كالدو..
أڤــيــن الكردي
تعد الانتخابات واحدة من أهم ركائز الديمقراطية وأدواتها الفاعلة و ليست مجرد عملية اختيار للأفراد الذين سيشغلون مناصب قيادية، بل هي تعبير عن المشاركة الفعالة في الحياة السياسية، وتحقيق للمبادئ الأساسية كالعدالة والمساواة والحرية.
وفي ظل التحديات التي تواجه المجتمعات اليوم، تزداد أهمية الانتخابات كأداة للتغيير والتقدم. فهي ليست فقط فرصة للمواطنين لممارسة حقوقهم، ولكنها أيضًا وسيلة لتجديد الحياة السياسية، وإحداث التحولات التي تصب في مصلحة الجميع. ومع اقتراب موعد الانتخابات في منتصف أيلول القادم، تتجدد الآمال في اختيار من يمثلون الشعب بأمانة ويعملون على تلبية احتياجاته، والاهتمام بقضايا هامة وحيوية مثل قضايا المرأة، وخاصة المرأة المطلقة وأطفالها.
المرأة المطلقة وأطفالها: مسؤولية وطنية ومطلب اجتماعي في سياق التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي يشهدها العالم، تبرز قضايا المرأة كأحد أهم التحديات التي تواجه المجتمعات الحديثة. المرأة ليست فقط نصف المجتمع، بل هي المحرك الأساسي للتنمية والنهضة. وبينما نحتفي بدور المرأة في مختلف المجالات، يظل وضع المرأة المطلقة وأطفالها مسألة تحتاج إلى اهتمام خاص من قبل صانعي القرار، وخصوصاً من مرشحي مجلس النواب الذين يحملون على عاتقهم مسؤولية التشريع والرقابة.
أهمية التركيز على قضايا المرأة المطلقة: تعتبر المرأة المطلقة واحدة من الفئات الاجتماعية التي تعاني من تحديات كبيرة ومتقاطعةظن فهي تواجه صعوبات اقتصادية، اجتماعية، ونفسية تجعل من حياتها وحياة أطفالها معركة مستمرة من أجل الكرامة والاستقرار. غالبًا ما تجد المرأة المطلقة نفسها في موقف ضعيف، حيث تتعرض للتمييز والوصم الاجتماعي، ناهيك عن الصعوبات القانونية والاقتصادية التي تواجهها في تربية أطفالها وتأمين مستقبلهم.
التحديات القانونية والاقتصادية: القوانين الحالية في لا تزال تفتقر إلى النصوص الكافية التي تحمي حقوق المرأة المطلقة وأطفالها. فالكثير من التشريعات المتعلقة بالنفقة وحضانة والوصاية الأطفال تظل غير كافية لضمان الحد الأدنى من الحياة كريمة للمرأة المطلقة وأبنائها، هذا بالإضافة إلى ضعف آليات التنفيذ، ما يجعل النساء المطلقات عرضة للضغوط الاقتصادية والاجتماعية. من ناحية أخرى، نجد أن المرأة المطلقة غالبًا ما تواجه تحديات في سوق العمل، حيث قد تفتقر إلى المهارات اللازمة أو تعاني من عدم توفر فرص عمل مناسبة.
هذا الوضع يتطلب من الحكومة توفير برامج تدريبية وتعليمية تساعدها على الاندماج في سوق العمل، وتوفير فرص عمل لائقة تمكنها من إعالة نفسها وأطفالها.
التحديات الاجتماعية والنفسية: المجتمع لا يزال ينظر إلى المرأة المطلقة بنظرة قاصرة تضعها في إطار معين من الوصم الاجتماعي. هذه النظرة تؤدي إلى تفاقم مشاعر العزلة والإحباط لدى المرأة المطلقة، وتنعكس سلبًا على نفسيتها ونفسية أطفالها. فلا بد من تعزيز برامج الدعم النفسي والاجتماعي التي تساعد المرأة المطلقة على تجاوز هذه الصعوبات، وتشجيع المجتمع على تغيير نظرته تجاه هذه الفئة.
دور المرشحين لمجلس النواب: إن مرشحي مجلس النواب، باعتبارهم الممثلين المحتملين للشعب، يقع على عاتقهم دور كبير في الدفاع عن قضايا المرأة المطلقة وأطفالها. ومن هنا، يجب أن تتضمن برامجهم الانتخابية مقترحات واقعية وقابلة للتنفيذ تهدف إلى تحسين أوضاع هذه الفئة. أولاً، يتعين على المرشحين العمل على تحديث وتطوير التشريعات المتعلقة بحقوق المرأة المطلقة، وضمان تنفيذها بشكل صارم وعادل. كما يجب أن يطالبوا بتعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني في تقديم الدعم والمساندة القانونية والاجتماعية للمرأة المطلقة. ثانيًا، يجب أن يركز المرشحون على ضرورة توفير برامج تدريبية وتأهيلية للمرأة المطلقة، تمكنها من الدخول إلى سوق العمل بثقة، وتحقيق الاستقلال الاقتصادي. هذه البرامج يجب أن تكون مدعومة بسياسات تشجيعية من الحكومة لتوفير فرص عمل تناسب احتياجات هذه الفئة. ثالثًا، يجب أن يكون لدى المرشحين رؤية واضحة حول القوانين المجحفة بحق المطلقات و أطفالهن، وخاصة أن القانون يعطي رسالة مجتمعية فيصبح مسؤول عن سير حياة المرأة المطلقة وأطفالها على كافة الأصعدة، فيتوجب النظر بمطالب الناشطات بالخصوص والمطلقات أنفسهن والبدء يتعديل القوانين تلك لتحقيق المصحله الفضلى للطفل بالدرجة الأولى و أمه بالدرجة الثانية
وهنا فإن الاهتمام بقضايا المرأة المطلقة وأطفالها ليس مجرد قضية اجتماعية، بل هو مسؤولية وطنية يجب أن يتبناها جميع صانعي القرار، وخاصة مرشحي مجلس النواب.
حيث ان العمل على تحسين أوضاع هذه الفئة من المجتمع هو خطوة نحو بناء مجتمع أكثر عدالة وإنصافًا، حيث يمكن لكل فرد أن يعيش بكرامة ويحقق طموحاته. فلنتذكر أن مستقبل أطفالنا هو مسؤوليتنا جميعًا، وأن دعم المرأة المطلقة هو استثمار في مستقبل أفضل لنا جميعًا. ويجب أن نعمل جميعًا على ضمان أن تجد كل امرأة مطلقة الدعم والرعاية التي تستحقها، وأن يكون لأطفالها فرص متساوية لتحقيق أحلامهم وبناء مستقبلهم.