كالدو...
الأستاذ الدكتور أمجد جميعان مستشار أول الطب النفسي دكتوراه تخصصية طب النفسي أطفال و أحداث
يعتبر البحث في موضوع إدمان الأفلام الإباحية محدود والحديث به بصراحه صعب ومحاط بالسرّية، ولكن مشاكله وما يترتب عليها اكبر بكثير من عدم مناقشته والتعامل معه.
ولذا وجب أن نعرف أكثر عن الادمان على الأفلام الإباحية porno وآثارها السلبية على مستقبل الأطفال والأحداث الاجتماعي والاخلاقي والفكري منها.
وأيضا وجب أن نعلم بأن زيارات مواقع الافلام الاباحية في ازدياد وبتسارع، ولكافه الفئات العمرية، في ظل غياب الثقافة الجنسية الحقيقية ورقابة أسرية.
وكذلك الانتشار الواسع لتلك الافلام وباشكال مختلفه من الممارسات الجنسية العنيفة والشاذة والمغايرة للواقع من خلال شبكات اتصالات متطورة وصلت لكل مكان بالاضافة الى ازدياد اعداد المتعاطين للمخدرات باشكالها المتنوعة كحالات مصاحبة.
دراسات بالخصوص
لقد اثبتت بعض الدراسات ان أعداد من شاهدوا أو زاروا مواقع أفلام إباحية من الأطفال والمراهقين في تزايد مستمر لفئة الأعمار من 12 - 18 سنة ، و ان أكثر من 70% من الذكور البالغين وأكثر من 25% من الاناث البالغات فوق سن الثامنة عشرة قد شاهدوا أفلام إباحية، إضافة الي زيارات منتظمة لتلك المواقع .
كما ان معظم الممارسات في هذه الأفلام مقرونة بالعنف وأساليب جنسية عنيفة سادّية مغايرة للواقع مما يؤدي الى برمجة جيل كامل بحيث يتصرّف أو ينتظر أن يتصرّف جنسياً بالطريقة التى تبرمج دماغه عليها، لاعتقاده ان هذا الوضع الطبيعي فيقبل هؤلاء على الزواج وبسن مبكرة أحيانا أو عندما يقّرر ان يتزوج، ويطبّق ما تبرمج دماغه عليه وهنا تبدأ المشاكل، لأن الواقع والحقيقة تختلف والطرف الاخر الزوج أو الزوجة لا ي/تقبل هذا السلوك ويبدأ العنف داخل الأسرة.
وكنتيجة حتمية ستنعكس هذه الاختلافات وما ترتب عليها من مشاكل أسرية الى الطلاق والتفكك الأسري واطفال يعيشون أوضاع اجتماعية نفسية صعبة.
كل ذلك نتيجة لتلك الخبرات السلبية السيئة وتدور الدوائر “Snowball”.
التأثير
بالإضافة إلى تأثير تلك الأفلام على البالغين بحيث تصبح الوسيلة الأساسية لتلبية الرغبة/الحاجة الجنسية دون الحاجة الى زوج أو زوجة.
ومن جهة أخرى تصبح الأفلام شرط للإثارة الجنسية قبل الممارسة الحقيقية مع الزوجة / الزوج .
ماذا بعد ذلك؟
تصبح متابعة هذه الأفلام إدمان وخاصة إذا كانت هي الطريقة الوحيدة للحصول على النشوة الجنسية أو أدت الى منع الشخص من القيام بالواجبات الحياتية اليومية أو الشعور الشديد بالذنب خلال أو بعد أو استحواذ هذه الافلام على تفكير الشخص .
الأسباب المؤدية لهذا النوع من الإدمان
أولآ / المفاهيم الاجتماعية المغلوطة حول الجنس، بحيث يلجأ الشخص الى الافلام لتلبية الحاجات
ثانيا/ الاشخاص الذين يعانون من أشكال أخرى من الإدمان وخاصة المخدرات
ثالثا /الأشخاص الذين يعانون من حالات قلق أو اكتئاب أو ضغوط نفسية
رابعا/ الاشخاص الذين يعانون من مشاكل في العلاقات بين الازواج او العلاقات المثلية، بحيث تصبح هذه الأفلام الطريقة الوحيدة للنشوة الجنسية وطريقه للهروب او انكار مشاكل العلاقات او لتخفيف القلق او الشعور بالكآبة.
بالنهاية
إدمان الأفلام الإباحية لم يدرج لغاية الآن تحت عنوان الأمراض النفسية، وانما ما يترتب أو ينتج من التعّود عليها من سلوكيات وضغوط أو وجهات نظر سلبية حول العلاقات الجنسية او القلق او الاكتئاب والتي قد تحتاج الى علاج .