كالدو..
فهيمة الحسن/ جدة
ساعات ممزوجة بالألم واللوعة وأنا أقف على اقدام الصّبرِ في مطاراتِ الوقتِ المُكتظّةِ بزفيرِ المغادرين نحو مُدرجاتِ السّماءِ الممتدّةِ على بساطِ التّرقبِ المُبللِ برائحةِ الأمل.. أراقبُ وجوهاً مُترَعةً بحكاياتِ مؤلمةٍ تجاعيدُها العتيقةُ تفشي أسرارَ خفايا رُغمَ فنونِ التستّرِ. تدُسُّ حزنَها بينَ أعمدةِ الضّلوعِ كي لايراها أحد.. ياالله...... كم تحمّلتْ هذه الوجوهُ وكم قاستْ.. وكم أتلفَتها مراراتُ الدّنيا وانكساراتُها وكم هزّتْ الآمالَ في قلوبِ فتيَةٍ حتى نامتْ الأحلامُ في سريرِ التّمنّي مُرتعِشةً مكسورةً. وجوهٌ غريبةٌ تطوفُ حولَي نعم إنّها غريبةٌ لكنّها تُشبهُني بجُرحي الذي لم يغفُ منذُ التقينا اولَ مرّةٍ على رصيفِ الألم.. جُرحي الذي لا يُشفى... هاهي السنونُ تمدُّ لي صوتَها تناديني وتهتفُ بصمتٍ حيّ على الشّجون... طريقُنا يمرُّ بين غمامِ الموتِ على هديرِ طائرةِ الأحزان......