كالدو...
جود حمدان الختالين
بِمَاذَا تُوصَف الَّذِينَ لَمْ يَرْوِ حَنَانٌ الْأَب وَكَيْف لَنَا أَنْ نَتَحَدَّثَ عَنْ الَّذِينَ تركو بِنِصْف طَرِيق باكِين يُرِيدُون إعَادَةِ مَنْ ذهبو وَكَيْفَ لِي بتحدث عَن طِفْل رَأَى وَالِدِه مكفن وَطُول طقوس الْأَعِزَّاء يَلْعَبُ مَعَ الْأَوْلَادِ الَّذِينَ حضرو باكِين عَلَى وَالِدِهِ وهوه مَازَال يُمَارِس جَهِل مَعَ أَنَّ قَلْبِه قَدْ تَمَزَّقَ منذو لَحْظَة تَوَقَّف قَلْب أَبَاه عَن النَبْض، لَكِنْ كَيْفَ لَهُمْ أَنْ يعلمو ذَلِك وهوُ مَازَال يَلْعَب بِصَوْتٍ خَافِتٍ.
مَنْ هُمْ الَّذِينَ ذَهَبُوا ، وَكَيْف ذهبو وَبِأَيّ حَقٌّ قَدْ ذهبو وَهَل نَحْنُ مِنْ ذَهَبْنَا أَم هُمْ الَّذِينَ نسو مَاذَا تركو ، كَيْفَ لَنَا بِحُبِّكُم وَالْوُثُوق بِكُم وَأَنْتُم الْأَرْضِ الَّذِينَ خَلَقْتُم مِنْهَا أَخَذَتْكُم وَلَم تعدكم وَلَم تخبركم بلموعد وجميعا لَنَا مَوْعِد وسنذهب رُبَّمَا نَتْرُك وَرُبَّمَا لَا نَتْرُك.
ماهُو الْفَقْد لَيْس ضَيَاع أَم غِيَاب الْأَحِبَّة هُوَّة شَتَاتٌ بِحَدِّ ذَاتِهِ ماهُو الْحُبِّ؟؟ أَحَبُّ غَرِيبٌ أَم حُبّ يَخْلُق مَعَك وَيُكَبِّر مَعَك لَا أَدْرِي وَلَا أَصَّدَّقَ كَيْفَ تَرَكْت لَكِنْ لَا أُصَدِّقُ خَبَر الْمَوْت نَفْسِهِ فَكَيْفَ لِي بِتَصْدِيق تُرْكِيّ أَشْعَر إِنَّك بِجَانِبَي لَكِن ذِكْرَيَات شَيْءٌ فَوْقَ الْمَشَاعِر وَفَوْق الْقَلْب وَفَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ أَنَّهَا إحْدَاث عَاشَت مَعَنَا وستموت مَعَنَا وَإِذَا خانتنا ذَاكِرَة إنَّ اللَّهَ وَأَنَّ إلَيْهِ رَاجِعُونَ.
لَسْنَا لِأَحَدٍ أَنْ اللَّهَ وَحْدَهُ والكل شَيْءٍ حِكْمَةٌ وَمِنْ أَعْظَمِ الْحُكْم هِي أَنَّنَا نخفي ضَعُفْنَا أَنْ لَا يبان جرحنا ع جبيننا لَكِنْ مِنْ حَقِّ الْعَيْنِ بذرف الحِمم النَّارِيَّة عَلَى هَيْئَةِ دُمُوع لِكَيْ لاَ تَحْتَرِق وُجُوهَنَا رُبَّمَا لَا يُوجَدُ أَكْبَرُ مِنْ أَلَمِي بِنِسْبَة إلَيّ لَكِن الْقُلُوب مُثْقَلَةٌ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَيُوجَد بقلوبنا أَبْوَاب صَعُب أَقْفَالُهَا بِأَحْكَام إذَا هَبَّتْ رِيَاحٌ نَعُودُ إلَى ماكنا عَلَيْه وَنَطْلُب مِنْ اللَّهِ الْعَوْنَ و لِذَلِك الصَّبْرُ مِفْتَاحُ الْفَرَجِ لَكِنْ مِنْ هَذَا الَّذِي يُخْبِرُهُم بِكُلّ بِسَاطِه أَن أَرْوَاحَنَا مُتَعَلِّقَةٌ بِهِمْ مِنْ هَذَا الَّذِي يُفْصِحُ لَهُمْ عَنْ عُمْق الْجُرْحُ فِي قُلُوبِنَا مِنْ الَّذِي يَدُلُّهُمْ عَلَى طَرِيقِ لِسَلْب مَشَاعِرِنَا مِنَّا وَمَعَ ذَلِكَ تَمْر الْأَيَّام ، ،
أ أُخْبِرُكُم بُسْر عَمِيق وَهَذَا لَيْسَ سِرِّي وَحْدِي أَنَا أَيْقَن ذَلِك وَالْجَمِيع يُخْفِي شَيْءٌ عَنْ نَفْسِهِ وَلَا يُرِيدُ المصارحة ! ! ! لَكِنَّه ثَقِيلٌ ع لِسَان يُؤْلِم الْقَلْب أَيَّامِنَا تَمْر بِمُرُور الْوَقْتِ وَ تَارِيخ لَكِن نتعثر بِجِرَاح الْقَلْب كُلّ تَارَة نتبعثر مَعَ كُلِّ عَثْرَةٍ مِنْ الْحَنِين ويالها مِنْ حَيَاةِ ظَالِمِه أَنَا صَدِيق نَفْسِي لَا أَخْبَرَهَا وَلَا أَحْدَثَهَا عَن سعادتي عِنْدَمَا أَفْرَح وأبوح فَقَط عِنْدَمَا أَتَأَلَّم هِيه الَّتِي تواسيني بِلَيْل أَجْل أَنَا الَّذِي أُخْفِي أَلَمِي وَلَا أَتَحَدّث عَنْهُ فَقَطْ بَيْنِي وَبَيْنَهَا وَلَمْ تُبْقِي لِي أصْدِقَاء عَنْ أَيِّ طمعً قَاسِي أَتَحَدّث يالك مِن مُثِيرَةٌ لشفقة ، ، (ومن هُنَا تَبْدَأ حكايتنا) .
يوجد فَتَاة (اسمها عَهْد )هذه الفَتَاة مُطِيعَةٌ جِدًّا لَكِن بِطَرِيقِه لَيْسَت تُشِيرُ إلَى ذَلِكَ حَتَّى ملابِسَها وتصرفاتها ك الْأَوْلَاد تَمَامًا مَعَ أَنَّهَا عُمْرِهَا كَانَ صَغِيرَ لَكِنَّهَا تتحلا بلقوة وَشَجَاعَة يَسْكُن بِدَاخِلِهَا حُبّ لِأَتَعَلَّم بِهِ لَكِنْ مِنْ مصغرها ف هِيه تَعِيش مَعَ أُمِّهَا وَإِخْوَتَهَا ٤ اثْنَيْن ذُكُور وفتاة وَاحِدَة وهيه ثَانِيَة وياترا هَل أَبَاه متوفي ؟ ؟
لَكِنْ لَا لَمْ يَكُنْ يَسْكُن مَعَهُم بِنَفْس الْمَنْزِل لَمْ يَكُنْ يحتويهم وَلَا يَعْلَمُ مَا حَالِهِم مَع إِنَّهُ كَانَ يَسْكُنُ بلمنزل الَّذِي فَوْقَهُمْ وَمَرَّت هَذِه طُفُولَة بِدُون أَبٍ مَعَ مَشَاكِلَ عَائِلِيَّةٍ مُسْتَمِرَّة وَكَانَت متفوقة بدراستها وهيه مَحْبُوبَةٌ جِدًّا وَعِنْدَهَا طَاقَة لِمُسَاعَدَة مِن يَنْدَه لَهَا فِي يَوْمِ مِنْ الْأَيَّامِ كَانَ عُمَرُ عَهْد عَشْرَة سَنَوَات كَانَ عُمَرُ وَالِدَهَا أربعة وخمسون
سُنَّةٌ أَبَاهَا كَبِيرٌ في العمر، لِأَنَّ أُمَّهَا لَمْ تَكُنْ الزَّوْجَةُ الْأُولَى بَلْ هِيه ثَانِيَة وَلَمْ يَكُنْ الْأَبُ سَعِيد مَع الِاثْنَتَيْن لَا أَحَدَ يَعْلَمُ كَيْفَ تَفْكير هَذَا الْأَبَ، فَهو مُحِبٌّ وَلَكِن قَاسِي حَنونٌ وَلَكِن عَصَبِيٌّ جِدًّا كَانَ يُحِبُّ أَوْلَادِه لَكِنْ لَا يَتصرف كذلك كَانَ يَخَافُ مِنْ الجَمِيعِ حتى من نفسة بأن تلين ذات يوم وبِأَنْ يَحْصُلَ مَعَهُ أَيْ مَرَضٍ ولَا أَحَدَ يَعْتَنِي بِهِ.
كَانَ يُفَكِّر الْأَب كَثِيرًا هَلْ تَرْبِيَتَه صَالَحَه هَل رَبِّى أَوْلَادِه أَمْ لَمْ يَرَاهُم أَبَدًا وَكَانَ يُحِبُّ الْعَمَل بِشَكْل يُثِير الْعُجْب كَانَ رَجُلٌ بِمَعْنَى الْكَلِمَةِ لَكِن عَهْد لَم تَعِيش مَع وَالِدَهَا لِكَي تَعْلَم ماهُو ف فِعْلًا رُؤْيَة شَخْصٌ لِمُدَّة دَقَائِق لاتظهر مَا هُوَّ لِأَتَعَلَّم الْحَبّ وَلَا مابداخل قَلْب والدها بَعْدَ ذَلِكَ.
قَرَّرْت عَهْد ! الاقتراب مِن والدها وتحدي مخاوفها وَتَخْفِيف حَمْلِهَا عَنْ أُمِّهَا ماهُو قَرَار عَهْد وَبِمَاذَا ستتحدى نَفْسِهَا ! أَلَيْسَ مِنْ صَعُبَ اقْتِرَاب مِنْ شَخْصٍ لَا يضهر مابقلبه؟؟ هَل يريدك ؟؟ أَم يُرِيد الاِبْتِعَاد عَنْك بَعْدَ ذَلِك؟؟
صَعِدْت عَلَى بَيْتِ وَالِدَهَا الَّذِي يَعِيشُ بِهِ وَحْدَهُ قَبْلَ دَقّ بَابِ الْمَنْزِلِ سَأَلْت نَفْسِهَا مِرَارًا وتكرارا هَل سيدخلني؟؟ هَل سيتقبلني؟؟ اِسْتَغْرَبْت مِنْ أُسْلُوبٍ الْأَب الْجَمِيل الْمَغْرُوس بالحزن هَل هُو وَحِيدٌ أَم تَعِيس؟؟ أَم يُرِيد رَفِيقٍ لَهُ يُشَارِكُه وَحْدَتِه؟؟
لَكِن هَجَمَت عَلَيْهَا الْأَفْكَار سَيِّئَة لَم تَتْرُكُهَا ف لِمَاذَا أَبِي لَا يَعِيشُ مَعَنَا ف نَحْن لَن نرفض وُجُودِه وَلِمَاذَا هُوَّة قَاسِي بنضرات حُبّ ، ف بَعْدَ ذَلِكَ الْمَوْقِفِ عَاشَت بِقَلْب وَالِدَهَا سَنَوَات وهوه عَاش بِقَلْبِهَا عُمَر بِأَكْمَلِه ، أَجْمَل الْحَبّ حُبّ الْأَب وَأَكْثَر أطمئنينة حَضْنُه بَدَأَت بتقرب مِن وَالِدَهَا بِجُلُوس عِنْدَه وَمُسَاعَدَتُه بِانْتِظَارِه الْعَوْدَة مِنْ الْعَمَلِ وبذهابه إلَى الْعَمَلِ أصحبت حبيبة وَالِدَهَا وصديقته، قَدْ كَانَتْ أَلْصَدِيق الْقَرِيب والحبيبة الْمُسَاعَدَة.
بَعْدَ ذَلِكَ قَرَّرَ الْأَب مُمَارَسَة الرِيَاضَة وَالحِفَاظِ عَلَى صِحَّتِهِ أَكْثَر فثِقَته صَعْبَة جِدًّا أَنْ تَعْتمِدُ عَلَى أَحَدٍ ليَعْتَنِي بِه.
وَقْت عازتك عَاش الْأَب بِوَهْم كَبِيرٌ قَاسِي لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَوْلَادِهِ غَيْر بَارٌّ بِهِ لَكِنْ لِكُلٍّ مِنْهُمْ حُبّ بِطَرِيقِه لاتشبه الْأُخْرَى مَعَ أَنَّهُ كَانَ يُمَارِس دُور الْأَبِ الَّذِي لايهمه أَحَدٌ وَلَيْسَ بحاجة أَحَدٍ، لَكِنْ لِلْعَيْنَيْن كِيان يَبْكِي وَيَجْلِس يَتَحَدَّث بَدَلًا مِنْ لِسَانٍ لَكِن بلطافة وَصَدَق، وَلِهَذَا عَهْد أَحَبَّهَا وَالِدَهَا لِأَنَّه بِجَمِيع حَالَاتِهَا كَانَت تَعَطَّفَ عَلَيْهِ وَلَا تَنْزَعِج مِن صُراخَه الْمُسْتَمِرّ.
أَدْرَك أَنَّهَا لاتريد طلبات وَمَال كأَخَوَاتِهَا لَا يَحْضُرُونَ غَيْر لِطَلَب لَيْس لِسُؤَال عَنْ الْحَالِ.
بِشَكْل صَادِقٌ وَوُفِّي ماهيه العَائِلَة؟؟ وَكَيْف يَتِمُّ بِنَاءً الْحَبّ بَيْنَ أَفْرَادِهَا أَلَيْس الْبُعْد يَهْدِم الْبُيُوت وَالْقُلُوب، وَكَانَ لِي عَهْد أَبْنَاءً مِنْ أُمِّهَا الْأُخْرَى لَكِنَّ كانُو جيدون بَعْضِ الْأَحْيَانِ وَالْبَعْضُ الْآخَرُ حَقَد وَكَرِهَه متعايش بِقَلْبِهِ، ولَكِنْ هَلْ يَعْلَمُون بِحَجْمِه، أَم الْحِقْد تَعَدَّى الحُدُودَ دُونَ إدْرَاك وَعَمًى الْأَعْيُن وَلَمْ تُعَدْ تَبَصَّر.
وَمَرَّت الْأَيَّام الْأَب يَعْلَمْ بِمَا يُوجَدُ بِقُلُوب أَوْلَادَهُ مِنْ حِقْدٍ وَحُبّ، لَكِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُجَادَلَة كَثِيرًا لِكَيْ لاَ ييقين الجَمِيع إِنَّهُ فِعْلًا كره بِقُلُوب الْإِخْوَة الْأَكْبَر سُناً.
نَعُودُ إلَى حَيَاة الْأَبِ الأسَاسِيَّة بَدَأ بِمُمَارَسَة الرِيَاضَة لَكِنْه أَرَادَ مِنْ يحفزة على ذَلِكَ، وَيُرِيدُ مَنْ يُخْفِي عَنْه ضَعَّفَه ويريه أَنَّهُ لَيْسَ بِحَاجَة أَحَدِ هَذِهِ الْعُقْدَةَ تَكَبَّر مَعَ مُرُورِ الْأَيَّامِ ف الْكِبْرِيَاء إذا زَائِد يَقْتُلَ صَاحِبَهُ بِلَا سَبَب،ٍ وَأَحْيَانًا يُحِبّ شَخْصٌ إنْ يَشْعُرَ مَنْ يُحِبُّهُ بِضَعْفِه لِكَي يَحِنُّ عَلَيْهِ وَيُشْعِرُه فِعْلًا بِوُجُودِه.
ف عَهْد عرضَت ع الْأَب الذَهَاب معه إلَى الرِيَاضَةِ ه لَيْسَ الى مَكَان مُخَصِّصٌ لها، وإنما حَدَائِق عَامَّة جَمِيلَة يَأْتِي النَّاسُ إليها للركض صَبَاحًا أَوْ فَجْرًا، فقِبَلِ الْأَبِ بَعْدَ إقْنَاعٌ طَوِيلٌ، وَلَكِن نَظَرَات الْقَبُولُ مِنْ بِدَايَةِ النَقّاش كانت، لأن الْأَب يُحِبُّ مِنْ يَهْتَمّ بِأَمْرِهِ .
وبعد مدة اسْتَيْقَظَت عَهْد على مرض الأب مرضاً شديداً وكأنك تتسابق أنت والذي تخاف منه أن تنتصر عليه أو ينتصر عليك، ومن شدة الوهم والتعصب جلب اليك ما تفكر به دون أدراك منك، مع ذلك لا يُحِبّ الْأَبِ أنْ يَحْتَاجَ أَوْ يَطْلُبُ الْمُسَاعَدَة إنْ لَمْ تَتَقَدَّمْ لَهْ دون طَلَبِ، إنهم أَوْلَادِه وعلمو ماهُو طَبْعِه ف كَانَتْ زَوْجَتُهُ الْأُولَى حَاضِرَة وَبَنَاتِه وَأَوْلَادِه لَكِن أَم عَهْدٌ لاَ تَقْدِرُ عَلَى مُسَاعَدَتَه لِأَنَّهُم يرفضون وجودها بكل حال ولا يسمحون لَهَا بِدُخُولِ بَيْتهمُ، وفقد عَجَز الْأَبِ عَنْ مصالحتهم مع بعضهم البعض، لا توجد مشكلة أساسية ولكن حجة البعد ك حجة الاكتئاب، بالضبط لا يوجد ما يزعجها ولكنها تريد أن أكون مكتئبة هم يريدون البعد.
كَانَت تَسْأَل مِرَار وَتَكْرَار عَنْ حَالِهِ لَكِنْ لَمْ يخبروها بِشِدَّة الْأَلَمُ الَّذِي هُو بِه، لِكَيْ لاَ تَحْزَنْ وَتَضْطَرّ للحضور وَيُحَدِّث مَشَاكِل.
كَانَت عَهِدَ مَعَ أَبَاهَا طُول الْوَقْت لِدَرَجَة أنها نَامَت عِنْدَه لِكَي تُسَاعِدْه (اسْتَيْقَظ لِصَلَاةِ الْفَجْر_ِ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى الجُلُوس_ ف مُؤَخِّرَتِه كَانَت تَأَلُّمِه جِدًّا لِأَنَّهَا مُتَّصِلَةٌ مَع ضَهْره، شَعْر الْأَب بِعَجْزِه الشَدِيدٌ ونادى_ لَعَهْد_ بِصَوْت خَفِيفٌ مُؤْلِم أَبِي لَو تستطيعي تسنديني، ف قَلْب عَهْد لَمْ يَعُدْ يَحْتَمِلُ، مَا هَذِهِ الْأَلَمُ الَّذِي أَشْعَرَ بِهِ وَلَكِنْ لَمْ تَبْكِي أمَامِه لِكَيْ لاَ يَحْزَن أَكْثَر.
الْأَبَ كَانَ مَرِيضٌ سُكَّرِي أَيْضًا وَمِنْ كَثْرَةِ التَّعَب أَثَرُ هَذَا عَلَى عَيْنِهِ ف لَمْ يَعُدْ يُبْصِرُ بِهَا، حَالَتِه كَانَت صَعْبَة جِدًّا عَلَيْهِ وَعَلَى أَبْنَاءه ف كَانَ يَقُولُ "يارب خُذْنِي إلَيْك ف إنِّي مُتْعِب جِدًّا لاتجعلني عَبًّا عَلَى أحد" فَقَبِلَت عَهْد جَبِين وَالِدَهَا وَقَالَت ستعود ياأبي أَحْسَنُ مِنْ قِبَلِ لَا تَخَفْ لَكِن لاتدعي عَلَى نَفْسِك يَا وَالِدِي مِنْ لَنَا غَيْرِك.
ذَهَب الْأَب ل أَكْثَرَ مِنْ طَبِيب وَلَم يُجْدِي هَذَا نَفَع مَعَهُ، عَهْدُ هِيَ الَّتِي كَانَتْ تغْسَل لِوَالِدِهَا وَتَغْسِل جِسْمِه، كَانَ الْأَبُ شَدِيدٌ الْخَجَل وَالْحَيَاء وَجَمِيل الْأَخْلَاق ف بَقِي بِمُلَابَسَه الدَاخِلِيَّة وَغَسَلَتْه وَخَرَجَ مِنْ تَحْتِ الْمَاءِ وَعَيْنَاه مَلِيئَة بِالدُمُوع وَلَيْسَ مَاءً عَادِيٌّ ف عِنْدَمَا بَدَأَت بِتَغَيُّر ملابِسَه اعتكز عَلَى الحَيِّط وَقَالَ لَهَا اخْفِضِي رَأْسَك ياأبنتي لَا تنظري إلَيّ لِكَي يُبَدِّل جَمِيع مُلَابَسَة.. وَقَالَت لَهْ عَهْد والله ياابي أَن عَيْنَاي لَا تُبْصِرُ بدونك ف إلَّا مَاذَا أَنْظَر وأمسك وانت الذي تُلبس نفسك، انا فقط اساعدك لكي لا يؤلمك ضهرك أكثر.
نسيت العائلة جميع مشاكلها وتساندت على مساعدة الأب لكن إلى أين ، ،، لم يشفى الأب ولم يخف ألمه بيوم من الأيام، ذهب للمستشفى بعد إصرار أولاده عليه رغم رفضه رفضً تمامً، أجريت جميع الفحوصات والاستشارات عن حالته، لكن الطبيب قال لهم أنه بصحة جيدة لكن يجب بعض الفحوصات الاخرى للتأكد من صحة الجسم وضهره، لايوجد به كسور فرحه أهله لم يسع الكون.
بقي الأب في المستشفى لكي يكمل الطبيب الفحوصات الطبيبه.. لكن هل كلام الأخوة الكبار صحيح أن الأب بصحة جيدة؟؟ هل أخبرو أخوتهم الصغار بالحقيقه؟؟ هل كذبهم هذه المرة للخير أم للشر؟؟ هل يوجد فعلا كذب؟؟؟ عهد هذا الذي كان يدور برأسها.
صعدت عهد الى أخوتها، وطلبت منهم الذهاب معهم، لكن مع الأسف الشديد كذبوا مرة أخرى، قالو لها لانعلم بأي مستشفى هو، وسألت عهد بتفكير بريء اختها الكبيرة لماذا كل هذه الملابس ل أبي هل سيعود أم سيطول الغياب؟؟؟ لم ترد بقلب قاسي، ذهبوا ولم يأخذو عهد.
زاد جرحها مع الأيام، خرجت عهد من بيتهم مسرعه تقول ل أمها هيا نذهب لزيارة أبي... قالت الأم سنذهب لكن لنعرف المكان، لكن لماذا؟؟ هل خافت من رؤيتها أبيها يتألم من جديد؟ أم خافت أن لا تراه مجددا _ إن ذهبت يبقى المشهد المؤلم برأسها_ فعلا لم تذهب، المرة الأولى لكن في المنزل هي الوحيده التي كانت عكاز والدها التي يتكأ عليها لكي يسير.
عادت الأم الى المنزل فرحة، أخبرت عَهْد بِسَلَامِه وَالِدَهَا بَكَت عَهْدٌ مِنْ الْفَرْحَة وَسَأَلْت أُمِّهَا إلَى مَتَى سَيَبْقَى سأذهب غَدًا بَاكِرًا ل أَرَاه، مَاذَا قَالَ لَكُمْ؟؟ هَل سَأَل عَنِّي؟؟ هَل حَالَة جَيِّد؟؟ الْكَثِيرِ مِنْ الْأَسْئِلَة،ِ ذَهَب الْقَلِيلِ مِنْ الْخَوْفِ فِي قَلْبِهَا أَصْبَحْت سَاعَة الثَامِنَةٌ مساءً ، مَعَ الْعِلْمِ لَا أَحَدَ يُخْبِر الْإِخْوَة الصِغَارٌ بالمستجدات أَوْ مِنْ يَذْهَبُ أَوْ يَعُودُ ، ،
رَنَّت الْجَارَّة صَدِيقِه أُمِّهَا قَالَتْ لَهَا رَأَيْت الجَمِيع ذَاهِبٌ مُسْرِع، مَاذَا حَصَلَ ؟؟ هَلْ يُوجَدُ شَيْءٌ؟؟ قَالَتْ الْأُمِّ لَا أَعْلَمُ سَأتَّصِل بِأَيّ أَحَدٌ يُخْبِرَنِي، _انْقَطَع الِاتِّصَال_ ذَهَبَت عَهِدَ إلَى الجَارِهِ تَقُولُ لَهَا اذْهَبِي واسأليهم لِمَاذَا هُمْ عَلَى عَجَلَةٍ مِنْ أَمْرِهِمْ قَبْلَ أَنْ يذهبو، خَرَجَت الجَارِهِ مِنْ مَنْزِلِهِمْ وَذَهَبَت وعَادَت لَعَهْد بِوَجْهٍ عَابِسٍ، لايوجد بِهِ غَيْرُ مَلامِح عَزَاء قَالَتْ لَهَا أَصَابَت والدكي جُلْطَة، اِرْتَجَف قَلْب عَهْد رَجْفَةٌ لَمْ تَشْعُرْ بِهَا مِنْ قِبَلِ أَخْبَرَت أُمِّهَا أرتدو أَيِّ شَيْءٍ واذهبو إِلىَ الْمُسْتَشْفَى_ كَانَ الجَمِيعُ حَاضِرٌ_ إلا هم_أَهْلُ وَالِدَهَا وَإِخْوَتَهَا وَأَصْدِقَاء وَالِدَهَا، نَزَلَت دَمْعُه خَفِيفَة عَلَى خَيْبَتُهَا أَنَّ الجَمِيعَ يَعْلَم بِحَالِه إلَّا هَمُّ آخَرَ مِنْ علمو.
الْأَب مَمْنُوعٌ مِنْ الزِيَارَةِ لَكِنْ بَعْدَ طَلَبِ شَدِيدٍ مِنْ الطَبِيب نَضْرَة وَاحِدَةً فَقَطْ ، ، صَعِدَت عَهْد دَرَج المشفى _ وَجَدْت أَبِيها بالعناية المركزة _مِنْ شِدَّةِ بُكَائِهَا سَمَح لَهَا الطَبِيب بِالدُخُول لَكِن سَرِيعًا . .
دَخَلْتُ عَلَى وَالِدِهَا وهُوَّ مستلقي وَجَمِيع الأَجْهِزَة بِجَانِبِه، عَيْنَاه مغلقتان واَلَّتِي لَا يرا بِهَا، لَوْنُهَا أَخْضَر مِن الْعَمَلِيَّة بَكَت كَثِيرًا وَقَبِلْت يَدِه بِنِزَاع يُقْتَل ، ،
لَم تَتَحَمَّل رُؤْيَتِه أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ هُوَّ بِذَلِك الْحَال _ نادى لَهَا الطَبِيب_ وَقَالَ وَالِدِك بِخَيْر، انظري لَقَد ارْتَفَع نَبْضِه عِنْد دُخُولِك، هُوَّ لَيْس نَائِمٌ هُوَّ يُشْعِر بِك، انتابها شُعُور الْمَوْت أَفْضَلُ مِنْهُ، خَرَجَت بتمزق قَلْب إلَى حَضَن أُمِّهَا تَقُولُ لَهَا دُعِينَا نَنَام هُنَا، ليرانا أَبِي عِنْدَمَا يَسْتَيْقِظ ، لَكِن الْمُسْتَشْفَى خَاصٌّ وَمَمْنُوعٌ أَنْ يَبْقَى أَحَدٌ فَقَطْ بَقِي أَخَاهَا الْكَبِيرِ الَّذِي يَبْلُغُ مِنْ الْعُمْرِ ٢٤ هُوَّة لَيْس سَيِّء لَكِنَّهُ أَيْضًا لَيْسَ طَيَّب ، ، وَصَلَت الْبَيْت سَمِعْت إخْوَتَهَا يَتَحَدَّثُونَ عَنْ وَالِدَهَا بأنه مَرِيضٌ كَثِيرًا ومتعب وخائفين أَنْ يَحْصُلَ لَهُ شَيْءٌ وَهَكَذَا كَانَتْ مشاعرها أَيْضًا،،
، لَكِنْ كَانَتْ رُعْبٌ كَانَت خَوْف رَهِيب وَكَانَت تدعوا اللَّه أَنْ يَعُودَ لَهُمْ مُعَافًا مِنْ جَدِيدٍ، أَمْ عَهْد كَانَت صامدة وَلَمْ تَشْعُرْ أَحَدٌ بِأَنَّهَا تَتَأَلَّم وخائفة مَعَ أَنَّ الْأَبَ لَمْ يَكُنْ يَعِيش مَعَهُم لَكِنَّه يَبْقَى أَب وَلَهْو دُور بمساعدتهم بحياتهم مَهْمَا كَانَ، فدوره كَبِيرٌ بحياة أَوْلَادِهِ الَّذِينَ تعلقوا بِهِ وليسو مُتَعَلِّقَيْن! ! صمموا عَلَى أَنَّ يغيبوا عَنِ الْمَدْرَسَةِ ويذهبوا مَع والدتهم إِلَى أَبِيهِمْ، رُبَّمَا يَسْتَيْقِظ وَيَرَاهُم جَمِيعًا حَوْلَه ف يَنْسَى آلَمَه وَيُصْبِح سَعِيدٍ هَذَا كَانَ هَدَف عَهْد وَإِخْوَتَهَا،
عهد تَتَمَتَّع بالمسؤلية ف اسْتَيْقَظَت قَبْل الجَمِيع كَانَت السَاعَة الْخَامِسَة فَجْرًا، صَلَّتْ صَلَاةَ بِهَا يَقِين وَطَلَب وَرَجَاء لِلَّه بِأَن يُشْفِي وَالِدَهَا مَعَ دُعَاءٍ ْمُتَكَرِّر ، ، بِقَلْب صَافِي لَا ترِيدُ إلَّا نَظرَة مِن صديقها الْوَحِيد وَحَبِيب قَلْبُهَا الَّذِي كَبَّرَ مَعَهَا وَالِدَهَا.
استيقظو جَمِيعًا وارتدو مُلَابِسُهُم وَعَهْد كالعاده ترتدي مُلَابِسٌ رِيَاضَية لَكِنَّهَا أَنِيقَة وَالْأُمّ تَزَيَّنَت لِكَي يَرَاهَا الْأَبُ عَلَى أَجْمَلِ حَال وَالْإِخْوَة ارتدو مُلَابِسٌ عَادِيَة، بَعْدَ ذَلِكَ أَصْبَحْت السَاعَةٍ سِتَّةَ وَخَمْسُونَ دَقِيقَةٌ قَبْلَ خُرُوجِهِمْ مِنْ الْمَنْزِلِ سَمِعْت عَهْد صَوْت أُخْتِهَا الْكَبِيرَة تنده بِصَوْت مُؤْلِم جِدًّا وترتجف أَبِي مَاتَ مَاتَ.
لَمْ تنتطق عَهْد بِأَيّ كَلِمَة وَقَالَتْ لَهَا هَيَّأ سنذهب ونراه ف أَبِي يُحِبُّ أَنْ يَرَانَا، صَرَخَت الْأُمّ بِصَوْت عَالِي ذَهَب سِنْدِيّ ذَهَب أَب أَوْلَادِي بَقِيَت وَحَيْدَة ااخ ياحسرتي ف أطفالي صِغَارٌ جَداً فِعْلًا ف عَهْد كَانَت ١٤ وَالْأُخْت ثَانِيَة ١٦ وَالْأَوَّل ١٥ وَالْأَخِير ٨ فِعْلًا مازالو أَطْفَال عَلَى هَذَا الْهَمِّ الْكَبِير وَالْحَمْل الثَقِيلٌ ، ،
لَم يذهبو إِلىَ الْمُسْتَشْفَى اتَّصَل ابْنُ عَمَّتِهَا عَلَى عَهْد إخْوَتِهَا، وَقَالَ لَهُمْ لَا أَحَدَ يَخْرُجُ مِنْ الْمَنْزِلِ ف خَالِي سَيَأْتِي يودعكم
رَجَف قَلْب عَهْد بَكَتْ عَلَى فَقْدِ، يُضَاهِي أَعْوَام واعوم مِنْ الْحُزْنِ، بَعْدَ ذَلِكَ أَصْبَحْت تواسي بأخوتها فُتِحَت بَابِ مَنْزِلِ أَبِيهَا وَوَقَعَت عَلَى الْأَرْضِ وَبَدَأَت تَرَدَّد عَوْد ياأبي أَلَيْس مُبَكِّرا عَدّ أَرْجُوك ف أَنَا سأبقى طُولُ الْعُمُرِ بِحَاجَتِك
بَدَأَت عَمَّتِهَا بِالتَخْفِيف عَنْهَا وَقَالَتْ لَهَا أراد اللَّهُ لَهُوَ الاْفَضْل أَلَيْس أَفْضَلُ مِنْ أَنَّ يَبْقَى حَيّ وَمُعَلَّل ومتعب وَعَهْد لَم تَعِي أَبَدًا كَلَامِهَا . . ذهبت عَلَى غَرْفَة أَبَاهَا وَأَراَدْتُ أَنْ تختبئ بَيْن مُلَابَسَة، لَكِنْ إلَى أَيْنَ أَخَذَتْ بَعْضَ الْمَلَابِس رغما عن إخْوَتَهَا فَقَد حرموهم مِن أَبَاهُم حَيٍّ وَمَيِّتٍ ، ،
فَقَالَتْ كُلّ هَذِهِ قَسْوَة ياللَّه مِنْ هَذِهِ الْحَيَاةَ ف بِذَلِك الْوَقْت الْمَهَا لَا يَسَعه الْكَوْن بِأَكْمَلِه، صَعِدَتْ إلَى الْبَابِ الْخَارِجِيّ لِلْمُنْزَل نظفته وَجَمَعْت جَمِيع أَوْرَاقَ الْأَشْجَارِ وهيه تَبْكِي بِحَرْقِه وتكنس وَتَنَظُّف كَمَا كَانَ يَفْعَلُ أَبَاهَا وَتَبْكِي بِحَرْقِه جَلَسْتُ عِنْدَ سَيَّارَتِه وَبَدَأَت بالحديث مَعَهَا وَكَأَنَّهَا تَكَلَّم أَبَاهَا،،،
بعد ذَلِكَ بَدَأ نَاسٌ بالحضور وَأتت سَيَّارَةُ الإِسْعافِ الْأَب بِدَاخِلِهَا وَعَهْد لَمْ تَصْدُرْ أَيْ صَوْتٌ وَلَم تَنْزِف أَي دَمْعُه فَقَط تَكَلَّم نَفْسِهَا بِدَاخِلِهَا لَمْ يَرِدْ سَائِقٌ الْإِسْعَافِ أَنَّ يَنْزِلَ أَبَاهَا عَلَى الْمَنْزِلِ،،،، فَخَرَجَت إمرأة أَبَاهَا تَصْرُخ بِأَعْلَى صَوْتِهَا وَتَقُول سَيَنْزِل إلَى بَيْتِهِ وَيَخْرُج منه مُعَزِّز مُكْرَم،،، بِذَلِك الْوَقْتِ كَانَتْ عَهْد بِدَاخِل سَيَّارَةُ الإِسْعافِ هُنَا أَبَاهَا قِبْلَته عَلَى جَبِينِهِ الْبَارِد وَلَم تَصْرُخ وَلَم تبوح بِأَيّ كَلِمَة خَافَتْ عَلَى وَالِدِهَا مِنْهَا،،،،
طَلَبَتْ مِنْ اللَّهِ فَقَطْ إنْ تَخْرُجَ رُوحُهُ بِسَلَام وتكف عَنْ الْبُكَاءِ، وَوُعِدَت أَبَاهَا أَنْ تَقُومَ هِي بِبَيْت أُجْرَة وتوزع كُلّ مايلزم بِهِ مِنْ قَهْوَة سَادَة وَتَمْر وَمَاء عَلَى أَكْمَلِ وَجْهٍ وَلَا أَحَدٌ يُوَزَّع غَيْرِهَا لِكَي تَكْمُل آخِرَ عَمَل أمام أَعْيُن أَبَاهَا،،،سَاعَدَت كُلٍّ مِنْ يَبْكِي عَلَى أَبَاهَا لَمْ يَعْلَمْ أَحَدٌ بالبركان الَّذِي بِدَاخِلِهَا
بَعْدَ ثَلَاثٍ أَيَّامٍ مِنْ بَيْتِ الْأَجْر... أدركت مَعْنَى الْمَوْتِ أَدْرَكْت مَعْنَى أَلَم الْقَلْب بِكُلّ مَعْنَى الْفَقْد لَيْسَ لِأَنَّهُ انْتَهَى الْعَزَاء لَا بَلْ لِأَنَّهَا بقت لِوَحْدِهَا بِدُونِ أصْدِقَاء يأنسوها ويبكون مَعَهَا وَلَا أَحْبَابٌ يقارنون فَقْدِهَا بفقدهم، أَدْرَكْت مَعْنَى أَنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنَّ يُغَيِّرَ حَيَاة شَخْصٌ بِثَانِيَة ،،
تَغَيَّر وَضَعَهُم كَثِيرًا ونفسيتهم أَكْثَر وجدوا أَنَّ وُجُودَ أَبَاهُم فَقَط بالمنزل الَّذِي لَيْسَ هُمْ فيه أَيْضًا يَعْنِي حَيَاة أُخْرَى وَصَوْتُه بَهْجَة عَجِيبَةٌ،،،
تَقَلَّبْت أَحْوَال العَائِلَة أنتصر الْحِقْد عَلَنا لَمْ يَعُدْ الْحَقّ ل عَهْد وَإِخْوَتَهَا بِالصُعُود عَلَى بَيْتِ وَالِدُهُم وَكَانَت قَسْوَة كَلَام زوجة أَبَاهَا قَاسِيَة جِدًّا فِعْلًا هِي كَانَت تعايرهم بِمَوْت أَبَاهُم وَلَكِنْ هَلْ الْمَوْت مِعْيَار أَلِن تَحَيَّن سَاعَة الجَمِيع ، ،
الْأَشْجَار لَمْ يَعُدْ أَحَدٌ يَعْتَنِيَ بِهَا مُلَابِسٌ وَالِدَهَا بقت أَم وُزِّعَت لَا أَحَدَ يَعْلَمُ غَيْرُ الْإِخْوَة الْكِبَار ياله مَنْ ظَلَمَ وَقَسْوَة حَتَّى لَمْ يَدْعُوهُم يكملوا حُزْنِهِم ،،، حولوا كَثِيرًا مَعَ الْأَخِ الْكَبِيرِ أَنَّ يُعْطِيَهُمْ مَبْلَغٍ مِنَ الْمَالِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنْ الْمَنْزِلِ ، ، عَهْد لَمْ تَعُدْ تَعِي لِكُلِّ ذَلِكَ فَقَطْ كَانَ تُرِيدُ أَنْ يَسْتَرِيح أَبَاهَا بِقَبْرِه وَلَكِن الْحَيَاة عَادَتْ إلَى مَجَارِيهَا وبقو بالمنزل لَكِنْ مَعَ حُزْن عَمِيق يُمَزِّق الأَضْلَع ف فِرَاق الْأَب أَصْعَب مَوْقِفٌ مَرَّتْ بِهِ عَهْد لَقَد غَيْرِهَا وكبرت بالعمر أَكْثَرَ مَعَ مُرُورِ الْأَيَّامِ بدل مِنْ السِّنِينَ وَعَرَفْت أحبابها واعدائها وَأَيْقَنْت أَنْ أُمَّهَا الوَحِيدَة هِيَ الَّتِي بَقِيَتْ لَهَا مِنْ بَعْدِ وَالِدَهَا ، ،
ويحملني الْحُنَيْن ، ، إلَيْك طِفْلًا وَقَد سَلْب الزَّمَان الصَّبْرِ مِنِّي وَقَدْ كَانَ الْعُمْرِ فِي عَيْنَيْك آمَنَّا وَضَاع الْأَمْن حِين رَحَلْت عَنِّي ، ، ، رَحِمَك اللَّهُ يافقيد قَلْبِي دُمْت فِي جَنَّاتِ نُعَيْم . . ((نهاية )) .ويحصل ياأبي أن أرتدي ملابسك التي أحافظ عليها مثل عيني لكي لا انسى تفاصيلك البسيطة ورائحتك العميقة في قلبي فقط عند موجة خفيفه من الاشتياق خفيفه ك البركان ك أعصار هدم مدينة بأكملها.