كالدو..
عبدالمحسن محمد الحارثي
ملأتْ قطر كأس العالم ، وشَرِبَ منهُ كُل الرياضيين وجميع المشاهدين ، ولا يزال الكأس مملُوءاً ، ورغم ذلك ؛ لا يُمكن العثور على العالم في كأس العالم !!
قطر فازتْ بِكُل شيء تقريباً ، كُل شيء ؛ عدا كأس العالم بالطَّبع ، ولكنَّها منحتْ لهم الكثير من الثقة والتعريف ، من خلال كُرة القدم - محبوبة الملايين - الأكثر شعبيَّة في العالم.
استضافة قطر لكأس العالم ؛ مسيرة دامت 12عاماً ، كان فيها الحلم القطري يُحلِّق في سماء العام 2009م ، واستطاع ذلك الحلم أنْ يكون واقعاً محسوساً وملموساً في العام2022م ، وانتهت كُل القصص والروايات والتنبؤات بعد إعلان حكم المبارة صافرة النهاية مُعلنةً بطل كأس العالم 2022م بدولة قطر ؛ لصالح مُنتخب الأرجنتين .
لأوَّل مرَّة تُقام كأس العالم في دولة عربية " خليجيَّة" على وجه الخصوص ، وفي الشرق الأوسط بوجه عام. جدارةُ التجهيز تكمن في ثلاث ملفات : الملاعب ، التراث ، والاستدامة ، وتميَّزتْ هذه الملفات الثلاث بالتنوّع في مجالات عديدة ، من بينها ما هو قانوني ، تنظيمي ، عمراني ، اجتماعي ، وحتّى اقتصادي ، تتماهى ورؤية قطر الوطنية 2030مً والتي تقوم على أربع ركائز أساسية ، وهي: التنمية البيئية ، البشريَّة ، الاجتماعية ، والاقتصادية ، مع تحقيق أعلى معدلات الحوكمة ، ووصولاً إلى تعزيز مبدأ الاستدامة.
بدأ القطريون في طرح الفكرة منذ سنوات ، وخططوا لها ، وكانت البداية في عام 2009م ، وفازت بحق الاستضافة في2 ديسمبر 2010م .
وفي عام 2011م بدأتْ أعمال اللجان ، وفي عام 2013م تم تصميم ملعب الجنوب ، وفي عام 2014م كان افتتاح مطار حمد الدولي ، و عام 2019م تم الكشف عن شعار البطولة ، الذي جمع ما بين كونها منصَّة للالتقاء بالثقافات من مختلف أرجاء العالم ، ومستوحاة من الثقافة القطرية والعربية .
وفي عام 2021م كانت ساعة العد التنازلي للمونديال ، وفي العام 2022م اكتمال تدشين كافَّة الملاعب ، وفي نفس العام كان الأوبرا التي يعرفها البشر جميعاً.
أتاح كأس العالم في الوطن العربي فُسحةً تتنفَّس فيها الأرواح العربية ، التي لا تزال تتألم وتتوجَّع كل يوم من جراء الأحداث المتواترة على الأمة العربية.