كالدو..
د. محمد البدور
قطاعات الاتصالات والبنوك والوكالات التجاريه والجامعات والمستشفيات الخاصه وشركات التخاصيه والطيران وغيرها جميعا تحقق ارباحًا سنوية تعلن عنا للملأ وما يفرق سنة عن اخرى، انها قد تكون حققت ربحًا اكثر في هذا العام عن ذاك وهكذا ، هذا يفرحنا اقتصاديا ويسعدنا وهذه ازمة كورونا قد رحلت عنا وزالت شدة مؤسساتنا التي تتعكز على اثارها عندما تقول لها ماذا عن حالكم الاقتصادي او تدعوها للهمة الوطنيه وتقول ساهمنا بصندوق همة وطن وكأنه شهادة خلو من الواجب في المسؤولية الاجتماعية حتى اشعار آخر ٠
الا يثير حفيظة مؤسساتنا الخاصه الكبرى والكبيرة بصخامة ارباحها ان منظمات دولية واجنبية تنوب عنها بمسؤولياتها الاجتماعيه وتبني مراكز للطفولة مثلا او تنشط في البوادي والارياف بحجة بناء الانسان وتكوين القدرات وتمكين المهارات ؟
الا يخجلنا ان تلك المنظمات الامريكيه والالمانية والسويدية واليابانية وغيرها وغيرها تقول لشبابنا تعالوا لندربكم على صناعة النجاح في الحياة او كيف تتطوعوا لبناء مجتمعاتكم !؟
وبذات الوقت تتذرع مؤسسات وطنية بضيق ذات اليد وقصرها وقلة ارباحها لتتهرب من دعوة من نادي رياضي او جمعية للايتام او مركز لتحفيظ القرآن او برنامج بخدم الانسان ليساهم في بناء الاوطان ؟
الا يقزم من قامات مؤسساتنا ان تتذرع بحرب الروس واوكرانيا لاجل ان تبرر ضمورها وقصورها في اسناد التنمية للمجتمعات والاعتذار عن دعوات منظمات المجتمعات المحلية التي تلجا الى السفارات والمنظمات الاجنبية لطلب رعاية لنشاط فكري او برنامج توعوي لمواجهات ظواهر سلبية تهدد الحياة ٠
امام هذا القصور بالاخذ بجانب بالمسؤولية الاجتماعيه للقطاع الخاص بقي علينا ان نتمنى على المؤسسات دولية تكريم مؤسساتنا الوطنية لتحفيزها على القيام بواجباتها التنموية للمجتمعاتها المحلية وهذا مايؤسفنا ٠
على القادرين من مؤسساتنا الخاصه ورجالات الاعمال ان يتركوا بصمة في الحياة ومسيرة الوطن تخلد ذكرهم الجميل في نفوس ابناء وطنهم وان يؤمنوا ان ثقافة التطوع المالي واللوجستي في دعم المجتمعات سلوك حضاري وفيه متعة العطاء للانسانية والحياة ٠
في وطننا رجالات اعمال ارتحلوا واندثرت قصص نجاحهم وكنا نتمنى لو خلدوا لانفسهم مايعلم الاجيال بمآثرهم في مسيرة الوطن وصناعة النجاح .