كالدو...
الدكتور هاني الجبالي أخصائي الطب النفسي و معالجة الإدمان
أولاً: دعونا نتعرف على هذه التقنية: جهاز كشف الكذب هو جهاز يسمى البولي غراف (polygraph)، أي متعدد الكتابات، ويسجل أي تغيرات قد تحدث في النبض والضغط الدم والعرق واستجابة الجلد للتذبذب الكهربائي. وهذا الجهاز يسجل الاستجابات للفرد في مرتين مختلفتين، ما قبل التجربة وما بعدها، حتى نتمكن من إجراء المقارنات اللازمة لذلك. ويفترض أن شعور المفحوص بارتكاب ذنب ما سيظهر في زيادة الاستجابات الفسيولوجية عند إجابته على الأسئلة الحرجة. من المشاكل التي تواجهنا في اعتمادية هذا الجهاز هو أن الشخص البريء قد يصاب بالاضطراب حين يدخل المعمل لإجراء التجارب عليه بواسطة هذا الجهاز، أو قد يحدث العكس حيث يتمكن شخص محترف من "الكذب على جهاز كشف الكذب"، ولعل بعض المسلسلات والأفلام الجاسوسية وعلى رأسها مسلسل "رأفت الهجان" قد أظهرت هذه الحقيقة، ذلك لأن الشخص الذي تم تدريبه على العمل في الجاسوسية يعلم أنه ضمن الحيل التي يلجأ اليها أصحاب الطرف الآخر - المعادي هو وضعه على جهاز كشف الكذب ويستعد لذلك بأن يتدرب هذا التدريب ليقلل من كمية القلق بل ويجعل الشخص نفسه قادراً على التحكم في انفعالاته وما يرتبط بها من تغيرات. - وأخيراً، هل يوجد طرق نفسية تساعد على كشف الكذب بعيداً عن الأجهزة الحديثة؟ الإجابة: نعم، وهناك الكثير، ولعل من أشهرها ما ينطبق على اختبار التداعي الحر (الذي هو بالأساس يستخدم للتحليل النفسي)، حيث إن الشخص الذي يعاني انفعالًا قويًا يظهر ذلك في سلوكه بشكل أو بآخر، وطريقة التداعي الحر من الطرق الكلاسيكية لمعرفة طبيعة انفعالات الفرد، حيث يتم حثه على أن يرد أو يستجيب بأول كلمة تخطر على باله من منبهات لفظية معينة بأسرع ما يمكن، على أساس أن الكلمات التي تحمل شحنات انفعالية شديدة تظهر في استجابته بطرق مختلفة.