كالدو..
حوار الاعلامية بيان مقبل
رئيس القسم الفني في المجلة
هو فنان من العيار الثقيل لا يمر مرور الكرام ، بل يبقى راسخاً في أذهان المشاهدين لانه نجمٌ فريد من نوعه ، فهو قادر على التعبير عن الشخصيات بطريقة مبدعة وجذابة ، معي ومعكم في ضيافتنا الفنان المصري ناجي شحاته
بداية أستاذ ناجي ،أنت غني جداً عن التعريف ولديك قاعدة جماهيرية غير ضئيلة في أنحاء الوطن العربي ، لكن لو تحدثنا عن البدايات ، كيف بدأت مشوارك الفني ؟
في الحقيقة ، كنت مدّرس لغة فرنسية لمدة ٢٨ عاماً ، وبجانب ذلك كنت أعمل على اخراج مسرحية في ذلك الوقت مع طلابي ، كما كان المركز الثقافي الفرنسي يعطينا كمدرسين مهتمين في المسرح ورش عمل مختلفة في مجال الاخراج كي نكتسب من خلالها خبرة في كيفية اخراج المسرحيات ، وكانت هذه الورش تقدم من مخرجين فرنسيين ، ومن بعد ذلك أقدمتُ على اخراج مسرحيات متعددة في الإطار المدرسي ، ونظمنا من خلال المركز الثقافي الفرنسي المهرجان المدرسي الفرونكفوني ، وهذا المهرجان مهرجان دولي تشارك بها كل المدارس الفرنسية في جمهورية مصر العربية ، ولا زال مستمراً إلى الآن ، ولكن توقفت لفترة معينة عن اخراج المسرحيات لعدم تشجيع المدارس على هذا الأمر .
من بعد ذلك من خلال لقائاتي المستمرة مع المخرجين الفرنسيين ،تم دعوتي إلى تمثيل دور في مسرحية فرنسية في سنة ٢٠٠٥ ، وفي سنة ٢٠٠٩ رشّحني أحد الممثلين المصريين اللذين كانوا متواجدين في فرنسا لتأدية دور آخر في مسرحية عربية وهي مسرحية ( في الخدمة ) من اخراج الأستاذة ليلى سليمان ، ومن بعد ذلك توالت الأعمال المسرحية إلى أن وصلت للسينما من خلال فيلم قابل لاكسر من اخراج أحمد رشوان ، وبطولة الفنانة حنان مطاوع والفنان عمرو جمال .
هل المحطات الفضائية العربية تقوم بدورها في عرض الأعمال الدرامية ، أم مقصرة من وجهة نظرك ؟
من وجهة نظري لا تقوم بدورها كما ينبغي بل مقصّرة في جانب الفن المستقل ، فهنا في مصر هناك العديد من الممثلين الشباب يعملون في مجال الفن المستقل ، كالأفلام القصيرة والمستقلة ، والمسرحيات المستقلة أيضاً ، ولكن للأسف لا توجد تغطية كافية لهذه الأعمال رغم وجودها في مهرجانات عديدة ومختلفة ، فأتمنى من المحطات الفضائية أن تعرض بشكل أوسع عن الفن المستقل وعن المجهود المبذول في هذا المجال ، لأن تسليط الضوء على هذا الأمر سيعطي الكثير من الفرص .
ما هي العلاقة بين الفن والابداع ؟ في الواقع هناك علاقة وطيدة بين الفن والابداع ، لأن الفن من غير ابداع لا ضرورة له ولا أهمية له ولا تليق بمستويات الفن التي تجذب انتباه الجماهير .
لو تحدثنا قليلاً عن صناعة السينما ، هل هي في تطور أم في تراجع ؟ وما السبب ؟
صناعة السينما في تطور مع وجود التقنيات الحديثة ، فهذه التقنيات تزيد من مستوى العديد من المخرجين المصريين ، أيضاً تزيد من مستوى الفنانين المهتمين بحضور الورش الفنيّة ويبذلون مجهوداً كبيراً طوال الوقت سواء في جمهورية مصر العربية أو في أي دولة من أنحاء الوطن العربي ، فالأفلام حالياً في تقدم من وجهة نظري .
ماهي القضايا التي لم تعرض بعد والتي يفتقدها المتلقي في السينما العربية وبوجه الخصوص السينما المصرية ؟
في الحقيقة نحتاج إلى أفلام السيرة الذاتية لشخصيات مصرية معاصرة ، و أفلام تتحدث عن الحضارة الفرعونية من خلال عرض السيرة الذاتية لملوك و ملكات مصر ، أيضاً نحتاج إلى الأفلام التي تتحدث عن فئة الشباب تحاول أن تصنع مشاريعها في مصر ،و الصعاب اللي تعرضوا لها ، وعن كيفية تحقيق نجاحات من خلال هذه المشاريع .
لننتقل سوياً إلى المسلسلات المستنسخة من الدراما التركية ، هل برأيك عرضها على المحطات الفضائية يقلل من بهجة الدراما العربية ، وهل تأيد عرضها أم ترفضها ؟ برأيي يجب على الجمهور مشاهدة كل أنواع الدراما المختلفة سواء عربية أم أعمالاً مستنسخة من الدراما التركية ، ولكن ان تحدثنا فنيّاً عن هذا الأمر فأنا أعتبر الأعمال المستنسخة من الدراما التركية أو أي نوع آخر من الدراما سرقة فنيّة من وجهة نظري كمتلقي وكفنان في آن واحد ، ولكن المتفرج هو من يختار ما يشاهد بطبيعة الحال .
ماهي رؤيتك المستقبلية للدراما التلفزيونية ؟ في الواقع نحن نشاهد أعمالاً درامية قيمتها عالية جداً جداً ، كفكر وتمثيل ، فهناك العديد من الأفكار الجذّابة ، والعديد من المخرجين والمنتجين والفنانين الموهوبين ، ففي الحقيقة أنا متفائل جداً ، وأتمنى أن يتوسع مجال الإنتاج بشكل أكبر لا يقتصر فقط على المنتجين الكبار ، كما حان الوقت من قِبل رجال الأعمال في جمهورية مصر العربية بتشجيع الإنتاج السينمائي والتلفزيوني ، لأن هناك طاقات مختلفة ورائعة من الممكن توفيرها في الأفلام السينمائية والأعمال الدرامية التلفزيونية .
ما هي خطواتك القادمة في الدراما التلفزيونية ؟ أعمل حالياً على تجهيز عمل درامي سيتم البدء بتصويره قريباً ، مع فنان كبير ومخضرم ولكن لن أتحدث عن التفاصيل في الوقت الحالي ، ودوري في هذا العمل دور مهم جداً ومختلف عن أدواري التي قدمتها من قبل .
كلمة أخيرة للجمهور … أقول لهم ، من يمتلك منكم الموهبة يجب عليه الإيمان بها ، لا تفقدوا الأمل ، وابذلوا قصارى جهدكم وحاولوا كي تكونوا على أتم الاستعداد عندما تأتيكم الفرصة وإن تأخرت .