كالدو- باريس- أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته للمسجد الكبير في باريس والذي بُني قبل قرن من الزمان وأقيم كنموذج لـ"إسلام فرنسي" تسعى الحكومات المتعاقبة من خلاله إلى إثبات أن المرء يمكن أن يكون فرنسياً ومسلماً في الوقت نفصه.
وفي إشارة إلى "ملاذ السلام الذي ولد من عاصفة التاريخ"، أشار ماكرون إلى أن مسجد العاصمة الشهير كان ثمرة "اعتراف الجمهورية الثالثة بمكانة المسلمين في بلادنا وبتضحياتهم" خلال الحرب العالمية الأولى.
وأضاف أنه إذا كانت "المصالح الاستعمارية والدبلوماسية" قد بررت بنائه، فإن "أمتنا أكدت في نظر العالم أنه يمكن للمرء أن يكون فرنسياً ومسلماً". وتابع "المسجد الكبير في باريس يحمل في طياته إمكانية ليس فقط وجود إسلام في فرنسا، مخلص لقيم الجمهورية، ولكن أيضاً لإسلام مع فرنسا أو وحتى لإسلام فرنسا".
وقلّد الرئيس ماكرون عميد المسجد شمس الدين حافظ وسام جوقة الشرف من رتبة ضابط باعتباره هدفاً لـ"أعداء" الإسلام والجمهورية المشتركين، أي "الانفصالية الإسلامية التي تعمي المؤمن" و"الإسلام المتطرف المكون من أقلية صغيرة من المنحرفين ".
وأكد ماكرون: "لن ندع التمزق (...) يخلق فجوة من الاستياء وانعدام الثقة تجاه المسلمين. ليس هناك الفرنسيون من جهة والمسلمون من جهة أخرى. يمكن أن يوجد كلاهما بانسجام". وبحسب قوله فإن "إنكار هذا التوافق بين فرنسا والإسلام يدعم الانفصالية". وضع حجر الأساس للمبنى في 19 تشرين الأول/أكتوبر 1922 قرب الحي اللاتيني وسط العاصمة باريس ويوجد إلى جانبه مطعم وحمام تقليدي بني على الطراز الإسباني-المغربي مع حدائق داخلية وفناء على الطريقة الأندلسية مع مئذنة يبلغ ارتفاعها 33 متراً.
المصدر- ترجمات/ وكالات