كالدو..
اختارتها الدكتورة جهاد قظام السرحان
يروى أن اثنين من البدو، أبناء عم كانوا يسرحوا بالغنم فحصل خلاف بينهم فضرب أحدهم الآخر دون قصد فقتله فرحل القاتل خوفا من الثأر واستقر به المطاف في البادية السورية
أما ابن عمه المقتول فكان له من الأخوة ثلاثة، وبعد أن مضى على مقتل أخيهم عشرين عام ، اتفقوا على أن يخرج ثلاثتهم للبحث عن قاتل أخيهم الذي هو ابن عمهم ليقتلوه ثأرا لقتله أخيهم والمثل قال البدوي أخذ ثأره بعد اربعين سنة وقال: استعجلت. فأخذوا يبحثون عنه في كل مكان حتى اهتدوا إلى مكان سكنه فقال أخوهم مابدنا نذبحه قدام العرب ، اصبروا لليل حين تخلص التعاليل واحد منا يمد عليه ويطخه، وبالليل جلسوا ينتظرونه خلف بيت الشعر وحين خلصت التعاليل عند شيخ القبيلة دخل ابن عمهم بيته وتناول الربابة وجلس ، فقال الاخ الكبير لاخوته لاحد منكم يطخ عليه ، خلينا نسمع وش وده يقول. وللصدفة قام ابن عمهم يجر عالربابة وهو يقصد قصيدة يذكر فيها شوقه لأبناء عمه ويتوجد على حاله وماحصل له بعد هم ، فراح يقول : والله ثم والله وعشرن مابالاشهاد وحق الرسول وحق باني البنية
إني عليل وما تهنيت بوساد وياعلتي جوى الضماير خفية
والنفس ياعلي عيت عن الزاد والعين عن طيب المنامة معية
وقلبي طوى الأيام والدهر ميعاد وتجمعت يا علي من كل نية
من بعدها ياراكبن فوق فداد حراً على قطع الفيافي شتية
ان سايلك عني من الحي وداد قلو كفاك الشر حالو ردية
وان سايلك عني من الحي حساد قلو قوي الحيل عالمعنقية
نركب على الصفرة من الخيل ملكاد ونلحق مع اول سربتن باسلية
وألفن هلا بسعود وألفن بعواد والفن صباح الخير والفن مسية
ياسعود ياحرً على كف صياد ومن ضربة مخلابك تسيل الدمية
بوجودكم نمشي على روس الأشهاد ومن دونكم نقصر من الحبل طية
بعد القرايب قصر العمر مازاد وشوف القرايب جنة الضاهرية
يالله لاتميتني بدار الأجناب غير النشامة واقفينن عليه
فلما سمع أبناء عمه القصيدة دخلوا عليه بالأحضان وهم يبكون وحلفوه أنه لم يدري بوجودهم حين قال قصيدته فحلف لهم على ذلك فسامحوه وأعادوه معهم إلى قبيلتهم تحياتي للطيبين مذكرات البادية اختارتها الدكتورة جهاد قظام السرحان