كالدو..
الاعلامية هيفاء غيث
التغير المناخي هو ظاهرة عالمية وتأثيراته تمتد إلى كل بقاع العالم، بما في ذلك الأردن، وكون الأردن بلد صحراوي في الغالب، فهو معرض بشكل خاص لبعض التأثيرات الخطيرة للتغير المناخي، ومنها الزيادة في درجات الحرارة حيث من المتوقع أن يزداد الطقس حرارة في الأردن مع تغير المناخ، مما يمكن أن يؤدي إلى زيادة فترات الجفاف والحرارة الشديدة في الصيف، بالإضافة الى نقص المياه، حيث يعد الأردن واحد من أفقر دول العالم من حيث المياه، ومن المتوقع أن يتفاقم هذا الوضع مع التغيرات المناخية التي تسبب تقلبات في نماذج الأمطار.
أما من ناحية الأمن الغذائي فإن الزيادة في درجات الحرارة ونقص المياه يمكن أن يؤدي إلى تأثير سلبي على الزراعة ، وهو ما يمكن أن يضر بالأمن الغذائي للبلاد.
كما أن تغيرات البيئة، مثل الجفاف وفقدان الأراضي الزراعية، قد تدفع بالمزيد من الأردنيين إلى الهجرة بحثاً عن فرص أفضل للعمل والحياة.
واذا ما استعرضنا أهم أسباب التغير المناخي في الأردن والعالم نجد أن السبب الرئيسي للتغير المناخي هو الانبعاثات البشرية للغازات الدفيئة، حيث ان الأنشطة البشرية مثل حرق الوقود الأحفوري (الفحم والنفط والغاز الطبيعي) للطاقة والنقل، والتغييرات في استخدام الأراضي، مثل التطهير الأرضي للغابات، كلها تساهم في زيادة تركيزات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، وهو ما يدفع هذه الغازات الى امتصاص الحرارة من الشمس وحبسها في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية وتغير المناخ.
وفي السياق الأردني، نجد ان البلد ليس مسؤول بشكل كبير عن الانبعاثات العالمية للغازات الدفيئة، لكنه معرض لتأثيرات التغير المناخي بسبب تغيرات الطقس والنماذج المناخية، مثل الجفاف والفيضانات الشديدة والحرارة الشديدة والتي بدورها تهدد البنية الأساسية للبلاد، والأمن الغذائي، وتوفر المياه، والصحة العامة.
ولذامن المهم الأردن وباقي الدول، البحث عن سبل لتقليل الانبعاثات والتكيف مع التغييرات المناخية، والذي يمكن أن يتضمن الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة، وتحسين كفاءة الطاقة، وتحسين استخدام المياه، وحماية الغابات والمناطق الطبيعية.
ماذا الذي يمكن فعله للتخفيف من أثر التغير المناخي العالمي؟
تواجه الأردن تحديات كبيرة بسبب التغير المناخي، ولكن هناك عدد من الاستراتيجيات التي يمكن تنفيذها للتكيف مع هذه التغييرات والتخفيف من آثارها مثل :
فمن خلال تنفيذ هذه الاستراتيجيات، يمكن للأردن أن يقلل من التأثيرات السلبية للتغير المناخي ويكون أكثر استعداداً للتكيف مع التغييرات المستقبلية.
وهذا يدفعنا لمعرفة ما هي مصادر الطاقة المتجددة في الأردن وكيف يمكن استغلالها؟
الأردن يملك موارد متجددة طبيعية غنية يمكن استغلالها لتوليد الطاقة، والتي تشمل:
استغلال هذه الموارد يمكن أن يساهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري والحد من الانبعاثات الغازات الدفيئة، وكذلك توفير فرص عمل جديدة في قطاع الطاقة المتجددة. من الضروري أن يتم تنفيذ سياسات حكومية تشجع على الاستثمار في تكنولوجيا الطاقة المتجددة وتقديم الدعم المالي والتقني للمشاريع المتعلقة بالطاقة المتجددة.
ما أهم مشاريع الطاقة المتجددة التي تنفذ او نفذت في الأردن؟
اتخذ الأرن خطوات كبيرة في السنوات الأخيرة للاستثمار في الطاقة المتجددة. هناك العديد من المشاريع التي تم إنشاؤها أو هي قيد الإنشاء مثل:
مشروع طاقة الرياح في الطفيلة: هذا المشروع، الذي تم تشغيله في عام 2019، هو أول مشروع للطاقة الرياح على مستوى المرافق في الأردن و يتكون من 38 توربيناً ويقدر بقدرة 117 ميغاوات، مما يكفي لتوفير الكهرباء لنحو 83,000 منزل.
حيث تنتج المحطة حوالي 23 ميجاوات من الكهرباء، وهو ما يكفي لتوفير الطاقة لنحو 10,000 منزل.
ويواصل الأردن الاستثمار في الطاقة المتجددة، وهو ما يشير إلى التقدم الذي تم إحرازه في هذا المجال.
الطاقة المتجددة هي جزء أساسي من الاستراتيجية الأردنية لتقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري والحد من انبعاثات الغازات الدفيئة التي تعتبر العامل الأساسي في التغير المناخي.