كالدو..
الطفل رياض محمد أبو العون
لن انكر أني شعرت بسعادة غامرة عندما قرروا تعطيل المدارس بالسنة الفائتة وبمثل هذا الشهر ؛لم أكن أعلم أني سوف أحرم من رؤية معلماتي الحبيبات وأصحابي وزملائي وما أحزنني أكثر أنني حرمت نجماتي ... فقد أعتدت أن أجمع تلك النجمات التي تلصقها معلماتي فوق جبهتي تقديراً منهن لمجهودي وتميزي وتشجيعاً منهن على إستمرار تفوقي فقد حرصت على أداء واجباتي واحترام قوانين صفي وتوجيهات معلماتي وحصد المراكز الأولى في اختباراتي استطعت خلال السنة الأولى حصد ٥٠ نجمة وفي الثانية مثلها أما الثالثة فلم أجمع سوى ٢٠ منها وحرمت منها في سنتي الرابعة
ليس هذا فحسب بل حرمت من تلك الأيام المميزة التي كنا ننتظرها كل سنة بشوقٍ ولهفة ...مثل يوم البازار ...في ذلك اليوم من كل سنة كنت أسئذن أمي بأن تسمح لي بفتح حصالتي وأخذ جزء مما فيها لكي أشتري من تلك المأكولات والحلويات المختلفة التي تعدها المعلمات وأمهات الطلبة طما كانت تفعل أمي أيضاً...
كنا نتسابق لتزيين صفوفنا لأستقبال شهر رمضان الكريم وعيد الفطر السعيد والمولد النبوي وعيد الأضحى كذلك .... كان للعيد نكهة خاصة بين زملائي ومعلماتي وبين أكناف مدرستي كما كان لشهر الفضيل حيث تحثنا معلماتنا على صومه ونحصد مكافئات عديدة ومميزة أيضاً ....
أشتاق جداً لسماع الإذاعة المدرسية التي كنت أنتظر دور صفنا بها بشوق لأركض لمعلمتي متمنياً عليها أن تسمح لي بالمشاركة ....لحظة الصعود على المنبر وإلقاء الفقرة التي عهدت إلينا كانت من أجمل اللحظات .....السعادة والفخر ممزوجةً بالخوف يعلوها صوت خافقي النابض بشدة ....
أما رياضة الصباح وصوت المعلمة الشادي بالأعداد تباعاً ونسيم الصباح البارد الذي لم أعد أشتمه فيا شوقاه في زمن الكورونا توجب علي التعليم عن بعد ورغم صعوبة الأمر والملل الشديد الذي ينتابني وأنا أجلس أمام شاشة التلفاز أو خلف شاشة الهاتف إلا أن عزائي الوحيد هو أن جدتي وجدي بصحة جيدة ....فأنا لا أستطيع أن أسمح لنفسي أن أكون سبباً في مرضهم ....أطال الله بعمرهم وقصر عمر كورونا وخلصنا من هذا الوباء بأسرع وقت ....