كالدو..
الدكتورعادل القراعين
إختصاصي الصحة النفسية بالطاقة الحيوية
تُعتبر مواقع التواصل الإجتماعي ذات قيم جلية للمجتمع، حيث يمكنها أن تساعد الأشخاص على التواصل وتعميق علاقاتهم، تُحفز طلاب العلم والمعرفة على التعلم وتطوير الذات ، كما تُساعد ريادي الأعمال على نشر إبداعاتهم وتحقيق أهدافهم المهنية. يُضاف لذلك ، المميزات الايجابية المتعلقة بالرفاهية الإجتماعية ، الصحة النفسية ، الترابط الفعال الصحيح، نشر الثقافة، وإظهار وإدارة العواطف الصادقة أو ما يسمى بالذكاء العاطفي.
ومع ذلك، هنالك آثار سلبية يُمكن أن تحدثها وسائل التواصل الاجتماعي على حياتنا، حيث أن التعليقات السلبية يُمكن أن تشوه المعلومات التي نقرأها، وقد تُسبب ضرر حقيقي لنفسية وسلوكيات الشخص، خصوصاً عندما تتحول بعض التعليقات إلى تشهير وتنمر إلكتروني، هذه التهكمات والمضايقات قد تُسبب أيضاً حالات نفسية للأشخاص الذين يتعرضوا لتلك المضايقات، أهمها الإكتئاب، القلق، الإنزعاج ، العُزلة، وإنخفاض الثقة.
الشيء الهام والذي يجب علينا أن ننتبه له جيداً، هو أن الأشخاص الذين يمارسون تلك العادات السلبية على مواقع التواصل الإجتماعي يميلون لإكتساب صفات غير محببة بالمجتمع قد تميل إلى نزع الصفة الإنسانية بين عدد من الأشخاص، نظراً لعدم إختيار لغة التخاطب بعناية خصوصاً مع إنخفاض التأثير الفوري والردود الآنية للكلمات والتعليقات من قبل الطرف الآخر.
وهذا يأتي من عدة عوامل، أهمها إختفاء لغة الجسد وقلة التواصل البصري عبر تلك الوسائل، مما قد يؤدي ببعض الأحيان إلى نشوء وإثارة بعض السلوكيات العدوانية، أو على الأقل التنفيس عن مشاعر الغضب للشخص المسيء لأن الموضوع سيكون بفضاء الانترنت وقلما تكون هنالك ردود فعل شخصية من الأطراف المقابلة.
ومع ذلك، هنالك بعض النصائح والتصرفات التي يمكن للشخص المُستهدف والذي تمت الاساءة إليه إتباعها حتى يخفف أو حتى يتخلص وبصورة إيجابية من تلك التهكمات والمضايقات أو ما يُعرف بهجمات وسائل التواصل الاجتماعي. ومن أبرز تلك النصائح:
أولاً، خذ نفس عميق وفكر ملياً قبل الرد على تلك المضايقات السلبية أو الخاطئة التي تم الإدلاء بها بشأنك، لا تستسلم لمشاعر الخزي أو الرعب أو السخط مهما كانت درجتها، لا تصدر الأحكام وبالتالي خذ بعض الوقت لمعرفة الدافع وراء تلك التصرفات بحقك، وهنا إسأل نفسك :
هل هي حيلة لجذب الإنتباه إليهم، أم أن هنالك مشكلة حقيقية من وراء محتوى المنشور؟ تحديد أو معرفةالدافع هو ما سترتكز عليه استجابتك.
ثانياً، كُن على يقين أن الشخص الذي قام بالتصرف المسيء بحقك لا يمتلك القوة العظيمة بداخلك ولا الخبرة الموجودة عندك، وبالتالي لم يجد سوى الهجوم أو الانتقاد السلبي لكي يُعبر بحالة اللاوعي عن نقاط الضعف لديه، هنا، إستخدم ذكاءك العاطفي وطور من وعيك الذاتي أنك إنسان ذا إستحقاق عالي وثقة كبيرة بالنفس، وأن الشخص المسيء لا يُمثل إلا نفسه وعاداته وثقافته وخبرته، وبالتالي، لن تستطيع التغيير منه إلا إذا كان عنده القرار الداخلي الصادق بنفسه، وهذه بحد ذاتها تعتبر نقطة قوة لديك ستحفزك لفك التعلق وتجاهل هذه التصرفات المسيئة.
ثالثاً، حاول أن تتصدى لكل التصرفات المسيئة وقم بالرد على تلك التعليقات بأقرب فرصة ممكنة، ولكن بطريقة تمثلك وتُبرز شخصيتك الإيجابية السامية وسلوكك الراقي، لأنك تُمثل شخصك النبيل وخبرتك وسموك الفكري والأخلاقي.
أخيراً، اعتني بجسدك وقلبك وعقلك. يمكن أن تجعل هجمات وسائل التواصل الاجتماعي نومك متقلب أو تؤثر سلباً على تناولك للطعام أو التفكير بوضوح أو الاسترخاء أو "أن تكون على طبيعتك".
إبحث عن طرق للعناية بصحتك النفسية والجسدية على حد سواء، في بعض الأحيان، سيساعدك مجرد التحدث عن الأمر مع صديق خاص أو مجموعة من الأصدقاء ممن تثق بهم وبخبراتهم وآرائهم.
يجد بعض الناس المساعدة في الصلاة والتأمل وجلسات الصمت والتقاليد الروحانية الأخرى، قد يتحدث آخرون مع علماء النفس والمعالجين النفسيين والمستشارين أو غيرهم من المتخصصين في الصحة النفسية، وقد يلجأ البعض للخروج للطبيعة أو عمل أشياء يحبونها لأنها تُحفز العقل الباطن على التفكير بإبداع وإيجابية بمواجهة تلك التصرفات المسيئة بهدوء وسكينة وحِكمة.
دكتوراة بعلم النفس الكوني - ممارس معتمد بالشفاء بالطاقة الحيوية
مدرب حياة وأعمال