كالدو..
ساره سعد
الصداقة هي واحدة من أهم العلاقات الإنسانيّة، وهي بحرٌ من بحور الحياة العميقة، بل هي كنزٌ من كنوز الدنيا، إذا امتلكناها نكون قد امتلكنا كل شيء، فالإنسان يميل بفطرته لتكوين الصداقات والأصدقاء، بسبب الحاجة الفطريّة لوجود صديق له في هذه الحياة، فنرى الأطفال ببراتهم وفطرتهم ومنذ اللحظات الأولى من حياتهم يبحثون من حولهم عن صديق يحتويهم ويفهمهم ويُسليهم ويُقاسمهم ألعابهم ونشاطاتهم وأفكارهم وضحكاتهم.
الصداقة هي علاقة بين شخصين أو أكثر تقوم على الحب والمودّة والإحترام، والصديق هو بمثابة الأخ الذي لم تلده أمك بل ولدته لك الظروف والأيام، وعند اختيارنا للصديق علينا البحث عن شخص يكون وفيًا وسندًا وعونًا وناصحًا لنا لا يبتعد عن وصلنا ولا ينشغل عنا عند الحاجة له، وقد قالوا قديمًا: "اختر الصديق قبل الطريق"، مما يدل على الأهميّة الكبيرة للصديق والصداقة منذ القدم.
وجود الصديق ليس نوعًا من الترف بل هو شيء أساسي في حياة الأفراد صغارًا كانوا أم كبار، وصديقي هو حافظ سرّي، ساتر عيبي، ناصح لي، و قد تساعد الصداقات المتينة على الشفاء من بعض الأمراض المستعصية التي ليس لها علاج، بالدعم النفسي والمعنوي الذي يقدمه الأصدقاء لبعضهم البعض، والعكس صحيح فالأشخاص اللذين ليس لديهم صداقات متينة يكونون أكثر عُرضة للعديد من المشاكل النفسيّة، فالأصدقاء هم الوثاق المتين في السرّاء والضراء.
ومن أجل الاحتفاظ بروابط الصداقة قوية عليك الاعتماد على مبدأ الأخذ والعطاء، ففي بعض الأحيان لا تنتظر من صديقك أن يبادر ويدعمك أو يتصل بكوادر أنت بالإتصال والسؤال عن الحال والأحوال بين الفينة والأخرى، والتقي أصدقائك كلما سنحت الفرصة لذلك.
كما من الأمور الهامة في الصداقة عدم إفشاء الأسرار، والإبتعاد عن الغيبة أو انتقاد أصدقائك أمام الآخرين، وبدلاً من ذلك قم بتقديم النصيحة الأخويّة النابعة من القلب بعيدًا عن سمع وأنظار الآخرين حتى لا تتسبب لصديقك بالإحراج