كالدو...
فيوليت سمير جانبيك
مديرة الجمعية الشركسية / ناعور
برغم حرصهم على التمسك بعادات الآباء والأجداد، في كل شيء، الا إن الشركس لم يعودوا يستخدمون زيهم التراثي، لأسباب عديدة منها عدم ملاءمته للمناخ، وربما لثمنه الغالي، لكنهم يهتمون لارتدائه في يومه العالمي. وفي التاسع والعشرين من شهر ايلول من كل عام، يحتفل الشركس بزيهم التراثي والذي أقرّ من قبل المنظمة الشركسية تعزيزا للحفاظ على هذا الموروث، والعمل على تعريف الشركس وغيرهم بخصائصه وميزاته.
ان "منشأ القبائل الشركسية يقع في شمال القوقاز، ويشمل اديغة، شيشان، لزجين، افار. ولكن عندما حاولت الإمبراطورية الروسية القضاء عليها في ستينات القرن التاسع عشر، والتي تسببت بمقتل نحو (800,000 ـ 1,500,000) شركسي، بينما استطاع المتبقي منهم الهجرة إلى المملكة العثمانية، التي اهتمت بتوطينهم في بعض المناطق المختلفة في الشرق الأوسط منها العراق. وتحديدا في قرية (الحميدات) في ديالى. وهناك ما يعدل نحو 6 ملايين شركسي حول العالم. تعيش الغالبية الكبرى منهم (3 مليون) في تركيا. بينما تعيش الغالبية الصغرى 500 شركسي في هولندا. ويتوزع آخرون على بلدان أخرى، بينها سوريا، الأردن، العراق وفلسطين. العدد الاجمالي للشركس في العراق غير معروف، لكن يقدر بحوالي بين (30,000) الى (50,000). واعتنق الشركس الإسلام في القرن السادس عشر بتأثير من العثمانيين، وكانوا قبل ذلك مسيحيين، وبعضهم وثنيون، ويُشكّل المسلمون السنّة أكثرية الشركس في يومنا هذا.
(يعتبر الزي التقليدي جزء من الهوية الشركسية) ان "أعيادنا الوطنية تعمق من معرفتنا لذاتنا، وتزيد من وعينا وإدراكنا القومي"، وان "يوم الزي القومي الشركسي هو من بين أهمها ، وبدأ الشراكسة في البلدان التي يعيشون فيها يحتفلون به سنويا . ويشكل الزي الشركسي للرجل أو المرأة، دوما، موضوعا يتغزل فيه الشعراء والأدباء، وهو جزء لا يتجزأ من شموخ الشركسي والأنوثة الشركسية.
العديد من الكتب الغربية تسمي الزي الشركسي "اللباس القوزاقي" علما بأن القوزاق الذين أتوا وسكنوا القوقاز أخذوا الزي الشركسي واعتمدوه زيا شعبيا، وهو حتى هذا اليوم يسمى باللغة الروسية” شركيسكا”. أي يعرف بأنه شركسي. ان تفاصيله "تنعكس على طبيعة المناطق التي يسكنون فيها، ويلاحظ ايضا طغيان الالوان القاتمة فيها، مثل البني والاسود القاتم والمستمدة من (الذئب الأغبر)، وهو لون يشبه الرصاصي القاتم، ويعتبر شعارا مقدسا لديهم.
ويتألف اللباس التقليدي للرجل الشركسي من سروال ملون فضفاض. ويتميزون باهتمامهم بهذه القطعة تحديدا اكثر من باقي القطع، وذلك يعود لحبهم للدبكات التي تعتمد على حركات الارجل، اكثر من باقي الاجزاء.
ويتوسط الزي سكين طويل مستقيم، بالإضافة إلى قميص تُلبس فوقه سترة فضفاضة من الجلد مع جيوب خاصة للرصاص، وينتعل الرجل حذاء طويلا من الجلد، أما غطاء الرأس فهو قبعة سوداء اللون، مصنوعة من الجلد او الصوف، نظرا لمنطقتهم الباردة.
أما لباس المرأة الشركسية التقليدي، فهو عبارة عن ثوب طويل فضفاض من قطعتين، تتوسطه زخارف خفيفة في منطقة الصدر، مع قبعة طويلة يتدلى من أعلاها منديل شفاف ليغطي الرأس (تمثل التزامهن بتعاليم الدين). ولربطة الرأس قيمة معنوية لدى الشركس، فإنه في حال تم رميها من قبل احدى النساء فإن على الرجال انتكاس رؤوسهم توقيرا لها، وانهاء الخصام الموجود؛ حيث توقفت الكثير من الحروب والمعارك لرمي ربطة الرأس من قبل نسوة الشركس.
الزي الشركسي، أصبح الان يرتدى فقط في المناسبات العائلية وحفلات الزواج، اضافة الى ارتدائه من قبل بعض الحرس الملكي الأردني الرسمي . .