كالدو..
الدكتور هاني الجبالي أخصائي الطب النفسي و معالجة الإدمان
هل الشعور بالإحباط أمر طبيعي؟ وهل علينا تعزيزه لدى أطفالنا؟ لعل من أهم القوانين التي تحكم الواقع الإنساني، أن الحياة الإنسانية لا تسير بدون إحباط، لاننا لا نستطيع إشباع رغباتنا جميعًا وفي وقت واحد دون أن نتعرض للعديد من المعوقات. ولذا فإن تفهم الإحباط وتفهم كيفية التعامل مع مثل هذه المواقف يعد من أهم الشروط التي يجب أن يتبعها الإنسان حتى يحصل على التوافق النفسي. ولذلك فإن من أهم شروط الصحة النفسية أن نعود أنفسنا ومن نقوم على تربيتهم بتعريضهم ولو لقدر ضئيل من الإحباط، ونحن بذلك إنما نقدم لهم أول شروط الصحة النفسية، وذلك لأن الظروف متغيرة وإذا لم يتعود الفرد على مثل هذه المواقف المؤلمة فإنه قد يصاب بالانهيار التام حين يواجه أي إحباط. ⁃ومن الجدير بالذكر أن استجابة الإنسان للإحباط قد تتحدد بناءًا على مجموعة من العوامل وتشمل: شدة الرغبة بالهدف، قوة العائق، عدم وجود هدف بديل، خبرات الإحباط السابقة، التنشئة الاجتماعية والظروف البيئية المحيطة. كما يؤدي التفاعل بين معطيات الإنسان الفطرية وظروف التنشئة الاجتماعية خاصة في مرحلة الطفولة في تحديد مستوى عتبة الاحباط (الدرجة التي يبدء عندها الإحباط، وهي تتفاوت بين الأشخاص) ⁃واخيرًا أحب أن أختتم أن الشعور بالإحباط أمر طبيعي وتقبل الإحباط والتعامل معه هي عبارة عن مهارات يكتسبها الفرد، وعلى الإنسان أن يتذكر ويذكر من حوله بالقاعدة الذهبية وهي (لا بأس أن يشعر الانسان بالسوء لكن عليه أن لا يكون سيء) ودائما ما نجد (للفضفضة وإعادة النظر للأمور بطريقة إيجابية والاقتداء بأمثلة لأشخاص نجحوا في مقاومة الإحباط والتكلل بالنجاح) الأثر الإيجابي في تغير حياتنا، وبالتالي لا نعجب من تذكير الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم أثناء دعوته للإسلام بما لقوه من قبله من الرسل في الأمم السابقة، وكيف كان هذا يحقق الدعم للرسول عليه الصلاة والسلام.