كالدو..
قصتنا اليوم قصة امراة مثلها مثل بقية النساء معرضة للعنف والعذاب والقهر وغباء من رجل ظنا منه انه اذكى رجال العالم بكره سيدة منزل عاديه جدا حنونه وصابرة عن كل الاذى، خائفة، ضعيفة، مكافحه تخاف الله بزوجها رغم اذاه لها ولاولادها لانها تحبهم جدا، الى ان اصبحت منهكة متعبة جدا امام ما عانته من التعب الجسدي ومن الهم والضرب والاذى النفسي بسبب الاهانة خارج المنزل وداخله، وهو ما أثر عليها سلبا في عملها، فوصفت "بعديمة الشخصية" وكل نساء العالم افضل منها، وهو ما قلل من احترام الناس لها وكبت عواطفها وقدرتها على اي عمل تقوم به.
والآن نترك لها القلم لتسطر لكم ولنا قصتها...
احيكم جميعا وكل من سيقرأ بالأخص الأمهات والنساء واخص بالذكر النساء الصامدات الصابرات المحترمات والحنونات الذين تربين في بيوت اهاليهم على مبادئ واخلاق ولكل امرأة وام لها مني تقدير خاص لانني ساخاطبهم جميعا بلساني انا التي سأروي قصتي الصغيرة عليكم .
ماذا ساروي لكم اختصار لسنوات كثيرة مرت، لاني كرهت الشكوى والكلام لغير الله مذلة، ولكن سأروي لعل يعتبر غيري، بعدأن إتخذت القرار الصحيح وبدا صوتي يخرج بعد ضعفي، بعد ان كنت انزف جريحه ضعيفه لا اقوى على الكلام ولا على الفعل لكن كل دمعه وراها قصه، وكل حكايه وراها قوة واصرار ليصبح صاحبها اقوى واقوى الى ان يخرج من قوقعته.
سأبدا من البداية...
انا طفله صغيره كبرت في احضان أمي وأبي، الحمدلله لم أحرم من شئ، كبيرة إخوتي ومدللة ابي الحنون الكريم وامي المثاليه، عصبية لكنها جميله جدا باهتمامها بنا، الى أن جاء نصيبي بالزواج ولكن في بلد غير بلدي، وكانت فرصة تحلم بها الكثيرات حيث أنني ساذهب لبلد جديدة، ظننت انني مميزة بزواجي عن بقية عائلتي، كنت فرحه جدا وانا مسافرة معه، تزوجنا وبقيت معه ومع اسرته، والحمدلله منذ البداية وباختصار عائلته لم تقصر معي بقله الاحترام وفنون التعذيب النفسي ومعاملتي كخادمة لهم ، لم يحترموني ولم يحبوني
في هذه الاثناء كان يحتضني ليدافع عني من ظلم أهله، فقد كان من الناس الذين لا يحترمون اهلهم اطلاقا وكان مسلسل الأحترم فترة وتمر، حفاظا على ماء وجهه أمامهم.
كان غريبا بكل شي بأدبه، بوقاحتة، بهدوءة،وعصبيته، يمتلك هذه الصفات بطريقة غريبة، ذكي ذكاء الثعالب لا أستطيع أن أصفه، حنون لبرهه،و قاسي لبرهه، لكي يتحكم بجميع من حوله ظنا منه بأنه ذكي، يحب السلطة بطريقة عجيبة لكن رغم هذا اكتشفت كذبه مبكرا .
كان مريضا بالشك... نعم انه المرض الذي ليس له دواء ، ضننتها بالبداية غيره عادية ولكنها كانت شئ يشبه المرض .
ومن ظلم أهله في البداية الى ظلمه في النهاية، فغندما انتقلنا للعيش في بيت منفصل سرعان ما بدأ غضبه وسخطه وقذارته وظلمه بالظهور وبطريقه عجيبة، فكان يقوم بمصالحتي ومراضاتي، وبكل طيبة كنت اصدقه كنت اشعر باني عصفور صغير محبوس في قفص يحركه حيث يشاء وممنوع أن يخرج أبدا من القفص وأن خرج يكن ممسكا به بيده حتى لا يطير.
بقيت هكذا اعواما واعوام وحاولت الفرار أثناء زيارتي لأهلي معه ومع أطفالي ولكن دون فائدة لانني كنت متعلقة باولادي كثيرا،كانت غيرته غير عادية ولكن مع الوقت أعتدن الأمر ، سأصبر فكل الناس لديها مشاكل
كلمات وكلمات أبرر فيها لنفسي تصرفاته، وموضوع الطلاق أمر لا يشجع عليه أحد فالجميع يقول بأن الحياة صعبة ،وكلمة الطلاق سهلة جدا ولكن الواقع مختلف، نظرا للظروف التي تمر بها عائلتي.
أختان مطلقتان وليس لهما ذنب في الطلاق فأحداهن تطلقت بعد أسبوع وتزوج زوجها بدلا منها بأمرأة مطلقة ومن ثم تبين بأنها حامل ، والثانية تطلقت بعد شهر وهي حامل فكيف لي الآن وبعد كل هذا وبعد هذه السنوات ان اقول بأنني بحالة يأس ، وأريد الطلاق ، لن يرحمني أحد ، لن يرحمني المجتمع ابدا ، وسيقول بأن العيب فينا ، وكلام الناس لا يرحم وهذا هو الغباء كل الغباء بأن نهتم لكلام الناس على حساب راحتنا وكرامتنا.
صبرت وصبرت حتى وصلت لبداية نهاية قصتي، قابلت العديد من النساء وكل واحدة ولها قصة في حياتها لكنني أنا من امتلكت اكثر القصص وأبشعها وكل قصص الظلم والخيانة والهجران والتعذيب والاضطهاد، ولكن يهون كل ذلك من اجل اطفالي، ولكن في نفس الوقت لن اصبر او اسامح عند رؤية دموع أبنائي وهم ويعانون الظلم معي.
حطمني بكل معنى الكلمة فحتى اطفالي أدخلهم بمقارنات لا معنى لها مع الأخرين، فلم يكن أبا لهم في يوم من الايام ، فكيف لهم ان ينجحوا في ظل ظروفهم وعذابهم فهم لا ياكلون جيدا ولا ينامون جيدا ولا يدرسون جيدا ، كما اصبحوا مرهقين تماما، محملين بالديون واصبحنا لا نعرف كم علينا دين وهل قام بسدادها أم لا، وقروض وكذب اخ اخ .
شهرين تملكني البرود والتبلد في مشاعري، حيث أحسست بأن الحياة قد توقفت، ولم اعد اشعر بمرور الأيام، ومع الوقت بدأت افقد أحاسيس الأمومة من حب وحنان، فأصبحت أعمل كآلة لا أكثر ولكن كل هذا العذاب الذي مررت به أصبح مصدر قوتي وأصراري لأنهي عذاب أطفالي قبل عذابي، فلم أعد احتمل بأن ارى ابني الصغير يقف مضطرا أمامه للدفاع عني بدل أخيه الكبير الغير موجود وهو يجرني من شعري ويتلفظ باشبع الكلمات وهو بحالة سكر شديدة .
كيف لي الأ اقف من جديد وأنا اراه يزداد ظلما، حتى وصل به الامر لمنع ابنتي الصغيرة من الذهاب لمدرستها ولاتفه الاسباب ، والقيام بضربها فلم أعد أحتمل رؤيتها تختبئ خوفا منه تحت الطاولة .
كيف لي الأ اقف من جديد وأنا اصبحت أرى أبنتي الكبيرة وهي تستمع لأقذر الألفاظ منه وتجبر على العمل في مثل عمرها لتقوم بسداد ديونه والمساهمة في مصروف المنزل.
كيف لي الأ اقف من جديد وانا ارى ابني الشاب أنهكته الحياة قبل ان يبدأ فلا يسمع سوى الصراخ ، كان يقضى أيامه في مخافر الشرطة وفي الشوارع يجري خلف مشاكل والده.
شاب كان اقصى طموحاته منذ الطفولة كما هي طموحاتنا أن ينام ليلة هاادئة كبقية الخلق حتى أصبحت أخشى على حياتي وحياة أبنائي منه ، حيث أنه فاقد الوعي في معظم أوقاته من شدة السكر.
كفى كفى.. لن أحتمل المزيد ولن أحتمل شعور ابني الشاب بالاهانة وهو مكتوف الايدي لا يملك من أمره شيئا وهو يرى والده يتلذذ بأهانتنا وتحطيمنا نفسيا ولفظيا .
سأخرج انا ومعي أبنائي من سجنه ومن سجن المجتمع، فحريتنا أقدس من كلام الناس والمجتمع، لم أعد أبالي باي شيء، لا تقاليد ولا عادات ولا دين ولا خوف، فكل هذا لا يساوي قلب أم مجروحة على ابنائها.
أريد الحياة ، أريد أن أعيش أنا واطفالي يومنا العادي جدا بلا خوف وبلا ترقب، نشعر كما يشعر الاخرون، وقد حصلت على هذا بمساعده اتحاد المرأه ولهم جزيل الشكر ومع الجمعيات أصبحت أقوى، لقد أعطوني الدعم النفسي والمادي، وأصبحت اكثر قوة وأصرارا.
نعم عدت لأتصالح مع نفسي القديمة، تلك الصغيرة المحبة للحياة الطموحة التي تتباهى بكلام المديح عندما كانت الاولى بمدرستها .
هذه روايتة من روايات وقصص كثر، شاركونا بعضا من قصصكم ليتعض ويستفيد غيركم