كالدو..
دكتور محمد علي العكور
ونحنُ مضطجعون ونحتسي القهوة ، نتدخل بقدر الله تعالى ، ونحلّل أسبابه وكأننا فريق من الملائكة المقرّبين الموكّلين بتنفيذ أمر الله … نتحدث عن زلزال تركيا وسوريا بأنه نتيجة الذنوب والمعاصي … وكأن إخواننا في تركيا وسوريا يعاقرون الشيطان الفودكا في صحن الكعبة…وكأننا تحت ستارها أولياء معصومون…
إن الله تعالى يصيبُ الكون بأقداره وفق علمه وإرادته - وإن كانت المعاصي مَجلَبةً للعقاب - ولكنه تعالى قال : ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون"…
فإذا كانت أقدار الله مرهونة بالمعاصي دوما ، فهذا يعني أن تزول أمريكا من الوجود وكذلك أوروبا وغيرها …ومعظم دول العرب…
في تركيا عشرات آلاف المراكز القرآنية ، وهي تحمل لواءً إسلاميا عظيما ، تقيم العدل وتبني كيانا قويا لهذه الأمة . بينما تُحاربُ معظم ُالأنظمة العربية كلّ شيء إسلامي عظيم ، وتعيش بلا قيم ، وما زالت آمنة.... أما الشعب السوري فقد قدم ملايين الشهداء والمصابين والمشردين وما زال ثابتا على مبادئه … جوعى ومشردون وجرحى ومضطهدون ومؤمنون صابرون…فلماذا أصابهم الزلزال ، ولم يُصِبْ طواغيتهم وقتلتَهم…
وهكذا بدل أن ندعو لهم ، تحوّلنا إلى قضاة عليهم نزيد مأساتهم ثقلا برميهم بالعصيان والذنوب… فهل حقا هم "عرصات "ونحن أولياء….؟ اللهم تقبّل شهداءهم ، واجبر قلوبهم ، وخفف عنهم ، والطف بهم ، وارحم ضعفهم ،وآوهم يا أرحم الراحمين….