كالدو..
عبدالقادر البياضي
قال تعالى: " وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ"
الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام الخمسة، فرض منذ زمن سيدنا إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، ولكن تم إضافة الكثير من البدع على أركانه من قبل الناس، قبل أن يأتي الإسلام ليعيد تنظّيمه، ويجعله عبادةً رئيسيةً.
والحج هو رحله بإتجاه مكة المكرمة لغفر الذنوب جمعيا لمن استطاع إليه سبيلاً، ليعود الحاج نقيّاً من الذنوب والخطايا، كمن ولدته أمه.
ولذا، فإن رحلة غفر الذنوب تحتاج إلى ترتيب وتنسيق لتكون رحلة مريحة، ممتعة، كلها تفرغ للذكر والعبادة، وهو ما تعمل عليه وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، بجهد تجتهد فيه قدر الإمكان لتوائم بين متطلبات الحج من مواصلات وسكن وتاشيرات، وغيرها الكثير، وبين الامكانيات المادية للشريحة الأكبر من الحجاج. وبين الترتيبات والامكانيات يكون هنالك العديد من الملاحظات والتي ترتبط أغلبها بطبيعة التعاقد بين الحاج وشركات الحج من حيث نوعية الخدمات، وبين تصرفات فردية لا تعمم على الآلاف.
وهذا العام هو عام استثنائي بعد توقف لمدة عامين اقتصر فيهما الحج على المواطنين السعوديين والمقيمين إثر جائحة كورونا، وهو ما أضاف لوزارة الاوقاف تحديات جديدة تتعلق بتعليمات وترتيبات خاصة بالحج والحجاج.
وشهادة حق من مقر رحلة الذنب المغفور تقوم وزارة الاوقاف ممثلة بمدير بعثات الحج الأردنية وفريقه الإداري بجهود جبارة لتحقيق الخطة التي وضعوها لتضمن أداء الفريضة في جو إيماني متكامل، ويتناسب مع التكلفة المالية على الحجاج، فكانوا ثاني اقل البعثات من حيث التكلفة المالية بعد سلطنة عُمان وبنفس الخدمات المتوفرة لحجاج باقي الدول، أو أفضل بكثير.
والأجمل أنهم خلية نحل في التواصل مع الحجاج ورصد اي ملاحظات لحلها رغم أن أغلبها سببها العقود الموقعة بين الحاج والشركات وهو الأمر الذي أيضا وعدوا بمتابعته مع هذه الشركات وحله من حلالهم، لحين انتهاء موسم الحج ومن ثم تحميلها اي تقصير ، كما قد تكون الملاحظة من ثقافة مواطن ، أو أخطاء فردية متعلقة بسوء تقدير أو بالترتيب
والأهم من اي ترتيب أو تنسيق يتقبل الله من الجميع ويكتب في صفيحة الأعمال حج مبرور للجميع، لا فيه رفث ولا جدال ولا فسوق، ويعود الجميع سالمين غانمين في دينهم وابدانهم، كما ولدتهم أمهاتهم. وندعوا الله العلي العظيم الذي جمع الناس من كل فوج عميق في هذا البلد الطيب بزمان ومكان محدد، أن يديم عليهم الأمن والأمان، وأن يحفظ لنا وطننا الأردن الحبيب وقيادته الهاشمية الحكيمة.