كالدو..
الاعلامية بيان مقبل
فنان متميز بآدائه وحضوره ، يقدم أدواره بطريقة مبدعة وملفتة للنظر ، ويعطي لكل نكهة خاصة مختلفة ،ويترك بصمةً لا تُنتسى أبدًا ، حضوره لطيف وملفت بشكل كبير ، متجدد دائماً ولا يحب تكرار نفسه ويقدم كل ما هو مختلف .
معنا ومعكم في ضيافتنا الفنان المصري ياسر صادق أستاذ ياسر أهلا بك ، نحن سعداء جداً باستضافتك ..
في البداية حدثنا عن شخصيتك في مسلسل أسيل ، وعن تجربتك في هذا الدور والعمل ككل ؟
أهلا بكِ أستاذة بيان ، في الواقع عندما عُرض علي مسلسل أسيل وقرأت السيناريو ، تعاطفت كثيراً مع هذه الشخصية لأنها تغلبها طابع الأبوة ومليئة بالحنان .
شاءت الأقدار أن يتعرض هذا الأب إلى موقف في غاية الصعوبة وهو موت زوجته ، وتكريس ما تبقى من حياته لابنته الوحيدة ، ويحاول بكل استطاعته أن يمارس دور الأب ودور الأم في آن واحد ، ورغم إحساسه بالتقصير وعدم قيامه بدور الأم بشكلٍ كافٍ إلا إن قيامه بهذا الدور جعل ابنته تتأثر بشدة بوالدها ، كما يساندها في محنتها ، وهناك مقولة جميلة جداً في مفتاح الشخصية ( دي بنتي وأنا مش هسيبها ) ، فهذا هو الأب والسند الحقيقي .
كما لا أنسى فريق العمل كان جميل جداً ، وقد ساهمتفي صعود الوجوه الشابة ، كالفنانة الموهوبة سراء جوبيل وهي بطلة هذا العمل .
فكان هذا العمل عملاً جميلاً جداً بمشاركة الفنان حسن العدل ، والفنانة سلوى محمد علي ، ومن إخراج الأستاذ معتز حسام وهو مخرج متميز جداً ، وناقشته في أبعاد شخصيتي في هذا العمل ،فكنت متلقي جيد لتعليماته وملاحظاته ، فأتمنى أن أكون قد وُفقت في آداء هذه الشخصية ، وللأسف قد توحدت مع هذه الشخصية فأثناء عرض آخر حلقتين من المسلسل توفيت طليقتي ، وأنت ابنتي للعيش معي ، وها أنا أعيش أحداث شخصيتي في المسلسل في الواقع وأتمنى أن أقوم برعاية ابنتي على أكمل وجه .
رحمها الله وآدامك ذخراً وسنداً لابنتك أستاذ ياسر ، لنتحدث الآن عن المعايير اللي بتقوم باختيار اعمالك على أسسها ، ماهي أهم هذه المعايير ؟
في الواقع أستاذة بيان الفن مطلق ، والفنان مقيد ، مقيد ببيئته وسلوكياته وأخلاقه التي كبر عليها وقيمه ومبادئه ، أما المعايير التي أقوم باختيارها هي بأن يكون العمل جيداً ، يحمل فكرة جيّدة ومشوّقة ، يساهم بشكلٍ أو بآخر بزيادة الوعي لدى المتلقيين ، وتثقيفهم على القيم النبيلة ، كما أحرص على انتقاء أعمال لا تخجل ابنتي منها أبداً ، وكل نفس ذائقة الموت ولا تبقى إلا سيرة الفنان ، وهذا هو الميراث الحقيقي الذي سأتركه لابنتي ، فلن أستطيع ترك ورائي ما تخجل منه على الاطلاق في المستقبل ، فهذه أهم المعايير التي أنتقي أعمالي من خلالها .
من وجهة نظرك كفنان ما هي العلاقة التي تجمع ما بين الفن والابداع ؟
الفن لا يكون فناً إلا إذا كان بديعاً ، والفنان لا يلقب بلقب فنان إلا إذا كان مبدعاً ، فالفن ليس وظيفة يترقى بها الفنان إلى نجومية وأدوار بطولة فحسب ، إنما يجب أن يكون في الفن إبداع كعمل إبداعي ، كما يجب أن يكون فيه الخيال ، لأن الفن صورة تجميلية للواقع ،وتقديمه بأبهى صورة ، وتنمية الوعي والفكر والخيال وعقل المتفرج ، فهذا بحد ذاته إبداع ، فبين الفن والإبداع علاقة وثيقة جداً لا ينفصلان أبداً .
كيف كانت تجربتك في مسلسل المداح مع الفنان حمادة هلال ، وهل أنت مع او ضد تعدد أجزاء العمل الدرامي ؟
في الواقع لقد سعدت كثيرا بوجودي في مسلسل المداح كضيف شرف ، لأني من أشد المعجبين والمحبين للمخرج الكبير أحمد سمير فرج والفنان العظيم حمادة هلال ، وعندما بدأت العمل معهم زاد حبي وتعلقي بهم ، لأن الفنان حمادة هلال فنان كريم وخلوق وعظيم جداً ومحب لمن حوله .
أما فيما يخص أجزاء العمل الدرامي ، فهذا مبني على إعجاب الجمهور بالعمل نفسه ، وأن يلاقي استحسانهم ، ومسلسل المداح يناقش قضية السحر والأعمال التي نعاني منها في الواقع ، والعمل يحمل رسالة جداً مهمة بأن التعلق بكتاب الله سبحانه وتعالى والصلاة على رسول الله يحمي من شياطين الإنس والجن ، وهذا ما أحبه الجمهور ، فمسألة تكرار أجزاء العمل مرتبطة بحب الجمهور بالعمل نفسه .
ما هي رؤيتك للسينما العربية وبوجه الخصوص السينما المصرية ؟ هل هي في تراجع أم تطور ؟
للأسف السينما المصرية في تراجع ملحوظ وكبير جداً ، تراجع في الإنتاج ، تراجع في الصناعة ، تراجع في دور العرض ، هذا كله أدى إلى محصّلة تراجعها بهذا الشكل ، ويكفي أن أقول بأن السينما المصرية في وقت من الأوقات كانت صناعة تدر دخلاً عظيماً على جمهوريتنا الحبيبة ، وكانت أيضاً مصدر دخل قومي بعد مصدر دخل القطن ، كما كنا نعرض المئات من الأفلام في السنة الواحدة ، الآن نقوم بعرض ما يقارب ٥ أفلام إلى ١٠ أفلام فقط في السنة الواحدة ، فهي في تراجع وأتمنى أن تتعافى لأنها أيقونة الفن .
ماهي رؤيتك المستقبلية لجمهورية مصر العربية ؟
بكل فخر أنا مصري حتى النخاع ، وأتمنى لبلدي كل الخير والصلاح وأتمنى أن يكون القادم أفضل بكثير لأن جمهورية مصر العربية ولّادة وهي كنز ثمين للمواهب ، كما تعتبر مهد للحضارات ، وفي الواقع كتبت منذ فترة على صفحتي الشخصية في فيس بوك بأن جمهورية مصر العربية تمتلك من المقوّمات الكثير ولكن ينقصها الإدارة ، إدارة المواهب وإدارة الموارد ، فإذا من الله سبحانه علينا بمن يملك الرؤية في إدارة المواهب والموارد ، ستنتقل مصر إلى مكان أفضل بكثير مما هي عليها الآن .
هل هناك مشاريع سينمائية في الفترة القادمة ؟
للأسف ليس لدي مشاريع سينمائية ، ولكنني أتمنى تأتي هذه الفرصة في القريب العاجل ، لأن السينما حلم كل ممثل وهي التي تحقق النجومية الحقيقية .
كلمة اخيرة للجمهور …
أتمنى أن أكون عند حسن ظنكم جميعاً ، وأريد أن أقول أن هناك بعض الفنانين تصنعهم الواسطة والعلاقات ، وفي بعض الأحيان تصنعهم الصدفة ، ولكن صناعة الجمهور والبقاء لا يكون إلا بالجمهور ، فأتمنى أن أكون عند حسن ظن جمهوري ، وأن أكون صنيعة هذا الجمهور لأنني لا أجيد أي صنعة أخرى ، كما أثق في الجمهور المصري والعربي عموماً ، وأتمنى منهم أن يتلقوا الفن بشكل جيد وأن يدعموا الفنان ويقفوا بجانبه ، وهذا ما يغير حال الفن ، لأننا لا نستطيع أن نجزم بأن الفن رديء ونحن نتابعه بإستمرار ، ولكن عندما ندعم الفن الحقيقي والفن الجيد سيكون للجمهور رسالة وتأثير ، لأن الفن في النهاية الهدف منه هو الوصول إلى الجماهير .
أشكرك أستاذ ياسر على وقتك ، ونتمنى لك التوفيق والنجاح والتألق دائماً وأبداً ..