كالدو..
الإعلامية أفين الكردي الدكتور هاني الجبالي
أمواج عاتية ومتلاطمة عصفت بالحياة الزوجية.. وهبت الأعاصير الواحدة تلو الأخرى في عش الزوجية و تحول لوكر وكل ذلك على مرآى و مسمع الأطفال.. حتى أصبح البيت جحيماً.. و بالفعل استحالت الحياة وكان أهون المر..هو "أبغض الحلال".
لا مناص من السؤال التالي؟؟ هل لدينا الثقافة الكافية للتعامل مع أطفال الطلاق عند مرورنا بالأزمة هذه منذ بدئها لحين انتهائها؟
يحدث غالباً في هذه المرحلة عند نشوب الحرب بين الزوجين بأن يتم تجاهل وجود الأطفال والتركيز البحت على المشكلة، وكأن الأطفال ليسوا من ضمن الكيان الأسري الذي يتم التغيير بمعالمه وأسسه، وهذا وللأسف ينتج عنه الكثير من المشاكل والاضطرابات وعواصف أدهى ما بعد الهدوء. وبالحديث مع الدكتور هاني الجبالي – أخصائي الطب النفسي و معالجة الإدمان - عن الآثار الطلاق النفسية على الأطفال والذي بدوره وضح الآثار التالية:
تغير البيئة الاجتماعية على الطفل نفسه..
لأن معظم الاطفال يتركون بيوتهم بعد الطلاق الى بيوت جديدة وقد تضطرب علاقتهم بهذه البيئة نظراً لعدم تمرسهم مع الأفراد الجدد في هذه البيئة أو لاشتياقهم لغرفتهم التي اعتادوا عليها ونظامهم المعتاد في المنزل.
اختلال في النموذج الأبوي النفسي الموجود عند الطفل بتشوه صورة الأب أو الأم في أذهانهم سيعكس تشوه نفسي لديهم وتشويه بحت للfather figure أو Mother figure من خلال الشتم وسب سب الطرف الآخر وسرد سيئاته على الملأ passive aggression
دخول الطفل بحالة من الذهول وهو يشاهد اختلال البيئة الاسرية (فترة التنقيب عن عريس أو عروس من أجل رد الاعتبار وأن يقول بابا لأشخاص كثيرين أو ماما لنساء كثيرات ،وهذا لا يحصل عند الجميع )
الدخول في حالة نفسية سيئة انهيار الثقة بالنفس،الشعور بالنقص،الاحساس بالفشل،الاحساس بأن شيء ما ينقصه وعدم التوازن العاطفي.
ولكن يبقى التساؤل.. هل من الممكن السيطرة على الأقل على جميع ما ذكر أعلاه؟ أضاف الجبالي في مستهل الحديث.. أنه "لا مناص من القول بأنه لا يمكن محو الأعراض كأنها لم تكن.. لكن من الممكن واستناداً على ما سبق أنه من الممكن والمفروض السيطرة على تلك الأعراض.." ووضح بادئ ذي البدء بأن أن يدرك الأبناء بأن الطلاق قد وقع وان هذا الطلاق ليس نهاية العالم أو تمزق الحياة ومما لا شك فيه أنه علينا ان نتعامل مع هذا الوضع بواقعية ودون الدخول في أفكار غير عقلانية تحوله إلى حوجز وعقد نفسية تظل تضر بهم داخلياً .
وأكد الطبيب النفسي على المسؤلية المشتركة بين الوالدين في تربية الأبناء ورعايتهم حتى وإن كانا بمستوى عال من الخلاف، وأن يتحمل كل طرف مسؤليته كاملة ودون هروب في التعامل مع الأبناء.
وشدد الجبالي بدوره على التثقيف النفسي للأبوين والأبناء،وما يستطيع الطبيب النفسي أوالاخصائي النفسي والمرشد النفسي من تقديم العديد من سبل العون والمساعدة وحل المشكلات ،وعدم التأخر لطلب المساعدة. ومن هذا المنطلق يتوجب على حاضن الأطفال والتي هي بالغالب الأم تكثيف الجهود بما يخص المصلحة النفسية لأطفالها مع الأب والمدرسة وأصدقاء أطفالها وأمهاتهم.
أما بما يخص أهل الحاضن.. فيتوجب عليهم احتواء هؤلاء الأبناء ومساعدتهم ومساندتهم وأن يكونوا على دراية كافية بعدم الإساءة و التودد لهؤلاء الأطفال وعدم معاملتهم بأنهم أبناء شخص غريب أو أبناء الغريم أو الغريمة، وشدد الطبيب النفسي وحرصاُ على ذلك عدم ذكر أبيهم أو أمهم بسوء أو معايرتهم أو التنغيص عليهم بحجة الغضب.