كالدو..
لى الرغم من أن القلق والخوف شعوران مختلفان، إلا أن كثيرا من الناس يخلطون بينهما، بل ويعتقدون أنهما متشابهان في الأعراض وطرق العلاج، مما قد يؤدي إلى أخطاء علاجية قد تكون خطر على صحة الإنسان النفسية، مما يستوجب فهم الفرق بين المصطلحين، إذا أراد الإنسان الوصول إلى علاج مناسب لحالته يمكنه من الحياة بشكل سليم، وفي السطور المقبلة تحاول «الوطن» الكشف عن الفروق بين الخوف والقلق وكيفية البدء في علاج كل منهما.
الفرق بين القلق والخوف أوضح الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية لـ «الوطن»، أن القلق والتوتر متلازمات سلوكية تصيب الإنسان خاصة عند مواجهة ضغوط الحياة أو تجربة نشاط أو مواقف حياتية جديدة، وهناك نوعان من القلق هما: «أولا هناك القلق كصفة وهو عبارة عن وجود القلق بشكل مستمر فى حياة الإنسان والذي يظهر في أي موقف يمر به، ففي النهاية هو طبع في الإنسان ينتقل إليه عن طريق جينات وراثية مسئولة عن القلق».
وشرح دكتور «هندي» النوع الثاني من القلق وهو حالة تصيب الشخص وتغًير شكل حياته، بسبب إصابته بموقف معين، ويظل ملازم له حتى يمكنه التغلب على هذا القلق أما بشكل تلقائي أو من خلال علاج حتى يمكنه مواصلة حياته بشكل طبيعي.
ووصف الخوف بأنه حالة انفعالية لاشعورية تصيب الإنسان وتتصاعد داخله تدريجيا، ويحدث بسبب شىء ملموس أو معلوم وبشكل مؤقت، مشيرا إلى أن هناك نوعان من الخوف: «هناك الخوف الإيجابي أو المحفز الذى يتثير دوافع الإنسان الداخلية لمواجهة ضغوط الحياة وقدرته على الإنجاز والوصول إلى حلول إبداعية وابتكارية لحل مشكلاته سواء على المستوى الدراسي أو المهنى أو الإجتماعى».
أما النوع الثاني من الخوف بحسب دكتور هندي هو «الخوف المرضي» وهو عبارة عن شعور غامض تكون أسبابه غير واضحة ووهمية تنتج عن أفكار أو معتقدات غير سليمة، ولا يمكن السيطرة عليه من قبل الإنسان.
وأعراض «الخوف المرضي» بحسب دكتور «هندي» تكون في شكل رهاب أو اهتزاز الثقة بالنفس، أو تننج عن طريق بعض الجينات الوراثية المحملة بالمخاوف المرضية: «من مؤشرات الخوف المرضي الكوابيس والأحلام المزعجة باستمرار أو التبول اللأرادى عند الأطفال أو تقطع الكلام أو بعض المشاكل الهضمية العزلة الاجتماعية، وأسبابه التعرض للتحرش الجنسي أو العنف أو التحطيم المعنوي».
القلق المرضى أشار دكتور وليد هندي، إلى أن أعراض القلق المرضي تكون فسيولوجية مثل جفاف الحلق أو رعشة فى اليدين والقدمين أو زيادة ضربات القلب أو زيادة إفراز العرق أو الشعور بالإجهاد واضطراب النوم، أو ضيق التنفس والإسهال والإمساك فى بعض الأحيان، موجها نصيحة لمريض القلق بأهمية التدريب السلوكى لنفسه على مواجهة المواقف الحياتية التي تثير قلقه، مما يساعده على التحصين التدريجي ضد القلق.
وقال «هندي» لـ«الوطن»: «إذا كان هناك طفل يقلق من الحشرات يمكنه علاج نفسه ذاتيا من خلال إقناع نفسه أنها شىء طبيعي لا يقلقه ويمكنه اللعب بالصلصال على شكل الحشرات، والتكلم مع الأشخاص المقربين عن ما يقلقه، تنفيس القلق عن طريق مضغ اللبان أو ممارسة الرياضة أو كثرة المواقف الإيجابية، لكن إذا فشل المريض لابد أن يتوجه إلى الطبيب المختص لعمل برنامج إرشادى للمريض».
وفي النهاية، نصح «هندي» المحيطين بمريض الخوف المرضي التقرب من المريض وإشعاره بالحنان والاحترام، كما يجب التدريب السلوكي ضد القلق والإنصات الجيد للمريض عند تحدثه، تجنب مشاهدة التلفزيون خاصة الأعمال العنيفة.
الوطن مصدر