كالدو..
الحرة
بعد تعيينها مستشارة لشيخ الأزهر لشؤون الوافدين، للمرة الأولى في تاريخ المؤسسة الدينية التي تعد المرجعية الأولى للمسلمين السنة في العالم، تعرضت الدكتورة، نهلة الصعيدي، عميدة كلية العلوم الإسلامية للوافدين بجامعة الأزهر، لحملة هجوم تتهمها بالانتماء لجماعة الإخوان ما دفعها للرد على هذا الهجوم وتفنيد ما أثير حولها.
الصعيدي التي دخلت تاريخ الأزهر من باب كبير، كونها أول سيدة تتولى منصب مستشار شيخ الأزهر عبر مئات السنين من تاريخ الأزهر تحدثت لموقع "الحرة" عن "الهجوم" الذي تعرضت له، ودلالة تعيينها في هذا المنصب الكبير، والنقد الذي يوجهه البعض أحيانا للأزهر في ملف المرأة، وكذلك رؤيتها لدور المرأة في جامعة الأزهر.
أول سيدة في التاريخ تعين مستشارة لشيخ الأزهر تقول الصعيدي " لم تكن المناصب الفخرية ولا المكاسب المادية يوما مني على بال، هكذا تربيت، ولو رجع بنا الزمن إلى عمالقة الفكر وأساطين أمتنا الإسلامية على امتداد تاريخنا المشرف، لعلمنا أن من سماتهم البارزة نكران الذات والاستعلاء على الأنا وحب الظهور، وهكذا الشأن في هؤلاء القدوة ممن قدموا لأمتنا سجلا حافلا بالأعمال الرائدة".
وأضافت أن "الأمر لا يعد فرحة بالنسبة لي، بقدر ما هو جرعة مضافة، ومحفزة لشحذ طاقتنا أكثر، لنعمل أكثر، ونعطي أكثر لمصرنا العزيزة، ومؤسستنا العريقة الأزهر الشريف فخر مصر، وللقرار نصيب من الإجلال والإكبار في نفوسنا بالقدر الذي نحمله من إجلال وإكبار إلى الأستاذ الدكتور، أحمد الطيب بشيخ الأزهر الشريف، وتقديره لسلسلة جهود بذلناها متواصلة واقعا حيا كللت بهذا التتويج الذي أضعه نيشانا على صدري، وتاجا على رأسي، واستكمالا للخطة التي بدأتها في تنفيذ المشروعات والبرامج الضخمة لتطوير منظومة تعليم الوافدين".
اتهامات الانتماء للإخوان وردا على ما أثير من هجوم عليها بدعوى انتمائها لجماعة الإخوان المسلمين، قالت مستشارة شيخ الأزهر: "أنا لا اهتم بمثل هذه الأمور، فهي ادعاءات كاذبة وافتراءات لا أساس لها من الصحة، فأنا لم أنتمِ يوماً من الأيام إلى جماعة الإخوان ولا إلى حركة ولا إلى أي جماعة أو منظمة وإنما أنتمي لديني أولاً ولوطني وللأزهر الشريف، وبلادنا فيها أمن وقضاء، وأي منصب يحمل صاحبه تبعات كثيرة للغاية لأن هدفنا في النهاية التنمية والبناء والعمران، ولمن يتابع نشاطنا وإنجازاتنا يجده قد انطلق من انطلاقات الدولة المصرية والتي بدأت بداية ناهضة، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي ، يدرك ذلك كل عاقل منصف لبيب، تربينا على البحث عن الجوهر وليس المظهر عن البحث عن الأعمال الجليلة و الإنجازات كما وكيفًا وليس عم الاسم والصفة والوظيفة والمنصب فالأعمال هي التي تتحدث عن صاحبها وهذا المعنى الأجل الذي نصرف الناس إليه ونشد انتباههم عليه وهو ما يذلل علينا عناء هذه المهمات الصعبة والتركات الثقيلة الحمل، ويهون في نفوسنا غمز ضعفاء النفوس ونبزهم وقذفهم بما ليس منا ولا فينا من خصوم تمكين المرأة ومزاحمة الرجال ومنافستهم ومن الأسف نقول أن هذه الشريحة والنسبة واسعة في عموم مجتمعاتنا الشرقية لم يهضموا بعد أن النساء شقائق الرجال مع مراعاة طبيعة كل جنس ومراعاة القواعد الشرعية".
دور النساء في الأزهر وعن دور النساء في الأزهر سواء كان في الجامع الأزهر أو جامعة الأزهر ومدى إمكانية زيادة عددهن في المناصب القيادية، قالت إن " المرأة الأزهرية خطت خطوة كبيرة ناجحة نحو التحقيق والتمكين داخل هذا الصرح العظيم، فنحن الأزهريات فخورات بقيادة فضيلة الإمام الأكبرِ الذي يحترم المرأة احتراماً لا نظير له، ويثق في قدراتها وعطائها، ويسند لها المهام الكبيرة والمسؤوليات الجليلة، ويدعمها دعماً مخلصاً هي بحاجة شديدة إليه، ولولا هذا الدعم والتشجيع لما كان للمرأة الأزهرية هذا الحضور الذي نلمسه الآن في جميع المجالات، وسيكون محرك قوي لمصر وللأزهر الشريف على مدار السنوات القادمة كما أن المرأة المصرية تشهد أزهى عصورها في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، فهي تعيش أفضل فترات التمكين بمكافحة العنف ضدها وتقليدها أعلى المناصب، واستعادة المرأة اليوم كامل حقوقِها وفق الشريعة الإسلامية، لا فرق بين المرأة والرجل في تولي المهام الصعبة والمعيار هو العمل الجاد وأن يظل كل إنسان نجح في مهامه السابقة في نيل الثقة لتولي المسؤوليات الأكبر".
اتهامات ضد الأزهر وعن الآراء التي تتهم الأزهر بأنه ضد المرأة ويتعسف معها في بعض المسائل مثل الزواج والطلاق والحجاب والمواريث وخلافه، أوضحت أن " جهود الأزهر الشريف مخلصة في مناصرة المرأة، والتفاعل مع قضاياها، والتأكيد على حقوقها التي كفلها لها الشرع، والحصولِ على جميع حقوقها المعنوية والأدبية والتشريعية والاجتماعية، وغيرِها من الحقوقِ التي حرمها منها البشر، وأعطاها لها اللهُ -عز وجل".
وتابعت: "والأزهر الشريف من منطلق رسالته سيستمر في نشرِ الإسلام الصحيح، وبيانِ صورته الحقيقية التي شابها الكثير من المفاهيمِ الخاطئة، وسيستمر مدافعاً عن حقوق المرأةِ التي جاء بها الإسلام، كما يحرص الأزهر على ضرورة تزكية سلوكيات المجتمع تجاهَ المرأة، وتقويم انحرافاته نحوها؛ لكي تستمر في عطائها نحو أسرتِها ومجتمعها".
وأكدت أن "الإسلام كرم المرأة، وأعطاها حقوقا كانت تفتقدها قبل الإسلام، كما منحها حقوقاً لم تمنحها لها الأديان الأخرى كما أعطاها حق المساواة، فساواها في الحق مع غيرها، كما أوصى الإسلام بالإحسان إلى المرأة، والإنفاق عليها حتى لو كانت صاحبة مال، وأياً كان موقعها سواءً أكانت أمًّا، أو أُختًا، أو زوجةً، وجعل مقياس الخَيْر في الرَّجل بمقدار خَيره مع أهله وأعطاها الإسلام حق المشورة في الزواج واختيار شريك الحياة وسؤالها عن رأيها، والاهتمام بموافقتها، وأثبت لها مهرها ونفقتها وكسوتها وكل حقوقها، وأوجب على الزوج إكرامها وفوق كل هذا أعطى الإسلام المرأة حقها في طلب العِلم، كما أعطى للمرأة الحق في العمل، كذلك للمرأة الحقّ في الميراث؛ وهذا مما حُرمت منه في الجاهليّة، وفى الحضارات القديمة، كما أنّ لها الحق في البيع، والشّراء، وامتلاك العقارات، والمساهمة في التِّجارة".
ملف الطلاب الوافدين وعن قبل تعيينها في منصبها الجديد، وعملها في ملف الطلاب الوافدين قالت إن" الأزهر الشريف يولي اهتماما خاصا بالطلاب الوافدين، باعتبارهم سفراء الوسطية في بلادهم، ورسل الترويج للدولة المصرية، وجاء قرار شيخ الأزهر بإنشاء مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب، الذي يمثل قلعة علمية جديدة من قلاع الأزهر الشريف، لتحقيق رسالة الأزهر في خدمة أبنائه من الطلاب الوافدين والأجانب، وبذل كل الجهود في تيسير العملية التعليمية لهم، حتى يعودوا إلى بلادهم سفراء للأزهر ولمنهجه الوسطى في المستقبل القريب، ويوجد بالمركز فريق عمل متكامل بتخصصات مختلفة، عكف على تطوير المناهج الدراسية، وتطوير مهارات المعلمين والأخصائيين، لرفع كفاءتهم التعليمية، كما اعتمد المركز تطبيق التحول الرقمي، فضلًا عن عمل مسابقات عالمية لأول مرة لتطوير مهارات الطلاب الوافدين، كما تم تدشين ملتقى دائم لاتحادات الطلاب الوافدين؛ للوقوف على أحوال الطلاب وتسهيل المشكلات والعقبات التي تواجههم".
ويدرس في منظومة الطلاب الوافدين في الأزهر طلابا من 137 جنسية مختلفة من جميع أنحاء العالم بحسب "الصعيدي"، وعدد الطلاب حوالي 50 ألف طالبا وطالبة يدرسون داخل قطاعات التعليم قبل الجامعي والجامعي، وأوضحت أنها "تسعى خلال الفترة الحالية لبحث آليات الوصول إلى عدد أكبر من الجنسيات، وتوسيع برامج التعليم عن بعد في عدة دول وتطويرها مثل إندونيسيا وبروناي وسنغافورة وماليزيا وتايلاند وغيرها بما يمكن هؤلاء الطلاب من التعليم في الأزهر وبما يتناسب مع عالمية هذا الصرح الديني الكبير".
وأضافت أن "هناك عددا من المهام والملفات التي ستعكف على العمل عليها خلال المرحلة المقبلة، على رأسها استكمال منظومة الوافدين التي جرى وضعها بخطة استراتيجية صالحة لـ 10 سنوات؛ لتطوير تعليم منظومة الوافدين بالأزهر، سنكمل تلك الخطوة التي استوعبت منظومة الوافدين في داخل مصر استيعابا كاملا من حيث البنية التحتية عبر المنهج والطالب والأستاذ لكي يكون إصلاحا شاملًا وهي خطة مضينا فيها بكل جدية وسنستمر فيها، أما الخطوة الثانية، هي العمل على تحقيق رسالة الأزهر العالمية، من خلال الطلاب الوافدين الموجودين في مصر، بجانب التوسع في افتتاح مراكز أزهرية بالخارج لنشر رسالته العالمية، والاستمرار في دعم نشر منهج سلسلة تعليم اللغة العربية، في كل دول العالم، وكذا تطوير الأنشطة الثقافية والرياضيَّة للطلاب الوافدين، وتوفير منظومة متكاملة لخدمة الطالب الوافد؛ للتأكيد على أن الأزهر يسعى لمساعدتهم في تحصيل العلم وحمل المنهج الأزهري الوسطي إلى بلادهم".