كالدو..
فهيمة الحسن/ جدة
وكأنَّ حزنَ أمّي... هو لا يعرفُ سوايَ يتذكّرُ كلّ ملامحي يتسلّلُ إليّ من ثقوبِ ذاكرتي يشارِكُني الثّوانيَ والدّقائقَ والسّاعات.. وكأنّه لم يجدْ ملاذَه الآمنَ إلّا بين أضلاعي يتوسّدُني يحطُّ رحالَه الثقيلةَ فوق صدري ينصبُ خيمتَه السّوداءَ على سفوحِ روحي غارساً أوتادَه في أعماقِ أعماقي كداءٍ يثقُبُ كلّ خليةٍ في جسدي الطّريّ و يأبى الرّحيلَ غريبٌ مريبٌ عجيبٌ هذا الحزنُ كلّما حاولتُ التحرّرَ منه يُعيدُني لدائرةِ الحصارِ تحتَ خطّ البلاء. لا يُعيقُه عارضٌ أو حاجزٌ. لا يعرفُ الكللَ او المللَ تستهويه ملامحي فليس لي من رحيله أمل يُلامِسُ عينيّ كلّ حينٍ يملأُ كؤوسَه من غدرانِ دموعي الممتلئةِ حزناً وخوفاً وألماً يدوّنُ تاريخ ألمي الممزوجِ برائحة الشّجنِ ومرارةِ الأيامِ فتصرخُ الرّوحُ بكلّ مواجعِها عند كلّ مساء و تشتعِلُ كلُّ جهاتي بنارِ الذّكرياتِ .