كالدو..
الصحفي عبدالقادر البياضي
في هذه الأيام المجيدة يبدأ الأهل والإخوة المسيحيون بالإحتفالات بعيد الميلاد المجيد الذي يرمز إلى ولادة رسولنا وحبيبنا عيسى عليه السلام.
وفي الأردن نقول...
الطيبين كأشجار الياسمين لا تتعبك رائحتها الزكية بالبحث عنها، وذاك هم أهلنا وإخواتنا في الدم والمصير والآمال والتطلعات لمستقبل مزهر لوطننا الأردن ، ولن أتكلم بمسميات كونها هنا في وطني لا تعد سواء كلمة تطبع على ورقة ، فنحن الأردنيون أقل البشر تباهياً وأكثرهم ذكراً ومحبة وتآلف وتآخي، فهذا الوطن كان ولا زال بجميع مكوناته الإنسانية هو وطن الانصار والمهاجرين والمضطهدين والباحثين عن الأمن والسلام من كافة بقاع المعمورة .
كيف لا والأردنييون بكافة انتماءاتهم الدينية هم حملة أمانة لرسالة نبوية عالمية ملؤها حب الخير والتسامح لكل البشرية، فهم أحفاد رسول الله محمد بن عبدالله الهاشمي الأمين وسيدنا ورسولنا عيسى ابن مريم عليه السلام الذي جاءا رحمة للعالمين .
وكون العبادة رُوْح تنْبُعُ مِنَ دَّاخل قلوب مليئة بالشكر والامتنان لكل ما أنعمه اللهُ علينا من نعم ، فإن هذه الأيام المباركة ما هي الا وقت للانهماكِ في تَسبيحِ اللهِ وتَمجيده، على ما منه علينا من نعم، خاصة نعم الأمن والأمان والتآخي والمحبة وتشارك العطا،.
فعيد الميلاد المجيد هو روح المحبة ، هو الوقت الذي يجب أن تسود فيه محبتنا لله ولبعضنا البعض، والتفوق على ما بداخلنا من غضب أو كراهية لاسمح الله لأي من كان من إخوتنا في الإنسانية.
ورغم أن الإستعمار هي من الكلمات المنبوذة سمعياً، كونها مصدر لكل معاني الاضطهاد والقهر والاستعباد والسلب، الإ أننا في الأردن بكل ما نختزن داخلنا من كمية مشاعر الحب والتآخي والسمو الفكري والثقافي الذين يمثلون مصدرا للإلهام وسبباً للسعادة والراحة، وصلنا الى حالة من التوازن النفسي، توجنا بها أنفسنا كمستَعمِرين محببين لكل العالم، وحالة فريدة من التكاتف والتكافل مستعصية على كل مُعْتَدٍ أَثِيمٍ.
وفي هذه الأيام المباركة لأعياد الميلاد المجيد المليئة بروح العطاء والعبادة والشكرعلى ما انعمه الرب علينا من نعم في بلد العطاء والمحبة، نقول طوبى للشهيد توما الحجازين الذي يرقد من زميليه الشهيدين المسلمين في فناء كنيسة الروم الكاثوليك في منطقة باب يافا في القدس، وطوبى لإخوتنا الشهداء ممن طيبوا ثراء الوطن وفلسطين بدمائهم الطاهرة للدفاع عن الدين والأرض والعرض، الذين جمعتهم الفضائل الحسنى والإيمان قبل ان يكونوا مسلمين او مسيحيين، كل عام وانتم إخوتنا واهلنا ورفاقنا في الجنة ان شاء الله.
الأهل والعزوة ملح الأرض اصحاب المصير الواحد والدم الواحد كل عام وأنتم والوطن وقائده بألف خير
00962777712394