كالدو..
نادرون هم من لم يقعوا ضحية لـ”الدغدغة” خلال حياتهم. أما أولئك الذين تعرضوا لها، فربما ما زالوا يتذكرون سقطاتهم أرضاً عندما لم تستطع أقدامهم حملهم بعد نوبة الضحك بفعل الدغدغة. وقد يكون تفسير تأثيرها قريباً في وصف أسيل، التي كتبت عبر حسابها على موقع تويتر: “فيه فرق بين الدغدغة واستئصال الكبد”.
و”الدغدغة” عملية لا إرادية تحدث في بعض أجزاء الجسم نتيجة إثارة خارجية وقد تتسبب في رد فعل معين أو نوبة ضحك قد لا يتحكم فيها الإنسان. وحول قابلية أجسام البعض لـ”الدغدغة”، فإن الفرضية العلمية تتحدث عن أنها قد تكون مجرد آلية يتبعها الجسم في الدفاع عن نفسه لحماية مناطق معينة، أما اجتماعياً، فقد تكون ردة الفعل تجاهها وسيلة لتوطيد العلاقات، وفقاً لموقع WebTeb.
يضيف الموقع أيضاً أن العلماء قد وجدوا أن الدغدغة تعمل على تحفيز منطقة في الدماغ تسمى Hypothalamus وهي المسؤولة عن ردود الفعل العاطفية للإنسان والخوف والألم، حيث أن الدخول في نوبة الضحك هي ردة فعل أوتوماتيكية تجاه الأمر.والدغدغة نوعان وفقاً للباحثين أعلاه، قد تكون ثقيلة وهي الشعور الذي يسببه قيام شخص ما بلمس مناطق معينة من الجسم وبشكل متكرر ما يدفعه إلى الضحك، والتي لا يمكن أن يسببها الشخص لنفسه، وهناك الخفيفة، والتي هي عبارة عن شعور خفيف قد يحدث كردة فعل على ملامسة شيء خفيف للجسم، وربما لا يسبب ضحكاً أو قهقهة.
فيما يستدل العلماء على أن قيام الشخص بالضحك عند الدغدغة لا يعد أكثر من كونه ردة فعل عاطفية تلقائية، وقد لا تعني بالضرورة استمتاع الشخص بما يحدث، إذ أن حركة جسم الشخص الذي تتم دغدغته تماثل إلى حد كبير تلك التي تظهر على جسم شخص يعاني من ألم شديد.
كما يفسرون حالة عدم الاستجابة لدى الإنسان عند تجربة حك جلده بنفسه، بأن الدماغ يعي تماماً ما يقدم عليه الشخص ويميز بينه وبين ما يوشك شخص آخر على فعله، بحسب ما نقلته لجريدة “تواصل” الإلكترونية.
وعن المناطق التي قد تكون حساسة في جسم الإنسان من فعل الدغدغة، فهناك أسفل القدم والشفتين واللسان ومنطقة الإبطين والخصر، وهي المناطق التي قد تدخل الإنسان في نوبات من الضحك والقهقهة، وذلك لأن هذه المناطق تحتوي على متحسسات صغيرة، تنقل ما يحدث فجأة إلى الدماغ وبالتالي يتفاعل معها الجسم.
بينما نبّه الدكتور مانفريد شبيتسير من المستشفى الجامعي لمدينة أولم، إلى أن العلم الحديث لم يجد تفسيراً علمياً لعملية الدغدغة بعد، ويضيف: “عندما تبدأ نوبة الضحك لدى دغدغة إنسان لآخر، هذا يدلل على أن الضحك والدغدغة والتعلق بشخص ما مرتبطة ببعضهما، وهي التي تزداد تأثيرها مع الأشخاص الذين قد نميل إليهم”، وفقاً لما نقله موقع “دويتشه فيله” الألماني.