كالدو...
الصحفي: عبدالقادر البياضي
" وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْر تَجِدُوهُ عِنْد اللَّه "صدق الله العظيم
الإستعمار هي من الكلمات المنبوذة سمعياً، فهي مصدر لكل معاني الاضطهاد والقهر والاستعباد والسلب، وهي الرديف المباشر لكل معاني الارهاب النفسي والجسدي، ظاهرها مصلحة المستعمر لنقل ثقافته وحضارته كونها الافضل للبشرية وباطنها هو اهانه لكل جوانب الكرامة البشرية وتحطيم لكل مشاعر الانسانية.
ورغم كل ما تحمله هذه الكلمة من دلالات سيئة الا أن دولة الكويت التي إنضمت إلى منظمة العمل الدولية منذ عام 1961 وبحكمة قادتها منذ النشأة وبالغريزة الربانية في شعبها استطاعت ان تعطي هذا المصطلح معنى جمالي يحبه السائل والمسؤول.
فالكويت الي كانت تحت الحماية البريطانية منذ عام 1897 إلى عام 1961 لم تغير هذه المرحلة شيئا في مكونات قادتها وشعبها شيئا من ما جبلت علية انفسهم من صفات الانسان الحق ولم يستطع الكره او الحقد أن يجد طريق لقلبهم، فحب الغير وعمل الخير نهج ثابت ومبدأ راسخ بهدف صون كرامة الانسان دون التميز لعرق او لون او ديانة.
ودلالات هذه الغريزة الربانية برهنته الكويت منذ استقلالها بالتوقيع على 19 اتفاقية من اتفاقيات الامم المتحدة 7 منها على 8 اتفاقايت الاساسية، في حب الغير واحترام الجميع، كما أنها من الدول المانحة الأساسية للمكتب الإقليمي للدول العربية التابع لمنظمة العمل الدولية، كما أنها من اكثر الدول تبرعاً تجاه أي قضية إنسانية في العالم من خلال المؤسسات الدولية، وأكثرها نشاطاً عملياً من خلال جمعية الهلال الأحمر الكويتي الذي بدأ تأسس عام 1965 .
أما عربياً تجدها تعمل بمبدأ الحديث الشريف (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، فهي ترفض شعبا وحكومة أي اتصال حتى لو كان فرديا دولة الإحتلال لفلسطين، وهي تقف عضيداً للاهل في فلسطين دولة ومؤسسات وافراد عملياً ومادياً ومعنوياً، مرسخين جملتهم الثابته لن تنسى دماء الشهداء وعذاب الأمهات والأطفال والأسرى والجرحى وتضحيات الأجيال طوال عقود القهر والعدوان الصهيوني على فلسطين ومقدساته.
وعراقياً كانت الكويت من أوائل المسارعين لمد يد العون والإغاثة إخوتهم العراقيين بعد ما آلت اليه ظروف العراق الشقيق منذ عام 2003، حيث تعد الكويت من أكبر المانحين لللاجئين في هذا الإطار، ومتوجة مبادئها السمحه بزيارة أميرها رحمه الله الشيخ صباح الأحمد لبغداد في أعمال القمة العربية عام 2012.
كما نأت بنفسها عن جميع المجاذبات العربية والاسلامية، فكانت الطرف الداعم لاي تسوية سياسية ايجابية تحافظ على وحدة الأرض والشعب، وما الدور الذي تجهد نفسها فيه لإعادة وحد الصف الخليجي بين الإخوة ومواقفها تجاه اليمن وليبيا وسوريا وغيرها الا اكبر دليل على انها بلد لا لتعرف الا الحب والتسامح واحترام الأخر.
والحب لدى الكويتيين هو مصدرا للإلهام وسبباً للسعادة والراحة عندهم، فوصلوا بذلك لحالة التوازن النفسي لما يختزنون بانفسهم من كمية مشاعر تنتج العديد من التصرّفات والأفكار المحكومة بعواطفٍ قويّة، تجعله يرغب بحمايّة الأخرين وإسعادهم، ويُراعي مشاعرهم.
بكل هذا الحب داخلهم توج الكويتيين نفسهم كمستَعمِرين محببين لكل العالم