كالدو...
بيان مقبل
أنا كإعلامية مهمتي أن أقوم بتغطية المهرجانات المسرحية والسينمائية والفنية إعلاميا في أول يوم إفتتاح لهذه المهرجانات ، وبعد ذلك أذهب إلى تغطية ما تبقى من فعاليات وتغطيات أخرى ، ولكن هذه المرة عندما تابعت جدول العروض المسرحية المشاركة في مهرجان الاردن المسرحي بدورته ال ٢٩ ، علمت بأن دولة مصر ستكون من الدول المشاركة في المهرجان ، فرحت كثيرا وقلت في نفسي سأكون متواجدة وأحجز لنفسي مقعدا لمشاهدة عرضهم المسرحي ، حتى وإن كانت لدي تغطية صحفية من الممكن أن توصلني إلى القمة في هذا اليوم ، كنت سأعتذر عنها وأذهب لمشاهدة مسرحية ليلة القتلة ، لسببين :
السبب الأول : بأن دولة مصر من المعروف عنها بأنها هوليوود الشرق وأم الدنيا ، أم الدنيا بأساطيرها ، بأهراماتها الفنية ، بقاماتها السينمائية ، بإبداعاتها المسرحية ، بإزدهاراتها الدرامية وبتقدمها الفني الذي يزيد من القوة الكافية في كل مرة .
السبب الثاني : بأن مصر ولاّدة ، تلد من رحمها أجنة الإبداع وأجنة التألق ، هذه الأجنة تكبر يوما بعد يوم بإبداعها وتألقها كي تصل إلى مرحلة الإستواء الفني والإبداعي وتقدم أجمل وأقوى وأفضل ما لديها .
العرض المسرحي له عناصره الخاصة ، فكل عنصر يكمل الآخر ، وكل عنصر يرتبط إرتباطا متينا بالآخر ، وهذا ما اعتمدته مسرحية ليلة القتلة ، كانت متكاملة لم ينقصها أي عنصر من عناصر العرض المسرحي ، عنصر الأداء ، عنصر التنسيق المسرحي ، عنصر الأغنية المصرية ، عنصر النص المحبوك بطريقة ملفتة للمتلقي ، عنصر القصة ، عنصر الديكور وعنصر الإخراج .
مسرحية ليلة القتلة بالنسبة للجمهور الذي كان متواجدا أثناء العرض ، هي أفضل عمل متكامل ، أفضل إخراج مسرحي ، أفضل ممثلين وممثلات ، أفضل موسيقى تصويرية ، وهذا بسبب الإبداع الملموس في كل العناصر التي ذكرتها .
فلو تحدثت عن عنصر الإحساس وصدق الأداء ، فقد وصلنا كمتلقيين إحساس الممثلين بسهولة وسلاسة من غير تكلف أو جهد ومن غير اللجوء إلى إستخدام حركات مصطنعة ، فقد كان الإحساس صادق ووصلني أنا وللجمهور بطريقة إبداعية وسهلة.
ولدينا ايضا عنصر القصة ، هذه المسرحية تعالج معالجة عصرية تحذر من قسوة الآباء على أبنائهم من خلال تسلطهم ، حرمانهم من أحلامهم ، وتنشئتهم بطريقة خاطئة ومؤذية لنفوسهم ، لربما تؤثر على عقولهم وأعصابهم ، فبالتالي يقومون بإرتكاب جريمة قتل بحق هؤلاء الأباء ، كما يحصل في الواقع ، وهذا ما ناقشته مسرحية ليلة القتلة ، وهذا ما ميز مصر عن غيرها من الدول المشاركة الإحساس وصدق الأداء ، فبعض المسرحيات التي عرضت للأسف كانت تخلوا من أهم عناصر العرض المسرحي وهو عنصر الإحساس و عنصر خطف المتلقي .
فبرأيي كمتلقية ، لقد تفوقت مسرحية ليلة القتلة على باقي العروض المسرحية في إحساسها وصدق مشاعرها في الأداء .