كالدو..
إلين غازي غِنمة
فصلٌ يحمل مكانة خاصة، قريب من جميع القلوب، أمطار خير ورحمة تزيل همومنا وتخفف عنا حملُ الأيام، هذا هو فصل الشتاء الذي يبعثه الله تعالى لنا نعمة لا نُقمة، ولكن بحلول فصل الشتاء، ومع أول أنباء باقتراب منخفض جوي، أول ما يراود ذهن الأردنيين استرجاع الذكريات المؤلمة والفواجع الكارثية التي قد سبقت وحدثت، الناجمة عن التقلبات المناخية، المقرونة بالأخطاء البشرية وضعف البنية التحتية.
كانت أول فَجِيعة تصيب الأردن، في 25 تشرين الأول/أكتوبر من العام 2018 م، عندما تحولت رحلة مدرسية منطلقة لوادي ماعين القريب من البحر الميت إلى كارثة سميت "بفاجعة البحر الميت" سببها الرئيس مداهمة سيل جارف من المياه للطلاب والمرافقين بعد وابل كثيف للأمطار، إضافة إلى انهيار جسر مغلق، لينجم عنهم 21 ضحية و43 إصابة من الطلبة والمرافقين، لتكون النتيجة بعد الكثير من التحقيقات الأمنية بحبس بعض الاشخاص.
أيضًا لم ينس الأردنيون وسكان عمان تحديدًا ما ألحقته الفيضانات ذات شتاء من أضرار واجهت آلاف المحلات التجارية وسط البلد.
فواجع وضحايا أطفال وكبار، أزمات مرور وتعطل الحركة في بعض الأوقات، طرقات تتحول إلى سُبل أنهار، بنية تحتية هشة تهدد بالخطر في أي لحظة. القلق أصبح يسيطر على أذهان الأردنيين كلما حل الشتاء، ولكن الحل الوحيد لهذا الداء ملامسة تغييرات فعلية تقوم بها أمانة عمان لتجنب تكرار هذه الحوادث. هل سنبقى نعاني أم أن أمانة عمان سوف تنفذ الإجراءات التي طالما تفصح عنها قبل كل فصل شتاء؟