كالدو..
شاهر العبادي ابو سلمى
إنما تعطشت أرض الوطن بعدما جففتها رياح الفتن ، فما كان للشرفاء من أبنائه إلا سقوا بدمائهم الزكية ثراه الطهور على نهج من سبقهم من الأوفياء والمخلصين هؤلاء الأبطال هم الذين نسجوا بشرايينهم سياج عزه وكبريائه وكانت صدورهم هي الدروع الحصينة لهذا الوطن
ترجل الفارس عن حصانه ومشى ثابت الخطى لأنه بين أبناء بلده الذي كان يعلم جيدا أنه ما هانت ولن تهون عليهم دماء الأردنيين فما كان للمندسين حاملي فتيل الفتن إلا أن أشعلوا ذلك الفتيل ظناً منهم بأن تتفجر بين الأهل والعشيرة نيران الثأر والحرب
ما كان لأهل معان الأبية ولا لأبناء الأردن الأحرار بأن يُنزفوا دم أخيهم رخيصاً أو أم يلطخوا بالعار صفحات المجد التي خطتها بطولاتهم في هذا الوطن ، لكن المندسين والمخربين الذين يسعون في الأرض فسادا قد عثوا فيها الخراب وهانت عليهم الدماء
الأردن هو وطن الإحرار والأشراف تحت ظل القيادة الهاشمية لم ولن يلطخ تاريخه ومجده إولئك المندسين وسيبقى بلد الأخوة والنخوة والكبرياء وسيبقى ابناؤه أصحاب الولاء والإنتماء
أما الفارس الذي ترجل عن حصانه لحقن الدماء وكان على رأس جيشه لحفظ أمن هذا الوطن وصون أمانه وأصيب برصاصات الغدر فإنما إرتقى إلى ربه شَهيداً ليلحق بالدين أكرمهم الله بها من قبله
يقول تعالى وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) ۞ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)
وأما من سولت له نفسه لقتل مسلمٍ دون وجه حق فليعلم أن عذاب الله شديد وليعلم بإن لُحمة أبناء هذا الشعب من حديد
يقول الله تعالى وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93)
ويقول الرسول ﷺ لزوال الدنيا أهون على الله عز وجل من سفك دم مسلم بغير حق
رحم الله شهيد الوطن والواجب وكل شهداء الأمة وجعل الفردوس مأواهم ومثواهم وحفظ الله هذا البلد آمناً مُطمئناً