كالدو..
بقلم الدكتور حازم صيام
تتحمل المرأة المصرية في صعيد مصر مالا تتحمله امرأة أخرى، فهي كما يقال أمراه بألف رجل.. لذا تلجأ الي خارج صندوق التفكير والعمل لتثبت كفاءتها وإعجازها في دورها تجاه الاسره والمجتمع .
ومع ذلك تواجه تحديات كثيرة تحاصرها بكل أشكال التحدي الذي تعيشه المرأة المصرية في الصعيد ، حيث تحاصرها الأنساق القيم المنحازة للرجل، وتفشي التفاسير الدينية والمجتمعية الراعية بالأساس للرجل ، وتبني ألموروثات التاريخية المنحازة للرجل دون المرأة سواء في مجتمعها أو أسرتها ومن ذلك ما يلي:
١_ممارسه العنف الممنهج تجاهها.
٢_ تباين حقها في التعليم مقارنه بحق الرجل.
٣_ ان اللعب ليس من حقها كطفله مثل حق الطفل الذكر
٤_ الحرمان الكامل من الميراث أو هضم بعض حقوقها فيه.
٥_ استبدال حقها في الميراث بمقابل مادي غير موازي أو مكافئ لحقها المعلوم.
٦_ الدعوة الصريحة لعدم مشاوره المرأة في الأمور فيقال في صعيد مصر (شاوروهم وخالفوهم) .
٧_ عدم أتاحه فرص العمل لها وتركيزها في يد الرجل زوجا أو أخا على حسابها وحساب كفاءتها لذلك.
٨_ عدم أتاحه حق التعبير والمشاعر والأحاسيس تجاه الطرف الآخر مقابل أتاحه ذلك للرجل.
٩_ ختان المرأة بتشويه رغبتها الفطرية التي خلقها الله بها، برغم المنع الرسمي والقانوني للدولة.
ورغم كل ما سبق فقد استطاعت المرأة في الصعيد تخطي كل هذه التحديات والعقبات ، ووقفت بدورها تجاه نفسها وتجاه أسرتها وزوجها ومجتمعها، مثبته كفاءتها وقدرتها على التفاعل والوجود برغم التحديات، ومن هذا التفكير والعمل خارج الصندوق ما يلي :
١_ ألمراه مصنع للاغذيه فقد استطاعت المرأة المصرية في الصعيد أن توفر المنتجات الغذائية المختلفة والتي لا تنتجها المصانع الرسمية أو تنتجها ولكن بجوده اقل، مثل ألجبنه القريش (الجميد بالشام) والجبن القديمة الحاذقة والمورته والزبده والقشطه واللبن الرائب واللبن الزبادي. والدقة من السمسم ومنتجات البلح من عجوة ومربي اشتهر منها المربه المصنعة من البلح والسمسم والعسل الأسود المتبقي من صناعه سكر القصب وتسمي (المفتقه) ، وكذلك المخللات من الباذنجان والجذر والليمون والخيار والكرنب والزيتون والقرنبيط واللفت والبنجر والفلفل والشطة، وكذلك تقديمها لمنتج الأسماك المخللة ومنها الملوحة والفسيخ وغيرها من المنتجات التي تعجز المصانع الرسمية عن تقديم مثلها ، أو في تقديمها بنفس كفاءتها وطعمها المشهور .
٢_ المرأة تعلم أولادها وتتعلم من أجل تعليم أولادها، وذلك في حاله انها حرمت من التعليم، فتتعلم بنفسها دون الرجل حتى تستطيع أن تعلم وتتابع تعلم أولادها وهذه ليست حاله فريدة أو نادرة ولكنها حاله متكررة دائما.
٣_ ألمراه تسوق منتجاتها بنفسها فتتحدي الأسواق وتدخل بنفسها وتبيع ما لديها وفي المقابل يقبل على منتجاتها المجتمع، لما يجد من جوده ونظافة وطعم مميز لا يوجد مثيلا له في منتجات المصانع المرخصة والرسمية .
٤_ المرأة مصنع للمنتجات اليدوية مثل الحياكة ومنتجات النول النسيج وبعض منتجات الفخار
٥_ المرأة مصنع للمشغولات اليدوية ومن ذلك الطواقي اليدوية والشرابات والبلوفرات أو (الشرز النسيجي من الصوف) بالاضافه إلى غزل خيط الصوف نفسه من ناتج صوف الأغنام، وكذلك عمل الكوفيات أي (التلفيحه) أو غطاء الرأس والرقبة.
6_ والمرأة عون للرجل تعينه ليس فقط في خدمات البيت. لكن تأخذ الطعام فتذهب به لزوجها في الحقل، وتقوم برغم ذلك بكل ما يقوم به الرجل في الحقل مثل الزرع والحصد وقص الحشاش.
٧_ المرأة في الصعيد تقدم نموذج غير مسبوق في تنميه الثروة الحيوانية والداجنه بما تربيه في بيتها من خراف وأرانب ودواجن بلديه ودواجن روميه( تركية) وحمام وبط وإوز، وكذلك بيض المائدة المميز، ومعروف جوده هذه المنتجات والإقبال عليها حال تسويقها، وهو ما يحدث بالفعل في الأسواق الريفية الصعيدية وأنا شخصيا من زبائنها المستديمين حيال ذهابي هناك.
8_ المرأة في الريف خصوصا زوجات الحلاقين أو المزينين هم كوافير من المنزل ومصفف للشعر ومزين لنظيراتها من النساء وكذلك صانعه عطور جيده تعد لذلك أوعيه خاصة وتسوق منتجاتها.
9 _ أضافه لكل ذلك فان نجاح ألمراه في الصعيد في تربيه الأولاد على القيم والمبادئ والأصول التي قد تكون قد توارت في المدن أو حل محلها قيم مستورده، دليل على ما تقدمه المرأة في صعيد مصر من انجاز غير مسبوق.
أن المرأة في صعيد مصر نموذج يحتذي به في كل دول العالم بما فيه من حماية للأمن الغذائي المصري والتنمية الاقتصادية الوطنية، وبما فيه من تحدي وصمود وتفكير وعمل خارج الصندوق.