كالدو
الدكتور هاني الجبالي أخصائي الطب النفسي و معالجة الإدمان
الفصام هو مرض ذهاني، يتميز بمجموعة من الأعراض النفسية والعقلية، التي تؤدي - إن لم تعالَج في بدء الأمر - إلى اضطراب وتدهور في الشخصية والسلوك. وأهم هذه الأعراض: اضطرابات التفكير والمزاج والإدراك والإرادة والسلوك.
وما تبيّن من الإحصائيات المختلفة أن الفصام ينتشر بين الرجال والنساء بنسبة واحدة؛ فقد توقَّع بعض الباحثين أن يكون أكثر انتشارًا بين الرجال، نظرًا لزيادة تعرُّضهم لمشاكل الحياة وأعباء العمل، ولكن هذا لا يمنع أن تزيد نسبة الفصام بين الرجال قبل سن الثلاثين، وبين النساء بعد هذا السن، وقد تبيَّن أن الإصابة بالفصام والبدء في العلاج تبدأ مبكرًا في الرجال عنها في النساء.
كما تبيَّن أيضًا من الدراسات المختلفة أن مرض الفصام ينتشر في الأماكن المكتظة بالسكان، حيث الفقر والجريمة والبطالة والانحرافات الاجتماعية الأخرى، كما أن هذا المرض أكثر انتشارًا في غير المتزوجين عنه في المتزوجين، كذلك ينتشر بين مواليد فصل الشتاء.
ما هي أبرز أعراض مرض الفصام العقلي: 1- الهلاوس: نعني بالهلاوس استجابات حسية واضحة دون وجود منبه، وتسمى الهلاوس حسب نوع الاستجابة، فإذا سمع المريض أصواتًا تناديه أو تلعنه دون وجود أحد فهذه هلاوس سمعية، وإذا أبصر أشياءً أمامه في حالة غيابها تسمى بالهلاوس البصرية، وكذلك توجد الهلاوس الشمية والحسية والتذوقية.
ويجب أن نفرق بين الهلاوس أو التوهم، فالخداع هو سوء تفسير المريض للمنبه، أي أنه يوجد منبه ولكن المريض يستجيب له بطريقة مرضية، فإذا رن جرس التليفون يسمعه كطرق الباب أو صوت الإنسان، أما في الهلاوس فهو يسمع هذه الأشياء دون وجود منبه.
وترمز الهلاوس عادة إلى انعكاس خارجي لما يتعرض له المريض من صراعات داخلية واحباط في حياته الاجتماعية والشعور بالنقص والنقد الذاتي.
2- الضلال الفكري: وهو اعتقاد خاطئ مرتب ومنسق، يؤمن به المريض إيمانًا راسخًا لا يحيد عنه، مع استحالة إقناعه منطقيًا بعدم صحته، ويجب أخذ ثقافة وتعليم المريض في الاعتبار عند تشخيص الضلال أو الهذيان، لأنه يمكن أن يكون ذلك جزءًا من التقاليد البيئية للمريض. كما يجب أن نفرق بين الضلالات الأولية والثانوية؛ فالضلال الأولى ينشأ فجأة دون مسببات، أما الضلال الثانوي فهو تفسير وتحليل لاضطرابات التفكير والمزاج والشعور السلبي.
3- اضطرابات في التفكير والسلوك، وتتمثل المتعلقة بالتفكير بما يلي: (اضطراب التعبير عن التفكير، اضطراب مجرى التفكير، اضطراب التحكم بالتفكير، واضطراب محتوى التفكير). وأخيراً هذه الأعراض السابقة كانت الأبرز وليست الأشمل.