كالدو..
الدكتور هاني الجبالي
أخصائي الطب النفسي و معالجة الإدمان
الصغير همه على قده..
غالباً ما يعرفه الناس عن الاكتئاب أنه اضطراب يصيب الكبار وذلك لتعرضهم للضغوطات الحياتية اليومية و حجم مسؤولياتهم وانخراطهم بالعمل و مشاكله أو تعرضهم للصدمات.. ولا يخطر ببال الأهل يقلق الأهل بخصوص هذه الأعراض التي تظهر على أطفالهم مثل:
-وجع البطن (المغص)
٢-وجع الرأس(الصداع)
٣-الغثيان، القيء والإسهال
٤-مشاكل في الجهاز البولي
إلا قلق صحي جسدي وليس قلق صحي نفسي و يسارعوا لطبيب الأطفال أو الطبيب العام الذي اعتادوا عليه و يغفلوا عن ربط أحداث ما قبل إصابة الطفل بمثل هذه الأعراض و اسنادها لعامل نفسي طرأ على طفلهم هذا..
إن أعراض اضطرابات القلق والاكتئاب لدى الأطفال تحت سن ١٢ سنة غالبًا ما تظهر على شكل اعراض جسدية نفسية وإضطرابات سلوكية وانفعالية، أما المراهقين بعد سن ١٢ سنة فتكون الأعراض أقرب ما تكون لأعراض الراشدين وذلك لنمو الفكر لديهم وازدياد قدرتهم على التعبير.
ومن الجدير بالذكر أن الامراض النفسية بالأغلب تصيب الأطفال والمراهقين نتيجة الظروف القاسية التي يتعرضون إليها من العنف سواء في المشاهد الدرامية أو العنف الاسري، عند ضرب الأم امامهم أو تعرضهم للضرب او الأعتداء الجنسي أو الأعتداء اللفظي أو الأهمال وسوء المعاملة أو التعرض للتنمر.
ماهي الأعراض الجسدية النفسية التي يشتكي منها الأطفال الذين يعانون من القلق والاكتئاب؟
اولاً دعونا نوضح مصطلح -جسدي نفسي-حيث أن هذا المصطلح يشير إلى تداخل الجهاز النفسي والجهاز الجسدي، وإعتماد كل منهما على الاخر وبالتالي هي عبارة عن صراعات نفسية داخلية تظهر على شكل أعراض جسمية.
وهذه الأعراض يمكن أن تكون نتيجة اضطراب جسمي فعلاً لكن بطريقة نفسية مبالغ فيها (وهنا أحب أن أذكر مثال وهو جرثومة المعدة الحلزونية، نعم قد تكون موجودة لدى المريض لكنها ليس سبب لمعانته فمعاناته بالاغلب نفسية، إذ ان جرثومة المعدة منتشرة جداً ولا تسبب أعراض تعطل فيها حياة المريض إلا إذا وجد هناك قرحة داخل المعدة) وقد لا يكون لها أي أساس جسدي بل عبارة عن وهم رسمه الدماغ للجسد لكي يهرب بالشخص من الضغوطات الحياتية التي يتعرض لها.
وهنا نؤكد بأن المريض صادق في شكواه ولا يدعي المرض.
ولكن يجب علينا كأطباء نفسيين استثناء الحالات الجسدية بتعاون مع زملائنا الأطباء بفروع الطب المختلفة وتقدير الموقف حسب الحالة.
ماذا عن الإضطرابات السلوكية والإنفعالية المرافقة لأكتئاب وقلق الأطفال؟
١-العدوان (خارجي على الأخرين أو داخلي أي بشد الشعر ولطم الوجه ورطم الرأس) وربما فرط بالحركة
٢-الانسحاب والعزلة وربما تشتت الأنتباه وتدهور الأداء في الواجبات الدراسية
٣-اضطرابات في النوم، إذ يرفض النوم بمفرده أو عند إطفاء الأنوار بالإضافة إلى الكوابيس المخيفة
٤-إنحرافات جنسية
٥-كثرت الكذب وإلقاء اللوم على الآخريين
٦-القيام بأفعال لا تناسب سنه (فيصبح يميل إلى القيام بإفعال الطفولة المبكرة)
٧-كثرة الفزع وردود الأفعال المبالغ فيها
ما هو العلاج لمثل هذه الحالات:
١-تقديم الدعم والتثقيف النفسي والرعاية اللازمة للأهل
٢-في الحالات الطفيفة نستعين ببعض الإرشادات وهي:
٣-في الحالات الشديدة والعنيدة، قد يلجأ الطبيب النفسي لصرف مضادات الأكتئاب لهؤلاء الأطفال بالإضافة إلى ما سبق ذكره من إرشادات ونصائح سلوكية
ودمتم و أطفالكم بخير و صحة نفسية خالية من الشوائب