كالدو..
بيان مقبل
خلّفت الأحداث الأليمة التي شهدتها الدول العربية لجوء وتشرد الملايين، غالبيتهم أصبحوا تحت خط الفقر، بالإضافة إلى الصدمات النفسية التي تعرضوا لها، مما أدى إلى إصابة الكثيرين بمرض الاضطراب النفسي ما بعد الصدمة ، نتيجة تجاربهم السابقة ناهيك عن أوضاعهم الحالية وانخفاض الدعم الاجتماعي والنفسي.
حيث أشارت دراسات أجريت على الصحة النفسية للاجئين إلى ارتفاع معدلات انتشار الاضطرابات النفسية فيما بينهم ، وتضيف أن العبء النفسي على هؤلاء اللاجئين لا يزال مرتفعًا بمرور الوقت، على الرغم من تحسن الظروف المعيشية جزئيًا، مؤكدة على أهمية التدخلات العلاجية.
فيما أفادت هذه الدراسات بأن تأمين السلامة والحاجات الأساسية مثل الماء والطعام هو التدخّل الأهمّ لدعم الصحة النفسية عند اللاجئين وعند الأشخاص الذين يعيشون في المناطق التي تتعرّض للحرب .
فمع مرور الزمن، يصبح من المهم أن يعيش الناس حياة طبيعية قدر الإمكان ، فإذا أخذ الأفراد اللاجئون على عاتقهم مسؤوليات وأدوارًا محدَّدة، فسوف يديرون بأنفسهم عملية الإغاثة، الأمر الذي سيخفف الشعور بالاتكالية والعجز .
وأشارت شارلوت فيليبس رئيسة الفريق المعنوي بحقوق اللاجئين في منظمة العفو الدولية ، بأن اللاجئين يعانون من مشاكل نفسية صعبة ومختلفة لعدة أسباب وهي : الحزن والحداد ، التعرض للعنف المرعب ، الإصابات والأمراض البدنية والعيش في بيئة خالية من الشبكات الاجتماعية .
كما صرحت فيليبس بأن العامل الصحي ، تسليم المسؤوليات ، تنظيم النشاطات الجماعية ، إرشاد الفرد وتأمين الأدوية ، يؤدون دورا كبيرا وعاملا مهما في تعزيز الصحة النفسية للاجئين .
ولكن في سياق آخر فقد افتقرت العديد من الدراسات إلى التمويل المناسب، ما أدّى في النهاية إلى توليد بيانات محدودة، لأن الوضع المالي المتدهور هو عامل قوي يساهم في المعاناة، وهناك العديد من التحقيقات والإجراءات الطبية الحاسمة التي لم يتمَّ إجراؤها في معظم الدراسات حول الصحة النفسية للاجئين ، وهذا يعكس بعض النتائج السلبية التي عانى منها اللاجئين الذين تأثروا بالحرب .
والجدير بالذكر بأن معظم المنظمات والجمعيات تركز على توفير الضروريات مثل الطعام والملبس والمأوى، فيما تشدد بأنه يجب عدم نسيان الصحة النفسية لهؤلاء اللاجئين لانها تعتبر أكثر أهمية من بين الاحتياجات الأخرى للاجئين، ولا شكّ بأنه يجب التطرق والتوجه إلى دراسات أكثر حساسية ومنهجية حول الصحة النفسية للاجئين.