كالدو..
حوار: الاعلامية بيان مقبل
هو أحد الفنانين اللذين يمتلكون حالات الصدق والاتقان في أدوارهم التي تُقدم على الشاشات التلفزيونية ، فقدم لنا أدواراً صادقة ، حقيقية ، ممتعة ومؤثرة وآسره في آن واحد ، ولديه القدره على إقناعنا بكل بساطة أن ما نراه ليس تمثيلاً فحسب ، ينجح في جعلنا منسجمين مع الشخصيات التي يلعبها بشكل غير إرادي ، ومن أهم صفاته الصدق والاتقان ، فمشاعره التي تظهر على الشاشة ،تتميز بالصدق بشكل كبير وبشكل ساحر ومؤثر ، ويستطيع أيضاً تأدية أصعب المشاهد بشكل سهل ممتنع ، ويُضيف على كل دور يقدمه ،لمسة خاصة، ويستحق أدوار البطولة المطلقة .
وكما يجب أن نعلن أن ضيفي من الفنانين اللذين يُقال عنهم ( ليس المهم أن تلعب دور البطولة ، المهم أن تلعب أدوارك ببطولة ) ، رحبوا معي بضيافتي الفنان المصري محمد يونس .
أستاذنا المتألق أهلاً وسهلاً بك معي في وكالتنا ، في الحقيقة أنا سعيدة جداً بحوارك وهذا شرف لي بأن أسلط الضوء على موهبة تستحق الإطراءات الجميلة ، أهلاً بك .
أهلاً بكِ أستاذة بيان وأشكركِ ، وأنا سعيدٌ أيضاً بإهتمامكِ بفني وأتمنى أن أكون عند حسن ظنكم جميعاً .
بدايةً أستاذ محمد أبارك لك نجاحك في دور ( محروس ) في مسلسل سِتُّهُم ، قدمت لنا هذه الشخصية بإبداع لا يمكن وصفه ، هل لكَ أن تحدثنا عن تجربتك في هذا الدور ومين رشحك لآداء هذه الشخصية ؟ في الحقيقة دوري في مسلسل سِتُّهِم كان من ترشيح المخرج الأستاذ رؤوف عبد العزيز ، ورّحبت الفنانة الكبيرة روجينا والمؤلف الأستاذ ناصر عبد الرحمن على ترشيحي لهذا الدور ، وفي الحقيقة كنت سعيد جداً بهذه التجربة ، لأن هذه الشخصية كانت مختلفة تماماً عني وعن محمد يونس في كل شيء ، فهي شخصية تحمل في جانبها الشر المطلق ولكن هذا الشر كان نابعاً من حبه لبطلة العمل ، وكان يرى ( محروس ) بأنه له الأحقيّة بها أكثر من غيره ، وبالتحديد أكثر من ( عامر ) الذي قام بآداء هذه الشخصية الفنان ( إياد نصّار ) ، فقام ( محروس ) بقتله ، فقد فعل ما بوسعه ليصل إلى قلب من يحب ، ولكن محاولاته بائت بالفشل ، ونهايته كانت مأساوية جداً ، فقد قُتل على يد شقيقته التي قامت بدورها الفنانة سلوى عصمان ، وقد نال جزاءه ،فمن قتل يُقتل ولو بعد حين .
قدمت لنا ادواراً كثيرة لازالت عالقة في أذهان المشاهدين ، وهذا يدل على انك تنتقي أدوارك بعناية شديدة ، ماهي المميزات اللي جذبتك لشخصية ( محروس ) في مسلسل سِتُّهُم ؟ حقيقةً ما جذبني إليها كما صرّحتُ لكِ في إجابة السؤال الأول بأنها شخصية مختلفة عني تماماً ، وبعيدة كل البعد عن شخصيتي الحقيقة ، فقدمت العديد من أدوار الرجل الطيب ، النبيل والشهم ، وفي الواقع هذه الصفات قريبة جداً من ملامحي وشخصيتي الحقيقية ، فما جذبني إليها بأنها شخصيّة غير سويّة على العكس هي شخصيّة تحمل في كل جوانبها الشر المطلق ، لأن حبه لسِتُّهم دفعه لإرتكاب العديد من الجرائم ، فهذا ما جذبني إليها .
كيف تلقيت ردود أفعال المشاهدين على آدائك للشخصية بعد انتهاء عرض المسلسل ؟ في الواقع كانت مفاجأة للمتفرجين ، وبحمد الله لاقت على إعجاب الكثير ، لأنني أقدم شخصية مختلفة عما قدمتُ سابقاً ، ولأنني أيضاً عشت هذه الشخصيّة بكل ملامحها ، فوصلت مشاعري وأحاسيسي للمتفرج وهذا ما أسعدني .
لو تحدثنا قليلاً عن الصعوبات التي واجهتها أثناء التصوير ، لكل عملٍ فني ضريبة مهمة ألا وهي ضريبة النجاح ، وكي تتمكن من الحصول على هذه الضريبة ، حتماً ستواجه صعوبات أثناء آداء الدور أو الخوض في هذه التجربة ،ماهي الصعوبات اللي واجهتها في المسلسل ؟ في الحقيقة ، الصعوبات التي واجهتني وواجهت فريق العمل ككل ، هو أن العمل كان يُعرض على الشاشات في رمضان ولا زلنا قيد التصوير ، فكانت مدة التصوير إلى ٢٧ رمضان ، فكان الوقت ضيّقاً جداً وهذه النقطة من المحطات الصعبة التي واجهناها جميعاً أثناء التصوير ، ولكن ما سهّل علينا الأمر هو الحب والاحترام المتبادل الذي كنا نتبادله ببعضنا البعض في كواليس العمل ، فقد كانت الكواليس في غاية الجمال والرّقي .
في الموسم الرمضاني الماضي كانت أغلب الأعمال الدرامية التي عُرضت مكونة من ( ١٥ حلقة ) كمسلسل علاقة مشروعة ، تحت الوصاية ، مذكرات زوج وغيرها من الأعمال ، وحقيقةً لاقت نجاحاً كبيراً ومشاهدة عالية جداً ، هل تُفضّل عرض الأعمال التي تتكون من ١٥ حلقة والاعتماد عليها ، أم الأعمال التي تتكون من ٣٠ حلقة هي الأساس ، وما هو السبب ؟ في الواقع أُفضل العمل الجيد سواء يتكون من ١٥ حلقة أم ٣٠ حلقة ، فأُفضل العمل الذي يحترم المشاهد وفكره ، ويحترم عادتنا وتقاليدنا ، ويتواكب مع حالات مجتمعاتنا التي نعيشها ، وبالنسبة لي لا يُهمني عدد الحلقات بقدر ما يُهمني جودة العمل نفسه ، فهناك بعض الأعمال على المنصات تتكون من ٦ حلقات ، ١٠ حلقات و ٨ حلقات ولكنها تلاقي إعجاب الجمهور بشكلٍ كبير ، أيضاً من المهم لدينا هو النص لأنه يتوافق مع آداء الممثلين ورؤية المخرج ، فيجب أن يكون مبنياً بشكلٍ صحيح .
الناقد المصري طارق الشناوي صرح ، أن الأعمال المكونة من ١٥ حلقة هي موضة جديدة في الدراما التلفزيونية وستستمر بشكل ملحوظ ، هل من الممكن أن تكتسح الشاشات العربية ويكون وجودها له تأثير كبير أكثر من الاعمال المكونة من ٣٠ حلقة ؟ العمل الجيد يا أستاذتي هو من يفرض نفسه ، ليس المهم عدد الحلقات ، المهم هو ما يُقدّم للمشاهد .
هل تعدد اجزاء العمل الفني يعطيه مساحة مشاهدة عالية ، أم من الممكن أن تضعفه ؟ وهنا في سؤالي أتحدث بشكلٍ عام عن الأعمال الفنية ذات الأجزاء المتعددة ، لا أخصص مسلسل ساحرة الجنوب ، لانه كان ناجحاً بشكل كبير ؟ لقد عُدتي بالزمن إلى الوراء يا أستاذة بيان ، هذا العمل الذي أعتبره من الأعمال المقرّبة إلى قلبي ، فقد كانت أول بطولة لي في ساحرة الجنوب ، ولا زال الجمهور إلى هذه اللحظة عندما يقابلني يثني على دور ( جمال ) في ساحرة الجنوب ، أما بالنسبة لتعدد الأجزاء فليس من الضرورة تعددها يُضعف العمل الفني ، المهم هو ما يُجذب المشاهد في محتوى العمل وجودته .
تعتبر السينما حلماً كبيراً كل فنان عربي ، أنت كفنان مصري أين تجد نفسك أكثر ، في السينما أم في الدراما التلفزيونية ؟ في الحقيقة للسينما سحرٌ خاص ، وهي حلم لكل فنان عربي ، بأن يُقدَّم عملاً سينمائياً ، فالسينما تاريخ للأعمال السينمائية التي تُقَدَّم ، وبدايتي الفنية كانت من خلال السينما من خلال تقديم مشاهد بسيطة في فيلم سحر العيون ، كلّم ماما وخالتي فرنسا ، وفي الحقيقة كانت لي تجربة جميلة في السينما في فيلم الدسّاس مع نجوم الكوميديا اللذين لا زالت بصمتهم حاضرة بيننا ، كالنجم بيومي فؤاد ، النجم محمد ثروت والنجم أحمد فتحي ، وقد لاقى نجاحاً كبيراً بعد عرضه على المحطات والمواقع الالكترونية، وكان من إخراج هاني حمدي وهو مخرج شاب وموهوب ، فالسينما لها سحرها الخاص وأتمنى مواصلة الأعمال السينمائية باستمرار .
هل سنرى لكَ عملاً سينمائياً في القريب العاجل ؟ في الحقيقة أستاذة بيان أتمنى أن أُقدم دور الشهيد سواء في السينما أو في الدراما التلفزيونية ، فهذا حلمي الذي أسعى له ، أن أقدم دور شهيد من الشهداء اللذين ضحّوا بحياتهم لأجلنا ، وفي سبيل الوطن كي يحيا حياة كريمة ، فأتمنى أن أقوم بتجسيد هذا العمل البطولي
نتمنى أن تُحقق هذا الخِلم ، فهو حُلُماً يفتخر به كل فنان عربي ، سؤال لكَ أستاذ محمد ، هل أنت مع مقولة أن الفنان يجب أن يسعى وراء دور البطولة في الأعمال الفنية ؟ وهل سنراكَ قريباً نشوف في دور بطولة ؟ أنا مع مقولة أن الفنان يحرص ويسعى على تقديم ما يليق به كفنان وبأسرته ، يحرص على تقديم أعمالاً لا يخجل منها أبداً وتستمر بعد رحيله ، مما تجعل أسرته فخورةٌ به دائماً ، أما فيما يخص البطولة المطلقة فهذا أمرٌ من الله ، إن أراد لي ذلك فهو كذلك ، إن لم يشأ لي بالبطولة المطلقة فالرضا والتسليم والقهر بما قدمت .
ماهي مشاريعك القادمة وخطواتك المستقبلية ؟ أتمنى أن أُقدم ما هو جميل ، ففي داخلي شخصيات متعددة أحلم بتقديمها ، وكانت لي تجربة في الحقيقة في مجال التأليف ، مع الأستاذ أنيس بجواري والأستاذ محمد عبد الخالق ، في فيلم خمس محيي الدين بطولة الفنان أحمد فتحي وإخراج الأستاذ شادي علي ولكنه لم يُعرض بعد ، وهناك مشاريع قمنا بتأليفها ننتظر ظهورها للنور بإذن الله ، وإن ابتعدت عن التمثيل قليلاً أستغل وقت فراغي في الكتابة والتأليف .
كلمة اخيرة لقراء ومتابعي كالدو.. أقول لكِ أنتي في البداية قبل الجمهور أستاذة بيان بأنني أشكركِ جزيل الشكر على هذا الحوار اللطيف ، ولي عظيم الشرف أن تحاورني إعلامية كبيرة كبيان مقبل ، وتهتم بي وبفني ، وأنتِ لكِ مستقبلٌ باهر وكبير ، فأنتِ شخصيّة جديرة بالاحترام ومثقفة ، وأنتِ عنوان لكل الفنانين الأردنيين ولنا كفنانين مصريين ، عنوان جميل جداً وفي غاية التحضر ، وستكونين عنوان للفنانين العرب فأشكركِ جزيل الشكر ، أما كلمتي للجمهور أتمنى أن أكون عند حسن ظنكم جميعاً ، وأن أقدم لكم أعمالاً تليق بكم وبأسرتي ، وكل الشكر والاحترام والحب لدعمكم ووقوفكم بجانبي .
شكراً جزيلاً أستاذ محمد أتمنى لك التوفيق في أعمالك القادمة ، وأتمنى لك النجاح على الدوام وتحقيق أحلامك .