كالدو..
هل تساءلت يوماً كيف يمكن لأكواخ الثلج حماية الإسكيمو من البرد؟!على طول المساحة الشاسعة الممتدة من سواحل قارة أمريكا الشماليّة حتى شمال شرق سيبيريا، يعيش شعبٌ مكافح وصامد منذ آلاف السنين، يدعى “إنويت”، أو “الإسكيمو” كما نعرفهم منازل الإسكيمو الجليدية على طول المساحة الشاسعة الممتدة من سواحل قارة أمريكا الشماليّة حتى شمال شرق سيبيريا، يعيش شعبٌ مكـ.ـافح وصامد منذ آلاف السنين، يدعى “إنويت”، أو “الإسكيمو” كما نعرفهم.وعلى الرغم من أنه لا مدن ولا بلدات في تلك المناطق فإنَّ الحياة هناك مستمرة، فشعب الإسكيمو منسجمون بشكل مذهل مع نمط الحياة القاسي الذي لا يستطيعون مفارقته حتى بما أنّ الحياة في المناطق التي يعيش فيها الإسكيمو هي مناطق قاسية البرودة غالبية شهور السنة، فقد لجأوا منذ آلاف السنين إلى تشييد أكواخ جليدية للعيش فيها والاحتماء من العواصف الثلجية والبرد القارس، تُعرف باسم “إيغلوا”، المميزة بشكلها الذي يشبه القبّة وفق موقع Wonderful Engineering ولكن هل يمكن حقاً الاحتماء من البرد بالسكن في منازل جليدية؟! هل راودكم هذا السؤال من قبل كيف تحمي الأكواخ الجليدية الإسكيمو من البرد؟ يصنع الإسكيمو منازلهم من الجليد والثلج المضغوط، الذي يتم إخراجه مباشرة من تحت الأرض، هذه الكُتل يتم رصّها بجانب بعضها البعض حول حفرة وبما أنَّ للجليد العديد من جيوب الهواء في المتر المكعب، فإنه يُعتبر عازلاً جيداً للحرارة، فضلاً عن كونه خفيفاً ومستقراً أما عن آلية التدفئة داخل البيت، فيتم الاعتماد على الحرارة التي يبعثها جسم الإنسان، أو على مصدر حرارة خارجي كالنار. فقوة الجليد العازلة تمنع الحرارة داخل الكوخ من الخروج أضِف إلى ذلك أن الشكل السلس للكوخ، على شكل قبة، يسمح للبناء بأن يبقى مستقراً ومقاوِماً لهُبوب الرياح القوية أما داخل الكوخ، فقد صُمِّم على شكل طبقات، بحيث ينام ساكنوه في الطبقة العلوية، أما الطبقة السفلية، التي عادةً ما تكون باردة، فتُستعمل لإشعال النار وتأدية الأنشطة المنزلية المختلفة كالطهي حيث تعمل النار على تدفئة الهواء المحيط ليرتفع للأعلى؛ حيث الطبقة الثانية، ويبقى الهواء البارد في الأسفل. هذا التصميم يسمح للأجزاء العلوية من الكوخ بالبقاء أكثر دفئاً ويُمكن أن تصل درجة الحرارة داخل كوخ الإسكيمو إلى 20 درجة مئوية. قد تظنها درجة منخفضة لكنها مرتفعة للغاية نظراً للبيئة المُحيطة، التي يُمكن أن تصل درجات الحرارة فيها إلى -50 درجة مئوية. كما أنه كلما زاد عدد الأفراد في الكوخ ارتفعت درجة الحرارة أكثر. الإسكيمو (eskimos أو eskimaux) أو الانيوت أو اليوبيك أو الانيوبيات أو اليوبيك، كلها تسميات تطلق على الشجعان، مجذفوا قوارب الكاياك الذين يسكنون المناطق الشمالية، في أقسى الظروف التي عرفها الإنسان لكن ماذا نعرف عن هؤلاء؟ سوى منازلهم الجليدية وسهام صيد الحيتان ومعاطفهم التي تلف أجسامه؛ فالحقيقة أن أغلب الناس لا يعرفون الشيء الكثير عن هؤلاء الصيادين التاريخيين الذي احترفوا القنـ.ـص، وعن نسلهم ويُعتقد أن أصل كلمة إسكيمو يعود إلى اللغة الدنماركية أو الفرنسية (من الكلمة eskimeaux)، إلا أنه من المحتمل أن يعود أصل هذا الاسم إلى اللغة الألغوكيانية من لفظة ”askimo“، لكن الباحثين لا يجمعون على أن هذه اللفظة تعني إما ”آكلوا اللحم“ أو ”صائد السمك ذو الحذاء الثلجي“. لا يزال العديد من الاسكيمو يعتبرون هذه الكلمة إسا.ءة لهم، ولهذا سنتجنب استعمالها من الآن فصاعدا في أي موضوع كان احتراما لهذا الشعب الفخور. إن التسمية التي تحظى بقبول شامل ويتداول استعمالها بشكل صحيح (وهي التسمية التي يستعملها هذا الشعب نفسه) هي ”الإنيوت“، وهي في الحقيقة تسمية جامعة؛ فشعب الانيوت ينتمي إلى الجماعات الثقافية التي تسمى اليوبيكوالاينوبيات، وهي تمتلك عدة فروع عندما نستعمل تسمية الأنيوت، لا يدرك الكثيرون أنها تحيل إلى الجمع؛ فمفردها هو ”انوك“ تكون قبلة الاسكيمو بملامسة الشخص أنف صاحبه تعبيرا عن العاطفة الموجودة بينهما، إذ أن شعب الانيوت، عوض طريقة التقبيل العادية، يستعملون ملامسة الأنف، لأن التقبيل العادي يجمد لعابهم ويؤدي إلى التصاق شفاههم، وهذا يشكل خطرا عليهم. والحقيقة أن لهذه الطريقة مزايا كثيرة يغفل عنها العديد من الناس تسمى قبلة الايسكيمو بـ”كونيك“، وهي أكبر من ملامسة الأنفين، إذ أنها تعبير عن الشكر بامتنان، ويقوم بها الأزواج أو الأطفال أو آباؤهم. وتبدو طريقة التقبيل هذه أنها مجرد احتكاك للأنفين، لكن الشخصين اللذين يقبلان بعضهما البعض يشمان رائحة شعريهما وخدودهما (هناك غدد للرائحة في خدود الإنسان). هذه الطريقة تسمح للمتعانقين بالتعرف على بعضيهما حتى بعدم الرؤية، وذلك عن طريق الرائحة التي تعد توقيعا لهما رغم تأثر شعب الاسكيمو بالطعام الغربي إثر وصول محلات البيع، فإن نمطهم التاريخيفي الأكل يبقى رائعا، فالنباتي قد يشق عليه العيش في قبائلهم؛ فهم يعيشون في بيئة قاحلة وباردة، لذا فنمط غذائهم يرتكز أساسا على اللحوم بمختلف أنواعها، وعلى نحو أقل على التوت البري والطحالب البحرية. حتى في العصور الحديثة، لا تزال الفواكه والخضر قليلة الوفرة وباهظة الثمن، وعليه لا يزالون يعتمدون على الأرض في غذائهم لقد كان شعب الاسكيمو صيادون متمرسون إلى درجة أنهم كانوا قادرين على قنـ.ـص كل شيء، فكانوا يعيشون على لحوم الوعل والمرقط وحصان البحر والحوت، ومختلف الأسماك والطيور، وحتى الدب القطبي. كما يمتلكون العديد من الطرق التقليدية لتحضير الطعام؛ مثل التجفيف والطهي باستعمال زيت الحوت أو دفـ.ـنها في الأرض حتى تتخمر طبيعيا، وهناك بعض الأطعمة لا تُطهى. البعض منهم يعتبرون السمك الأبيض المتجمد طعاما شهيا قد يبدو لنا أن نمط الغذاء الذي يعتمد على اللحم بشكل كبير يؤدي إلى مشاكل صحية معقدة، لكن شعب الاسكيمو الذي يتبع ذلك يعد من أكثر الشعوب التي تتمتع بصحة جيدة في العالم. إن هذه المفارقة ظلت لزمن طويل موضوعا شغل مساحة مهمة في البحث العلمي