إنحرافات جنسية أم طنجرة ولقت غطاها

كالدو..

 الدكتور هاني الجبالي
أخصائي الطب النفسي و معالجة الإدمان

في البداية دعونا نعلم أن المازوخية والسادية هي عبارة عن اضطرابات نفسية جنسية تحدث عند الذكور والإناث بنسب مختلفة فمثلاً المازوخية توجد عند الإناث أكثر ولكن السادية توجد لدى الذكور بشكل أكبر.

 - ما هي المازوخية: هي اشتقاق اللذة من قيام الأخرين بتعذيبه وتوجيه العدوان إليه، سواء أكان عدوانًا ماديًا كالضرب والإيذاء الجسدي أو عدوانًا معنويًا كتحقير الفرد وإهانته وجرح كرامته والسخرية منه، وبالتالي لا يجد لذته الجنسية إلا عندما يعذبه محبوبه ويوقع عليه الأذى والضرر ماديًا ومعنويًا سواء قبل الفعل الجنسي أو أثناءه.

- امثلة من الواقع على المازوخية:

1. زوج يشكو من أن زوجته في لحظات الغرام والنشوة تطلب منه راجية أن يقول لها كلام قذر قبل الممارسة، فإذا إجراه وتحامل على نفسه وقال لها كلمة تقول: الله وتطلبه المزيد.
2. زوجة طلقها زوجها لأنها كانت تريد منه قبل الممارسة أن ينهال عليها ضربًا وسبًا وتكون قد أعدت له خيزرانة، فعل ذلك عدة مرات من باب المجاملة، كما قال لكنه بعد ذلك وجد أن الموضوع لا تلوح له نهاية في الأفق، وخاصة أنه يعيش في منطقة شعبية، وأن الضرب وتأوهات الزوجة يثير استطلاع الجيران.

- ومن الجدير بالذكر قد يكون هذا الميل كامنًا لدى المرأة، كمثال أن تظل (تغيظ) زوجها حتى يصل إلى درجة من العدائية لا يستطيع منها، فيشبعها ضربًا ولطمًا وهي تستزيده.

- الآن ما هي السادية:

وهي اشتقاق اللذة عن طريق القيام بتعذيب الآخرين سواء بتوجيه عدوان مادي كالضرب والإيذاء أو بتوجيه عدوان معنوي كالسب والتحقير والاستهزاء، وغالبًا ما تمتزج بالنشاط الجنسي، فلا يشتق لذته الجنسية إلا عند تعذيب محبوبه وإيقاع الأذى المادي والمعنوي به سواء قبل الفعل الجنسي أو أثناءه.

مثال من الواقع:

زوجة تشتكي بأن زوجها لا يشعر بالمتعة أثناء الجماع إلا إذا كان يضربها ويشد شعرها ويقوم بكيها بالسجائر والتلفظ عليها بألفاظ بذيئة.

- العلاج: لا شك أن علاج السادي، كما هو الحال لدى المازوخي، يتطلب بشكل أساسي العلاج النفسي وهو العلاج المعرفي السلوكي، بالإضافة الي العلاج الدوائي لعلاج الاضطرابات النفسية المصاحبة ولعل من أشهرها الاكتئاب والقلق والإدمان واضطراب الشخصية الحدية لدى الإناث.

- ومن الجدير بالذكر أن في معظم الحالات نعالج الطرفين معًا وخاصة إذا كان احدهما ساديًا (يعشق تعذيب وإهانة الأخر) والثاني مازوخيًا يتلذذ من خلال عذاب وإهانة وتعذيب الأخر .