كالدو..
بيان مقبل
تعتبر الأسرة مؤسسة إجتماعية أركانها الزوج والزوجة والأطفال، ويقع على عاتق كل أسرة واجبات عديدة حيث يجب أن توفر المأوى والأمان للأبناء ، وأن تكون مركزا للحب والهدوء والطمأنينة والسكينة بالإضافة إلى أنها المدرسة الأولى التي ينشأ ويتعلم الطفل من خلالها .
ولكن هناك ظاهرة تهدد البناء السليم لهذه الأسر، وهي ظاهرة العنف الأسري تجاه الأطفال والتي تعتبر من أكثر الظواهر الإجتماعية خطورة على الأسرة .
فالعنف الأسري ظاهرة موجودة بكثرة في المجتمعات العربية والأجنبية مع فارق حيوي ومهم وهو أن المجتمع الأجنبي يقر بوجود تلك الظاهرة خلافا عن المجتمعات العربية التي تعتبر بأن هذه الظاهرة من الأمور التي يحظر الحديث عنها ومناقشتها ، بل على العكس تماما قد تشدد المجتمعات العربية أن الحديث عن هذه الظاهرة من أكثر الأمور حساسية وخصوصية ، والأخطر من ذلك بأن العنف يحدث داخل جدران بيوت هذه الأسر تحت عنوان ( مظلة الرابطة الأسرية ) دون دراية كافية عنها .
ولأهمية الأمر قام عدداً من الباحثين بإجراء البحوث العديدة المتعلقة بداوفع هذه الظاهرة، وأسبابها وأضرارها على الفرد والمجتمع، فأضرار العنف الأسري الواقع على الأبناء من قبل الوالدين أو أحدهما لها أسباب عديدة ، منها : التقصير الدراسي ، والهروب من المنزل ، والانتحار ، والصدمات النفسية في بعض الأحيان .
حيث أفادت الدكتورة لميس ملحم بأن الطفل يعيش داخل منظومة تحتوي على الام والاب والأشقاء ، فيجب على هذه المنظومة أن تتمتع بالتفاعل بين جميع أفرادها ، كما أشارت إلى أن الطفل يقع عليه العنف من قبل عدة أطراف في الأسرة قد يكون من الأم أو الأب أو الأشقاء من خلال معاملته بقسوة شديدة ، فبمجرد ما أن يتفوه الطفل بكلمة تستخدم ضده وسائل التعنيف العديدة كالعنف البدني والعنف اللفظي .
كما أكدت بأن أسباب ودوافع هذه الظاهرة هي ضغوطات أعمدة المنظومة الأسرية ، ألا وهم الأباء والأمهات ، أي ضغوطاتهم في العمل أو الضغوطات المادية ، الأسرية والإجتماعية ، كما نوّهت إلى أن هذه الأسباب تؤثر بشكل سلبي على الأبناء . علاج هذه الظاهرة يكمن في نشر الوعي بين الآباء والأمهات لنشر الاستقرار في الأسرة ، والحد تدريجيا من استخدام العقاب البدني واللفظي للأبناء مهما كانت أخطائهم ومحاولة الوصول إلى طرق أخرى للتفاهم معهم بدلا من الضرب والقسوة ، كما يكمن علاج هذه الظاهرة بالعمل على مساعدة الأبناء بعدم مشاهدة الأفلام الكرتونية أو السينمائية التي تقدم صور العنف المختلفة .
لا شك بأن العنف ضد الرفق ، فالواجب علينا جميعا الرفق في تعاملنا وتصرفاتنا كلها مع من ولانا الله عليهم ، فوسائل العنف أياً كانت قطعاً مرفوضة ، ولا ننسى بأن هذه الظاهرة المؤلمة هي جريمة مع سبق الإصرار .