كالدو..
الدكتورة فريال العساف
التعليم المدرسيّ حق أساسيّ من حقوق الانسان يجد معطاه وسياقه في العديد من المواثيق الدولية كما نجده ضمن اهداف التنمية المستدامة لما لهو من أهمية في البناء والتقدم والازدهار لأي مجتمع من المجتمعات الإنسانية. التعليم في بلدي يحظى باهتمام ملكي إذ يُعد ركن أساسيّ من أركان كتب الخطاب الملكيّ الساميّ الى الحكومات المتعاقبة والأوراق النقاشية التي خطها جلالة الملك عبد الله الثاني إبن الحسين – حفظه الله ورعاه -لإيمانه بأن حجز الاستثمار الأساسي تكمن بالاستثمار بالإنسان نفسه. ولما لقطاع التعليم الدور المحوريّ داخل أي مجتمع من المجتمعات والتنمية والازدهار والتقدم فهو أولوية وطنية وعملية أساسية في نهضة المجتمع الأردني وعوامل أساسي من عوامل التنمية المستدامة التي اتبذل الجهود الوطنية الهادفة الى تحقيق التعليم النوعيّ المواكب لمستجدات العصر والمماثل للتعليم في المجتمعات المتقدمة. المدرسة هي بيت الطالب الثاني التي يقضي بها جلّ وقته وقد رفعت وزارة التربية والتعليم الأردنية شعار التربية قبل التعليم لأيمانها بأن تربية الطالب على السلوكيات الإيجابية هي الأساس وقبل كل شيء في صقل وبناء شخصية متوازنة قادرة على مواكبة تطورات العصر وتحدياته وغرس قيم المواطنة والأمانة والعدالة واحترام الاخر وتقبلَه هي من أهم القيم التي سعت وتسع وزارة التربية والتعليم لاعداد أجيال المستقبل . يعود طلبة التعليم النظامي الأساسي والثانوي الى ادراج المدارس الحكومية بعد انتهاء العطلة الصيفيّة المقررة لهم ونحن نعلم علم اليقين استعدادات وزارة التربية والتعليم لإستقبال طلبتها المشهود لها بالتنظيم والأمان والحرص تمام الحرص على مصلحة طلبتها في توفير كافة المستلزمات والتجهيزات الدراسية بدءًا من بيئة مدرسية آمنة مروراً بهيئة تدريسية كفؤة وقادرة على إيصال المعلومة وصولاً الى تعزيز جسور التواصل والتعاون بين المدارس ومجالسهم وأهالي الطلبة. ومن جانب، يقع على وزارة التربية والتعليم عدة مسائل وادوار رئيسية من شأنها ان تحقق الشمولية والانسجام في كافة الجوانب التعليمية والتعلمية تتمثل في النواحي الاتية: - رفع مستويات برامج الفاقد التعليمي المقدم من وزارة التربية والتعليم من حيث الكم والكيف والعمل على زيادة عدد الساعات وتنوع المقررات التي تدرس في برنامج الفاقد التعليمي. وتطبيق برامج التعليم المتطورة في هذا الاطار بما ينسجم في الحرص على اكساب الطالب المهارات المعرفية اللازمة للمنهاج المدرسي المقرر. -رفع مستويات الصحة المدرسية لما نشهده من استمرارية انتشار الأمراض التنفسية المعدية والعمل على تفعيل دليل العودة الآمنة لأخذ الحيطة وللحذر من انتشار متحورات فيروس كوفيد – كون ان وزارة الصحة العالمية تحذر من انتشار متحور جديد - ولأن الرعاية الصحية المدرسية تعد جانب أساسيًا وهدفًا استراتيجيًا تسعى إليه المؤسسات التربوية، كون من شأنها ترسيخ سلوكيات حضارية لديه تساعده بالتالي على الاندماج والتوافق مع بيئته ومجتمعه. - الاهتمام بالمقصف المدرسي وتوفير المنتجات الغذائية الصحية ذات السعر المتواضع بحيث يكون في متناول يد جميع الطلبة مع الاهتمام بالبيئة المكانية لتخزين المنتوجات المباعة للطلبة وتأهيل الطلاب في الجانب الصحي باكتسابهم عادات النظافة وقواعد التغذية السليمة. - تحديث وتطوير الغرف الصفية بوسائل تعليمية حديثة وتزويدها بالمراوح و /أو المكيفات وكولرات مياه صحية. - ادراج برامج أساسية ومستمرة داخل المدارس الحكومية والخاصة على السواء تمنع وتحد من ظاهرة العنف الطلابي والتي على رأسها التنمر الطلابي بكافة أنواعه واستحداث مادة لامنهجية بهذا الشأن تعطى بشكل مستمر في حصص الارشاد المدرسي وربما من الأفضل اصدار تعليمات من قبل وزارة التربية والتعليم تحدد العقوبات التي تقع على كل من يمارس التمر والعنف المدرسي. انّ ايمان المجتمع ومؤسساته بدور المدرسة كمؤسسة تعليمية وتربوية تقوم بتنشئة الأجيال الصاعدة وتزويدهم بالعلم والمعرفة، وتدريبهم على التفكير البنّاء والمنهج العلميّ السليم، وإكساب الطلبة المعارف والمهارات اللازمة ليصبحوا مواطنين صالحين؛ فالمدرسة مؤسسة مجتمعية وظيفتها تنمية الطالب ومساعدته على اكتساب المهارات والقدرات اللازمة لتحقيق الذات، وتعمل كقوة متكاملة في تشكيل المعتقدات والاتجاهات، مع المحافظة على المثل العليا والثوابت الوطنية والقيم الأساسية لبناء المجتمع. د. فريال العساف