستغانمي الكبرياء أن تقول الأشياء في نصف كلمة، ألاّ تكرّر. ألاّ تصرّ. أن لا يراك الآخر عاريًا أبدًا. لحظة حب تبرر عمراً كاملاً من الانتظار. ابتعدي عن رجل لا يملك شجاعة الاعتذار..حتى لا تفقدي يوماً احترام نفسك. سيظل يخطيء في حقها ثم يمن عليها بالغفران عن ذنب لن تعرف أبداً ماهو..لكنها تطلب أن يسامحها عليه هكذا هن النساء! أجمل حب هو الذي نعثر عليه أثناء بحثنا عن شيء آخر. يسألونك هل تصلي؟ لا يسألونك هل تخاف الله؟! قرأت يومًا إن راحة القلب في العمل، وأنّ السعادة هي أن تكون مشغولًا إلى حدّ لا تنتبه أنّك تعيس.
ونختم بقول نزار قباني فيها، روايتها دوختني، وأنا نادرا ما أدوخ أمام رواية من الروايات، وسبب الدوخة أن النص الذي قرأته يشبهني إلى درجة التطابق فهو مجنون ومتوتر واقتحامي ومتوحش وإنساني وشهواني وخارج على القانون مثلي. ولو ان أحدا طلب مني أن أوقع اسمي تحت هذه الرواية الاستثنائية المغتسلة بأمطار الشعر.. لما ترددت لحظة واحدة.