كالدو..
حوار :الإعلامية بيان مقبل
صاحبة قلم مجتمعي ، وكاتبة قضايا حياتية ، في كل مرة تسلط الضوء على قضية تهم الأسرة العربية ، فمن مسلسل الحقيقة والسراب إلى مسلسل القاصرات مروراً بمسلسل ساحرة الجنوب ووصولاً إلى علاقة مشروعة ، قدّمت ما يليق للمتلقي العربي ، وقدّمت وجبات فنيّة دسمة خلال تاريخها الفني الإبداعي والتي لا زالت في تقدم مستمر لعرض ما يهمنا كعائلات عربية .
الكاتبة والسيناريست المصرية الأستاذة سماح الحريري ..
أستاذة سماح أهلاً بكِ معي في موقع ومجلة كالدو ، في البداية حدثيني عن تجربة مسلسل علاقة مشروعة ، من أين جاءتكِ هذه الفكرة ، ولماذا تم التركيز على هذه القضية بالذات ؟
أهلا وسهلاً بكِ أستاذة بيان ، في الحقيقة عندما كنت طفلة صغيرة كانت أمي رحمها الله تنصحني بأن لا أثق بصديقة تدخل بيتي وتكون قريبة جدا من زوجي ، كما كانت تنصح هذه النصيحة للفتيات المقبلات على الزواج أيضا ، وعندما كبرت وأقبلت على الزواج نصحتني مرة أخرى بهذه النصيحة ، ومع مرور الوقت وعلى مر الزمان فهمت معنى هذه النصيحة ، فقد رأيت نماذج كثيرة من خيانة الصديقة لصديقتها ، أيضا في الغربة رأيت نماذج أخرى من الخيانة ، وهي أن الصديق أيضاً يقدم على خيانة صديقه ، فعلى سبيل المثال أسرة تتكون من رجل وزوجته وأطفاله أسرة سعيدة ومستقرة ، يقدم على زيارتهم صديق الزوج ، فتقوم الزوجة باستضافته لفترة معينة ، غالباً بنسبة كبيرة تنشأ علاقة مابين الزوجة وصديق زوجها ، والعكس تماما ، فللأسف رأيت نماذج كثيرة جداً مشابهة لهذه الواقعة ، وقرأت أيضاً في الفترة الأخيرة الكثير من القصص المشابهة ، كما يجب أن نأخذ هذه النقطة بعين الاعتبار ، نحن الآن في زمن الظروف المادية السيئة ، وهذه الظروف عامل مساعد لبعض الفتيات والسيدات في أن يبحثن عن الاستقرار المادي والاستقرار النفسي وحالة من الهدوء بالنسبة لهن ، في في حال كان الطرف الآخر مقتدر مادياً ، لهذا أحببت أن أسلط الضوء على هذه القضية وعرضها في الدراما والتحدث بنطاق أوسع عن خطف الزوج أو العكس .
هناك فئة ليست بضئيلة من الجمهور صرّحوا بأن المسلسل يشجع على الخيانة الزوجية ، ما رأيكِ ؟
في الواقع المسلسل لا يشجع على الخيانة الزوجية على الاطلاق بل يعرضها بكل جوانبها ، لأنه بطبيعة الحال هناك خيانة في بداية الامر ، ولكن عندما رأى بطل العمل أن هذه العلاقة من الممكن أن تؤثر على زواجه وأولاده ، وضع حداً حاسما لها ، وأقدمت البطلة على الزواج من صديقه المقرب ، وعندما طلبت منه الطلاق وتم الانفصال ، عادت الى حبيبها السابق ألا وهو بطل العمل وباحت له بحبها الذي لم تنساه يوما ، فباح هو أيضاً بحبه لها وتزوجها ( بالسر ) لهذا أسميت العمل بعلاقة مشروعة ، وأريد أن أقول ليس كل ما يقرّه الشرع على أنه حلال فهو مناسب ، لقد أحل الله للرجل بتعدد الزوجات ولكن بشروط وأسباب ، ويجب أن نراعي هذه الشروط ، ويجب أيضاً أن نعلم أن أي خطوة غير مناسبة وان كانت مشروعة ، لها آثارها السلبية مع مرور الوقت .
لقد عرضتي فكرة المسلسل على الفنان ياسر جلال منذ سنتين ، وطلب منكِ إختيار فنان بديل ، بسبب انضمامه لمسلسل الاختيار ، ولكنكِ رفضتي هذا الاقتراح وطلبتي منه الانضمام لمسلسل علاقة مشروعة بعد الإنتهاء من مسلسله الاختيار ، ماهي المميزات التي رأيتها بالفنان ياسر جلال جعلتكِ متمسكة به لتأدية دور رجل الأعمال المصري ( عمرو وصفي ) ؟
في الحقيقة ، كنت أتابع أدوار ياسر جلال الثانوية التي كان يقدمها منذ زمن ، ولكن لم اكن أعرفه على الصعيد الشخصي ولم تكن بيننا صداقة متينة ، ولكنني رغم ذلك كنت أرى فيه نجماً قوياً وفنان ذو مميزات خاصة ، فعندما كتبت مسلسل القاصرات الذي تم عرضه في سنة ال 2012 قمت بترشيح الفنان ياسر جلال للمسلسل لتأدية شخصية ( حسني ) وتمسكت به ، وفي هذا الوقت كانت شركة الإنتاج ومخرج العمل مجدي أبو عميرة مقدمين على ترشيح فنان آخر ذو امكانيات أعلى من امكانيات ياسر التمثيلية ، ولكنني آمنت بموهبته وراهنت عليه ، لأنني كنت أعلم أن هذا الشخص الذي يقف أمامي إن كانت له فرصة واضحة وقوية سيكون نجماً قوياً يوما ما ، وبالفعل بعد مسلسل القاصرات ومسلسل ساحرة الجنوب ، قُدّمت له البطولة المطلقة في مسلسل ظل الرئيس ليكون من نجوم الصف الأول في مصر ، وبعد ذلك انقطعت فترة طويلة عن الكتابة ، فقد ذهبت للعيش في ألمانيا لفترة ، فاتصل بي وأعرب عن سعادته العارمة إن عدنا للعمل سوياً مرة أخرى ، ومن ثم وقع الاختيار على مسلسل علاقة مشروعة وتفاعل مع القصة والحبكة الدرامية للمسلسل ، وكان من المفترض عرضه على المحطات في رمضان سنة 2022 ، ولكن انضم ياسر الى مسلسل الاختيار بدور فخامة الرئيس ( عبد الفتاح السيسي ) ، ولم يستطع رفضه لأنه دور وطني وعظيم ، وطلب مني أن أبحث عن بديل ليقوم بدور ( عمرو وصفي ) ، ولكني رفضت لأنني لم أرى شخصاً مناسباً أكثر منه ليلعب هذه الشخصية ، فكانت مناسبة كثيراً له لأنه يمتلك أدوات تمثيلية لا يمتلكها أحد ، ولديه عمق كبير جداً في التركيز على أي شخصية في أي عمل درامي له .
هذا التعاون الثالث بينكِ وبين الفنان ياسر جلال ، هل لاحظتي أن هناك تطورات وتغييرات طرأت على شخصيته بعد تصديه البطولة ؟
الفنان ياسر جلال ممثلا قويا ، ولا زال ، لا أرى أي تغييرات أو تطورات طرأت على شخصيته بعد تصديه البطولة ، فهو لطيف جدا ومتواضع جدا ، وهو من الفنانين القلائل اللذين يفهمون الدراما بشكلها الصحيح ، كما يهتم بأدق تفاصيله في عمله .
جميل جداً ، لنتحدث قليلاً عن الفنانة الرائعة مي عمر ، هناك فئة من الجمهور ترى بأن الفنانة مي عمر لا تمتلك موهبة التمثيل ، ودخلت مجال التمثيل بواسطة كبيرة من زوجها المخرج محمد سامي ، ما رأيكِ ؟
مي عمر اجتهدت جهداً كبيراً في مسلسل علاقة مشروعة ، وصنعت من دورها في المسلسل حالة لطيفة جداً وفي غاية الروعة ، ولكن أريد أن ألفت النظر في نقطة مهمة جداً وهي بأن مي عمر بطبيعتها هادئة جداً وناعمة جداً ، فهذه الصفات تظهر في آدائها على الشاشة ، وجمهورها للأسف يتهمها بالبرود وأنها تتسم به ، ولكنها في حقيقة الأمر بعيدة عن البرود ، فشخصيتها هادئة جداً واعتراضاتها قليلة جداً ، ولكن في مسلسل علاقة مشروعة أدت شخصية ( بثينة ) بطريقة ملفتة لدرجة أنها تعرضت للكره من قبل الجمهور ، وذلك بسبب حبها للشخصية وايمانها بها ، كما تعتبر شخصية ( بثينة ) نقلة جديدة إلى مكان آخر في مسيرتها التمثيلية .
تحدي ال ١٥ حلقة تحدي جديد بالنسبة لكِ ولكل فريق العمل ، ألم تقلقي من هذا التحدي ؟
في الواقع لا ام أقلق من تحدي ال ١٥ حلقة ، على العكس تماماً ، فالأعمال الدرامية المكونة من عدد حلقات معينة جذابة في مشاهدها وايقاعها سريع ، وأنا بطبيعة مشاهدي سريعة جداً حتى في المسلسلات الطويلة ، فبعض المنتجين يطلبون مني التطويل في الأحداث والمشاهد بسبب أنها ملفتة وجذابة للمتلقي ، ولكنها خاطفة وسريعة جداً وهذه حقيقة المتعة بالنسبة لي ، فلم أشعر بالخوف والقلق من هذا التحدي ، ومن يتمكن من أدوات الكتابة يرى بأن ال ١٥ حلقة كال ٣٠ حلقة لا فرق بينهما ، فأنا عندما كتبت مسلسل ساحرة الجنوب كانت حلقاته مكونة من ٦٠ حلقة ، وفي مسلسل أيام ٤٥ حلقة ، ومسلسل حرب الجبالي الذي سيعرض بعد العيد أيضا ٤٥ حلقة ، فمن يتمكن من أدواته يتمكن من تقديم أي شيء .
هل تعتبري أن تجربة علاقة مشروعة أسهل بكثير من كتابة مسلسل طويل ؟
لا أستطيع أن أقول كتابة ال ١٥ حلقة أسهل من كتابة المسلسلات الطويلة ، ولكنها أمتع في الكتابة ، بسبب تشبعي من الأحداث وتشبعي من الشخصيات ، ولكن في مسلسل علاقة مشروعة كانت التجربة مليئة بالمتعة والسرعة في كتابة الأحداث ومليئة بالتدفق الدرامي .
كم هي المدة الزمنية التي استغرقتي فيها كتابة مسلسل علاقة مشروعة ؟
في الحقيقة بدأت بكتابة مسلسل علاقة مشروعة في آواخر سنة 2021 ، وفي هذا الوقت كنت اكتب بمسلسل آخر بعنوان أيام ، وقد كان مسلسل أيام قيد التصوير في بيروت بجانب كتابتي لمسلسل علاقة مشروعة ، كما توقفت عن كتابة المسلسل عندما وصلت إلى الحلقة ١٣ بسبب انضمام ياسر جلال إلى مسلسل الاختيار ، وأكملت الكتابة فور انتهائه من مسلسله ، وبعد ذلك بدأنا بتصوير مشاهد المسلسل بجانب بعض التغييرات البسيطة ( الرتوش ) التي تم تعديلها على الكتابة ، فلهذا لا أستطيع أن أحدد الوقت الذي استغرقته في كتابة المسلسل ، ولكن ان لم يكن لدي أعمال فنية ، وبدأت في كتابة ١٥ حلقة لعمل درامي فمن الممكن أن أستغرق في كتابته لمدة شهرين .
هل كان مجتمعنا العربي بحاجة لعرض قضية كقضية علاقة مشروعة من وجهة نظرك ؟
في الواقع مجتمعنا العربي يحتاج لعرض الكثير من القضايا ليس فقط علاقة مشروعة ، فقضية الزواج من أخرى قضية مهمة جداً ، حتى وإن كان تعدد الزوجات حكم شرعي ، ولكن كل حكم شرعي وله شروط ، إن لم تتوفر هذه الشروط فلن يكون الحكم مناسباً أبداً ، على العكس سيكون هناك تبعات وآثار سلبية ، وفكرة خطف الأزواج والزوجات تجتاح مجتمعاتنا العربية بشكل لا يضاهى ، فكان لابد من مناقشة هذه القضية ، وإن كانت رخصة الزواج من أخرى رخصة شرعية لابد من سبب قوي ومقنع للزواج مرة أخرى ، ان لم توجد أسباب مقنعة فهي رخصة خاطئة ومدمرة .
هل واجهتكِ صعوبات في كتابة المسلسل أم كانت الكتابة سهلة وميسرة ؟
نعم في الحقيقة كانت سهلة جداً وميسرة رغم توقفي لمدة سنة ونصف ، ولكنني عدت إلى كتابة المسلسل ومراجعة النصوص المكتوبة ، فقضية مسلسل علاقة مشروعة قضية مجتمعية وأسرية ، وكتابة القضايا المجتمعية منطقتي المفضلة ، فلم أجد صعوبة في كتابة هذا العمل .
حدثينا عن تجربتك الأولى مع المخرج الكبير خالد مرعي ؟
كما قلتِ هذه تجربتي الأولى معه وهو غني عن التعريف ، وعندما قابلته سعدت به جداً ، فهو إنسان عميق وهادئ ولديه رؤية فنية وعميقة جداً ، كما يمتلك عين لا تقرأ فقط وإنما تتأمل الأفكار التي تطرح وتتامل تفاصيل هذه الأفكار ، فهو أستاذ متمكن جداً ، وأخرج المسلسل بطريقة إبداعية وأجمل مما كنت أتوقع في الحقيقة ، فأنا. سعيدة جداً بهذا التعاون وأتمنى أن يتكرر مرة أخرى .
جميع أعمالكِ المقدرة تركزت على الدراما التلفزيونية أكثر من وجودها في السينما المصرية ، هل ستتجهين يوماً ما بأعمالكِ إلى السينما ؟
في الواقع السينما المصرية لديها قوانين وتغيرات لا تناسبني على الإطلاق ، فمن الممكن أن يكون هناك تدخلات عديدة في كتابة النصوص وهذا لا يناسبني أبدًا ، وأنا لم أحاول ولم أشغل نفسي في هذه المنطقة ، ولم أحلم ولم أطمح بها من قبل ، فأنا كاتبة دراما وسعيدة جداً بما أقدم للأسرة ، سعيدة جداً بما أقدم داخل البيوت العربية ، وأفتخر بنفسي وبما أقدمه لأنني لم أقدم أعمال درامية تؤثر على الأطفال وعلى الأسرة بشكل سلبي ، ولم أقدم ألفاظ بذيئة أو سلوكيات ممنوعة من العرض ، ففي الحقيقة أرى أنني أقدم دراما تقدم مواضيع مفيدة ومهمة تناقش قضايا مهمة بشكل محترم وملتزم ، فأنا من عائلة الدراما وسعيدة بذلك .
حدثينا عن مشاريعكِ وخطواتكِ القادمة ؟
مشاريعي القادمة لم تحدد بعد ، فهناك أعمال أطمح لها لا زالت تحت ابداء الآراء ، فلم أحدد بعد عمل درامي معين ولكن غالباً سيكون هناك عمل درامي مع قناة ال mbc ، فقد عرضت معظم أعمالي وأعتبرها بيتي الفني .
كلمة اخيرة للجمهور …
أقول لهم سعيدة جدا جدا بردود أفعالهم على مسلسل علاقة مشروعة ، وأشكر كل من تابعنا سواء من أحب هذا العمل أم لم يحبه ، فاختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ، ولو اتحدت الأذواق لبارت البضائع ، ولكن اللهم لك الحمد ولك الشكر النسبة الغالبة أحبت هذا العمل ، وهذه أكبر جائزة بالنسبة لي ، لأننا تعبنا كثيرا وبذلنا أقصى جهدنا لنقدم ما يليق للجمهور ، فأشكركم جميعا على المتابعة وعلى إبداء الآراء ، وأشكرك عزيزتي بيان على اهتمامكِ بالعمل وعلى حواركِ الجميل ، وسعيدة جدا بمعرفتكِ وأتمنى تكرار هذا الحوار مرة أخرى بإذن الله ..
أشكركِ أستاذة سماح على ثقتكِ وأتمنى لكِ كل التوفيق والنجاح دائما وأبدًا .. شكرا جزيلا لكِ اعلاميتنا الموقرة ..