كالدو..
دلال جميل الحنيطي
( جمعتنا قاعة الانتظار )
( في بداية المرحله الاولى لاعطاء اللقاح... كانت البدايه للاعمار التي تجاوزت ربيع العمر.. .) .لتتهافت افئدتهم على مقاعد الامل... وتسابق خطواتهم حقول سنابل القمح... علها تحصد مقعد لعمر مديد...
اعداد واعداد تملأ ردهة الانتظار... هذا وجه عاندته الحياه... وهذا سرق وقت مستقطع من حقيبة عمله الشاق.. ليحضر.. .وهذه تشاكسها افكار مشَوشه....وهذا تأخذه لحظات حيث زمن فردوسي.. . .. ...
وتلك تحتضن خطوات والدها تحيطه بهالة من ترقب وهلع خوفا ان يتركها مجذاف يديه...
وذلك يحتضن الزمن بعيني والدته ليهدي لها عبيراا قد يبقيها بجانبه عمرا اطول....
ويعود الوقت ليلقي بهم جميعا في قاعة الانتظار...
انطفأ شغفهم من كل شئ.. فغالبيتهم حل خريف العمر بسماء اعمارهم.. .. وحل التقاعد الرتيب وسط قلوبهم . ..فلم تعد شقاوة وحلاوة الصبا وجهتهم..... فأصبح مفهوم الحياة لديهم ثقيل ممل. ..
تكتظ قاعة الانتظار بوجوه تبوح بقصص مموجه.. منها الحزينه.. .ومنها من تمسح عليها... يد حفيد.حنونه.. . ومنها سجينة اسوار لذاكرة الذكريات.....
لم اجد بين الحضور. من كان سعيدااا حد الابتسامه.... ولم الحظ على محيا احدهم ظلال لاي لون من الوان الزهر.. .. ..حتى حقائبهم كانت مثقله بشجون تفوق قدرتهم على حملها.. فتداعيات الوقت... اعنف من مارسموه وزينوه على مقاعد الطفوله.... واشرس من ان تدعهم ينعمون بلذة ماتبقى من العمر...
اصبح شراء العمر كشراء اي سلعه تجاريه .... ...... لمحت بشرفات اعينهم.. قلق... وخوف... وفوضى تشوش فكرهم.... حتى مقاعدهم كانت تشاطرهم قلق القادم....!!! .
قاعة الانتظار مليئه بقصاصات لحكايا.. قراتها بفضول جارف .وبصمت رزين. .... . يأمل معظهم بمهادنة مع الحياه لوقت اطول...لكن عقارب الوقت تهتف بإلحاح مقيت... . .
ففي حقيقة الامر هم يعلمون بان مقاعدهم ستحل مكانها ظلال وحقائب لاشخاص اخرين...قد تكون مشابهه لقصصهم َ.... َ.. ..
فأنغام الجميع ستصبح يوما ما صدى ذكريات على مقاعد الانتظار... وسلال الجميع تحمل نفس مضمون الرجاء... فطلب ماء الحياه هو من جمعهم بقاعة الانتظار....... وظروف الوقت الغريبه هي من قدمت لهم دعوة للحضور...
اخذوا اللقاح.. ... وغادروا مقاعدهم.....طامعين بوقت اهدأ.... ونَوم اهنأ.... وعمر.. اطووول..