كالدو..
شهد مصطفى
بعد مدّةٍ لا بأس بها من التمعنِ بمقلتيه، والتأمل بخصلاتِ شعره التي يداعبها الهواء، قال والابتسامة تملأ وجهه الآسر: أما كفاكِ تمعناً بي، صرتُ أخافُ على نفسي!
قلت باستنكار: من.. ! أنا؟ أنصحكَ بأنْ تُخفف من جرعاتِ الثقة التي تحتسيها كل صباح، فيبدو لي بأنها أذهبت عقلك.. أردفَ بغرورٍ مستفز: وكيف لا أحب نفسي ويمتلككِ الحُب لي ...؟!
أجبتهُ بغرور زائف يماثل غروره: من قال لك ذلك؟" أجابني: عيناكِ، عيناكِ تقول ذلك كل يوم وكل ساعة، أنا أسمعهما دائماً فقلت: هذا غير صحيح أنا لا أحبك، نعم أنا أغار عليكَ بشدّة وأكاد أن أموت غيظاً عندما تكلم إحداهن، وأبكي عندما أشعر بأن قلبك يوشك على الالتفات لامرأة ما، ولكنّي لا أحبك...
يؤلمني قلبي عندما أرى مكانكَ فارغاً حتى وإن كان هذا لا يتعدّى سوى القليل، ولكنّي لا أحبك... ينفطرُ داخلي شوقاً لك كل ليلة، تؤذيني الآمك، وأذبلُ إن شعرتُ بحزنك، ولكنّي لا أحبك... أشعرُ بأنك مسؤوليتي فأضع نفسي موضع كل من حولك، ولا أتجادل في كوني أريدك أن تراني كلهم، لأنني أراكَ بقلبي قبل عيني، ولكنّي لا أحبك...
حضورك مهيب فتزداد ضرباتُ قلبي في رؤيتكَ كل مرة، ولا سيَّما عندما تتقابل أعيننا فأحتضنُ بنظراتي قسمات وجهك الساحرة...
أنت جميل لدرجة كبيرة، لدرجة أن النظرَ إليك يقطعُ الأنفاس، ولكن هذا لا يعني أنّي أحبك يا هذا، لا تُكثِر من الهراء" عانقَ وجهي بكفيهِ واقتربَ مني حتى شعرت بأنفاسه تلفح وجهي المُحمَر خجلاً وقال: ماذا يعني إذاً؟ حينها خرج قلبي عن سيطرتي وحُكمي الضال في نظره، وقلت : أظن بأنه العشق!...