كالدو..
الدكتور هاني الجبالي أخصائي الطب النفسي و معالجة الإدمان
الجنسية المتخالطة: وهي انحراف نفسي جنسي يمثل رغبة قوية ودفينة في تغير الجنس، وهذه الرغبة توجد بشكل أساسي عند الرجال الذين يرغبون في التحول إلى نساء، كما أنها قد تحدث عند النساء ورغبة عارمة نحو الاسترجال.
وليس هذا فحسب، بل يظل الشخص متضايقًا من مجرد أنه ينتمي إلى نفس جنسه، بمعنى أن الرجل الذي لديه هذا الميل يتضايق من مجرد أنه ينتسب إلى طائفة الذكور ويتواجد معظم الوقت مع الإناث ويتشبه بهن في كلامهن وملابسهن واهتماماتهم الداخلية.
وهذا الانحراف يسبب ألمًا نفسيًا شديدًا لصاحبه كما أنه يسبب العديد من المشاكل الأسرية والاجتماعية والتعليمية.
وفي هذه الحالات ينتمي الشخص إلى جنس إلا أنه يحن نفسيًا وينتمي للجنس الأخر، ولذا يصبح جسده غريبًا عنه وتصبح نفسه غريبة عن جسدها، لديه جسد رجل إلا أنه يشعر داخله أنه امرأة أو العكس، وطبعًا من الممكن أن نجد ذلك عند النساء، امرأة جسدها امرأة لكنها تشعر أنها رجل، إذ لا يثيرها جنسيًا رجل.
مثال من الواقع:
ذكر من مواليد ١٩٩٣ أكدت والدته أن أعضاء الذكورة لدى ابنها ضامرة وأعضاء الأنوثة واضحة وأن جسده أقرب للأنثى وأن الاشعة فوق الصوتية أكدت وجود رحم ومبيض أسفل البطن، ولهذا قام أربعة من الأطباء المستشارين في فروع (الطب النفسي والغدد والتجميل والمسالك البولية) بتحويل أوراق هذا الشاب إلى الطب الشرعي، وقد ذهب هذا الفتى وهو يرتدي فستان قصير وشعره طويل ومكياج أنثوي كامل، وجاء تقرير الطب الشرعي ليؤكد الحقائق السابقة إضافة إلى أن جسده خالي من الشعر وأن صوته بين الذكر والأنثى وأن إجراء عملية التحول إلى أنثى يجب أن تتم بعد فشل جميع الوسائل العلاجية الطبية والنفسية في ابقاءه كذكر، كما كان يرتدي ملابس نسائية داخلية وخارجية وكان على درجه عالية من الجمال والجاذبية وتم بالفعل تحويله إلى أنثى تحب أن يناديها الجميع باسم سارة أو سوسو.
ما الذي يحدث إذا وجد هذا الانحراف لدى الشخص؟
في هذه الحالة ينقسم الفرد عن نفسه أو ينفصل جسده عن نفسه فيصبح جسده غريبًا عن نفسه وتصبح النفس غريبه عن جسدها، لديها جسد امرأة ولكنها تشعر نفسيًا وعاطفيًا وانفعاليًا أنها رجل كما يحدث العكس لدى الرجال.. إذا يشعر أن جسده غريبًا عنه (لأنه ليس جسده) وأن نفسيته تتوق دومًا إلى الجنس الآخر لأنه بالفعل يريد أن يكون امرأة.
وهنا كل منهما يرفض جنسه ونوعه الذي حدده له جسده ويعترف فقط بجنسيته الذي حددته له احاسيسه ومشاعره وانفعالاته الداخلية، وهنا نأتي إلى أهم محور في الأنسان وهو أن موضوع المشاعر الداخلية لا تتكون من خلال الجسد وما يضفيه على الفرد من مفاهيم وقيم بل أن مشاعر وأحاسيس الفرد هي الفيصل الأساسي في جعل الفرد أما أن يشعر بالانتماء إلى جنسه أو إلى الجنس المقابل، وما الجسد إلا مجرد وعاء يضيف أو لا يضيف الفرد اليه مشاعر وأفكار معينة.
فالرجل ليس رجلاً بجسده، ولكن بأفكاره هو عن نفسه وبتقبله معنى الرجولة أو رفضها والمرأة امرأة بمشاعرها وأحاسيسها الداخلية وليس فقط امرأة لأنها تملك جسدًا يقال أنه أنثويًا لأن رفض هذا الجسد قد يكون من داخل الشخص، فمن يقدر على جعله يغير هذا الاتجاه؟!
والمرأة التي تريد نفسيًا أن تكون رجل بالطبع لا يقدر أي رجل على استثارتها جنسيًا ولا تشعر بالميل نحوه وهو ذلك الذي تجده من نفس نوعها واذا نجدها: تلبس ملابس رجال وتمشي كما يمشون وتتحدث كما يتحدثون، كما أنها تستثار جنسيًا من النساء.
ما اسباب هذا الانحراف ؟
تتعدد الأسباب والتفسيرات التي قدمت حول هذا الاضطراب وتشمل:
١-هناك رأي يرى أن هذه الرغبة تنشأ مبكرًا لدى الفرد بسبب تعرض مخ الجنين الذكر في رحم الأم لمعدلات غير ملائمة من الهرمونات الموجودة في جسد الأم.
٢-رأي آخر يرجح أساليب التنشئة الاجتماعية خاصة أثناء فترات الطفولة المبكرة، فالصبي نشأ في أحضان الأم وشقيقاتها، دون وجود رجل، فإنه وبشكل ألي يجد نفسه منشغلاً بنفس موضوعات انشغالهم ولذا فقد يشتاق أن يكون مثلهم، متمردًا على نوعه وجسده، كما أن طول فترة التنشئة والمكوث مع النساء وممارستهم لجميع شؤونهم الداخلية (الخاصة والحميمة) أمامه على أساس أنه صغير ولا يدرك شيئًا، مثل هذه الأشياء قد تجعل الصبي راغبًا وبشدة في أن يكون مثلهن، لأنه لم يجد النموذج الذي يقدم له كرجل (أو ينتمي إلى هذه الفئة).
ما هي سبل العلاج في مثل هذه الحالات؟
واقع الأمر أن من يعانون من مثل هذه الانحرافات من الرجال يكونوا مصريين على بتر عضوهم الذكري واستحداث مهبل صناعي وزرع الثديين أو تضخيمها.
وليت الأمر يصل إلى هذا الحد بل نجدهم يسعون إلى تغيير نوعهم، فإذا رفضت الأسرة ذلك فقد يهددون بالانتحار أو ينخرطون في ممارسة الكثير من السلوكيات العنيفة والتي تجبر تلك الأسر للانصياع لمثل هذه الرغبات.
وأخيرًا فإن الحل الأمثل لمثل هؤلاء هو عمل جراحات التحويل الجنسي وإعطائهم الهرمونات الملائمة للجنس الجديد و ذلك يتم بعد الفشل جميع المحاولات الطبية والنفسية في إبقائه على نفس النوع .